س.ج عن الزواج

** أنا أم لثلاث بنات أكبرهن تبلغ من العمر سبع سنوات، وزوجي أصبح لا يطيق عشرتنا بسبب أن كل إنجابي بنات، وأصبح الآن يفكر في الزواج بأخرى لتنجب له ولداً يحمل اسمه، ويخيرني بين قبول الزوجة الثانية أو الطلاق؟

•إنجاب الأولاد أو البنات هبة من الله، ومن لا يقبل هبة الله فهو عاصٍ وغير راضٍ بحكم الله، فسبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثاً، ويهب لمن يشاء الذكور، ويجعل من يشاء عقيماً، وقد ثبت أن إنجاب البنات له أفضلية لكيان الأسرة والمحافظة عليها ربما أكثر من الأولاد، ومع ذلك هذه المشكلة لاتزال موجودة، على الرغم من التقدم وزيادة وعي المجتمعات العربية بصفة خاصة.

والدين الإسلامي حث الوالدين على الرضا بالمولود ذكراً كان أم أنثى، فالذرية هبة من الله عز وجل، وحذر الإسلام من كره إنجاب البنات، وعدم الاستبشار بولادتهن، بل إنه جعل لحسن تربيتهن والقيام على أمرهن ثواباً عظيماً لا يعدله ثواب آخر متعلق بتربية الأولاد، حيث ذكر صلى الله عليه وسلم أن من أحسن إليهن كنّ له ستراً من النار.

ولاتزال هناك أسر في مجتمعاتنا العربية تعيش حالة جاهلية برغبتها في إنجاب الذكور، إضافة إلى عدم مراعاتها حق الله في بناتها ومعاملتهن، حيث تعتبر أن إنجاب الإناث عبء عليها، لذا تفضل إنجاب الأولاد على البنات، ومن لا تُرزق منها بالولد تعيش في جحيم دائم.

إن إجبار الزوجة على الإنجاب من أجل الولد، أو تخييرها ما بين الطلاق أو الزواج بأخرى، يتنافى بلا شك مع الرحمة والسكن والمودة، وفيه إضرار بدني ونفسي، ومن حقها الاعتراض، لكن بأسلوب ليّن، حتى لا تكون النتيجة عكسية.

وعلى الزوج الذي يفكر في طلاق زوجته أو الزواج بأخرى من أجل إنجاب الولد أن يفكر هل بهذا الاعتراض على رزق الله ونعمته، سيضمن أن يُرزق بالولد، وهل يوجد ما يضمن له ألا يكون كل إنجابه من الزوجة الجديدة بنات أيضاً، لذا يجب على من رزقه الله البنات أن يرضى بقضاء الله ويحسن تربيتهن، لأنه إن سخط على قضاء الله فقد خسر الدنيا والآخرة.

 

الأكثر مشاركة