مسؤولون: المستقبل سـيكون حكراً على الحكومات الخلاقة

أكد متحدثون، خلال جلسات «المؤتمر الدولي لحكومات المستقبل»، الذي أقيم أمس، على هامش معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، أن المستقبل سيكون حكراً على الحكومات الخلاقة، التي تحاول أن تصل إلى المواطنين، وتتنبأ باحتياجاتهم، وتتمكن من إدخال التكنولوجيا إلى القطاعات الصحية والتعليمية، وتطوير شبكاتها والبيانات المقدمة.

العور: لا حكومة ذكية من دون تعليم ذكي

أكد رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، الدكتور منصور العور، خلال جلسته تحت عنوان: «الابتكار وصناعة المستقبل»، أنه لا حكومة ذكية من دون تعليم ذكي، مشيراً إلى أن الخطة الاستراتيجية للدولة حتى عام 2021، تتمثل في جعل مدارس وجامعات الدولة ذكية، لإيمانها بأهمية التعليم الذكي في صناعة المستقبل.

وأضاف أن تحليل الابتكار يتحقق بمجرد ظهور فكرة، أو وسيلة، أو أسلوب جديد لتقديم خدمة ما، أو سلعة معينة تكون مختلفة وأفضل مما هو قائم فعلاً، ما يعني أن الابتكار دخل إلى حيز الوجود، وشكل واقعاً جديداً يدركه الجميع، مقارنة بما هو قائم بالفعل، لافتاً إلى أن الابتكار يلعب دوراً محورياً في صناعة المستقبل، إذا توافرت العناصر الأساسية الثلاثة، وهي: القدرة على تحمل كلفة الابتكار، سواءً كان الفرد أو المجتمع، ومرونة استخدامه والاستفادة منه، إضافة إلى سهولة الحصول عليه، مؤكداً أن تلك العناصر ستحدد صناعة المستقبل.

وأشار إلى أنه منذ ظهور مصطلح التعليم الذكي، كابتكار جديد، عمل على مواجهة أوجه القصور التي يعانيها التعليم التقليدي، وتتمثل أهم ملامح التعليم الذكي في تغطية دور المعلم في العملية التعليمية، وبث النشاط والحيوية فيها، وتحقيق المرونة والاتصال بين المعلم والطالب، مؤكداً أن كلفة التعليم الذكي منخفضة إلى حد كبير، مقارنة مع التعليم التقليدي، نظراً لعدم تحمل المتعلم في التعليم الذكي نفقات السكن الجامعي، ونفقات الانتقال والسفر، ونفقات المعيشة، وكلفة التأمين الصحي، ويتحمل فقط الرسوم الدراسية، وتالياً فإن التعليم الذكي يسهم في حل عدد من المشكلات، لافتاً إلى أن مرونة التعليم الذكي تتمثل في عدم وجود قواعد أو إجراءات معقدة، يستلزمها الالتحاق بالتعليم الذكي، وكل ما هو مطلوب قدرة المتعلم على استخدام الإنترنت، ووسائط التكنولوجيا الحديثة.

115 تطبيقاً ذكياً

أفاد القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، ضمن مشاركة الشرطة في مبادرة «اسأل قادة الحكومة»، أمس، بأن شرطة دبي طوّرت 115 تطبيقاً ذكياً معروضة عبر منصتها في المعرض، مشيراً إلى أنه «لا توجد تغييرات على هذه التطبيقات، لكن الشرطة تعمل على تطويرها بما يلائم احتياجات المجتمع، والإجراءات الأمنية الخاصة»، مضيفاً أن «نسبة التحول الذكي في خدمات الشرطة بلغت 100%، ولدينا خدمات سنعلن عنها بعد تجربتها، والتأكد من عدم إمكان اختراقها، ونحن نقدم الخدمات بناءً على متطلبات المجتمع، مع عدم معارضتها للمتطلبات الأمنية»، موضحاً أن «الشرطة وضعت عدداً من المشروعات المستقبلية، لتقليل أعداد المراجعين بالمراكز بواقع 80% بحلول 2018، اعتماداً على الخدمات الذكية».

ورداً على سؤال عن استعدادات شرطة دبي لفعاليات معرض «إكسبو 2020»، الذي تستضيفه دبي، أكد تشكيل لجنة مختصة على مستوى الدولة لهذا الحدث، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك زيادة في الكادر البشري في شرطة دبي، وإنما سيتم الاعتماد على الجوانب التقنية والذكية، بصورة تخدم الجانب الأمني، إضافة إلى الاعتماد على المتطوعين في الدولة.

 الشرطة وضعت مشروعات مستقبلية لتقليل مراجعي المراكز بواقع 80% بحلول 2018. الإمارات اليوم

تهيئة ذوي الإعاقة وبيئة العمل

قال مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، خالد الكمدة، ضمن مبادرة «اسأل قادة الحكومة»، أمس، إن الهيئة بصدد إعداد برنامج للتدريب المهني، وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً، وتهيئتهم للعمل في الجهات الحكومية والخاصة، موضحاً أن «البرنامج سيكون وفق احتياج الشخص ذاته، ووفق الإعاقة المسجلة في بطاقة (سند)، ليتمكن من العمل وفق قدرته الشخصية»، مضيفاً أن «الهيئة ستؤهل كذلك البيئة المناسبة للعمل للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ تمت تهيئة عدد من الجهات الخاصة، خلال العام الماضي، وستعمل هذه الجهات على تدريب مؤسسات أخرى، لتصبح بالمعايير ذاتها بالتعاون مع الهيئة».

اتفاقية بين «دبي للثقافة» ومحاكم دبي

وقعت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) مذكرة تفاهم مع «محاكم دبي»، أمس، تقضي بتحديد الجهتين فرق العمل، وتعيين منسقين للمؤسستين، لتولي إعداد اتفاقيات التعاون، وخطط العمل لتنفيذ المشروعات المشتركة، إضافة إلى تبادل الخبرات المتخصصة في العديد من المجالات، مثل الخبرات العاملة في التدريب، ونقل المعارف المشتركة، والأنظمة والمعايير الخاصة بنجاح العمل المؤسسي، مثل أنظمة الجودة والتميز، والخدمات، والاستشارات المتعلقة بتطوير الأداء والخبرات الميدانية في العمل، مثل المكتبات العامة والفعاليات والأنشطة المختلفة.

وينظم برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي في دبي، معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، حيث سجل المعرض مشاركة 61 جهة حكومية، منها 32 جهة من دبي، وخمس جهات اتحادية، و24 جهة دولية، تستعرض إنجازاتها وأبرز مشروعاتها ومبادراتها.

وشهد اليوم الثاني توقيع عدد من الاتفاقيات، التي تسهم في تعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية، وتطوير العمل فيها، بما يخدم استراتيجية الدولة لعام 2021، وخطة دبي 2021، التي تقوم على أسس الاستدامة والترشيد والتحول الذكي. كما شارك مسؤولون من الجهات الحكومية المحلية، في مبادرة اللقاء المفتوح تحت شعار «اسأل قادة الحكومة»، التي تسمح لزوار المعرض بطرح تساؤلاتهم عن الخدمات التي تقدمها الجهات، والإجابة عنها.

وقال الأمين العام للمجلس التنفيذي، رئيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، عبدالله الشيباني: «نستلهم من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أهمية تطوير خطط ومبادرات التميز للجهات الحكومية في الإمارة، والاطلاع على التجارب العالمية في هذا المجال، بهدف الاستفادة منها، ومشاركتها تجاربنا المتميزة».

وأضاف أن «التميز من أهم عوامل تحقيق النجاح وتطوير العمل الحكومي، بهدف زيادة معدل رضا المتعاملين مع الجهات الحكومية المختلفة»، موضحاً: «نسعى من خلال معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية والفعاليات المصاحبة له، إلى ترسيخ هذه الثقافة بين الأفراد، لخلق وعي يسهم في تعزيز مكانة إمارة دبي العالمية».

من جانبه، قال الدكتور أحمد النصيرات، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز: «أجمع زوار اليوم الثاني من معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية، على فرادته وأهميته في توفير بيئة مثالية ومظلة متكاملة لعرض إنجازات الدوائر العملية، ومبادراتها ومشروعاتها التطويرية وخدماتها المتميزة. وتأتي مشاركة الدوائر الحكومية في المعرض، من خلال حرصها على تقديم أفضل الخدمات النوعية للمتعاملين من مؤسسات وأفراد ومواطنين ومقيمين وزوار. وكان للمشاركة الدولية طابع خاص، حيث نشيد بالتفاعل الحاصل بين الدوائر الحكومية المحلية ونظيراتها الدولية من الـ24 جهة حكومية، التي تشارك في المعرض».

وأكد نائب رئيس الوزراء، ووزير الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، ديمتري كومسيشفيلي، أن بلاده تهدف لأن تصبح المركز الرئيس لـ«تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» لمنطقة القوقاز، مضيفاً أن «جورجيا تحرز اليوم تقدماً كبيراً في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، كما عززت خدماتها الذكية المقدمة للجمهور، ودولة الإمارات وجمهورية جورجيا تجتمعان في مقومات سهولة الخدمة الحكومية لشعبيهما».

وأوضح أن «جورجيا تمكنت، خلال العام الماضي، من الحصول على المرتبة الـ21 في الدول الأكثر تفضيلاً في ممارسة الأعمال الخاصة، والسادسة في بدء المشروعات، وهي الأقل في مستوى تحصيل الضرائب»، وحدد ستة أبعاد للنجاح الحكومي في جورجيا، أهمها أنها من الدول الأفضل في الإصلاح الحكومي، إذ تبنّت الشفافية في اتخاذ القرار، والإصلاح الاقتصادي والسياسي، وتغيير تحصيل الضرائب على الدخل الفردي، إضافة إلى التعليم وتطوير الموارد البشرية في الدولة.

ودعا إلى تعزيز الشراكة الإماراتية الجورجية في قطاع التقنيات الحديثة والمبتكرة، وحث المستثمرين الإماراتيين على تعزيز وجودهم في قطاع تكنولوجيا المعلومات والابتكار في بلاده، إذ «يشهد هذا القطاع نمواً ملحوظاً، يسهم بشكل إيجابي في النمو الاقتصادي لجورجيا».

ووفقاً لبحث أعده الاتحاد الدولي للاتصالات، عمد إلى قياس تقرير مجتمع المعلومات في عام 2013، تعتبر جورجيا من البلدان النامية الحيوية في مؤشر التنمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فيما حلت في تقرير تقنية المعلومات العالمي 2013 للمنتدى الاقتصادي العالمي، في المرتبة 60 من إجمالي 144، في مؤشر جهوزية شبكاتها، متقدمة بنحو 28 مرتبة.

كما احتلت المرتبة 73 عالمياً في الابتكارات الدولية، ويعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها من القطاعات الواعدة جداً، إذ سجل متوسط نمو 18.5%، وأسهم بنحو 3% في إجمالي الناتج المحلي لجورجيا.

وشرح وزير الصحة العامة والأسرة والسياسة البلجيكي، يوهان فنديورزين، في كلمة له، التحديات المجتمعية التي تواجه القطاع الصحي، أبرزها قلة عدد الموظفين الذين يسهمون في الأمن المجتمعي، وزيادة عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العناية الصحية، إضافة إلى ضغوط التمويل التي تواجهها المؤسسات الصحية، والتقدم في السن، موضحاً أن «متوسط العمر المتوقع للنساء في 2060، سيصبح 89 عاماً، في حين أن متوسط عمر الرجال سيصبح 86 عاماً، ما يحتاج إلى صياغة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الصحية للتناسب وتزايد الأعمار للمواطنين في كل دولة».

وأكد فنديورزين أنه «ينبغي إضافة الحلول التكنولوجية إلى الرعاية الصحية، ليتمكن المواطنون من الحصول على الخدمات أينما كانوا، إضافة إلى إعادة تقديم مفهوم العناية المنزلية، والرياضة المنزلية لكبار السن، ليتمكنوا من العيش في حال جيدة لوقت طويل في منازلهم».

وقدم المدير التنفيذي للوكالة الوطنية لمجتمع المعلومات في كوريا الجنوبية، البروفيسور يون جيونغون، عرضاً تحت عنوان: «المدرسة الحكومية الكورية تجارب عملية في تطبيق الابتكارات»، الذي قال فيه إنه ستكون في 2020 أكثر من 40 زيتابايت من البيانات المحولة، أي ما يزيد على 30 تريليون غيغابايت، موضحاً: «نحن نواجه تحديات كبيرة في تحويل البيانات، إذ إن الشخص يحول نحو 5247 غيغابايت من البيانات، التي تتدفق عبر شبكات الإنترنت، وتحتاج الدول إلى مليارات من الدولارات لإسراع الترددات العريضة، التي تسهم في نقل هذه المعلومات».

وأضاف: «قبل 10 سنوات، كانت الحكومات تتحدث عن التحول إلى الحكومة الإلكترونية، والآن نتحدث عن الحكومات الذكية، وفتح مجال الاتصالات والبيانات للشركاء والمواطنين لتسهيل الأمر، لكن المستقبل سيكون حكراً على الحكومات الخلاقة، التي لديها القدرة على التنبؤ باحتياجات المواطنين، وتحتاج إلى تحليل هذه البيانات، للتمكن من أن تصبح خلاقة».

من جانبه، أكد مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الجودة والتميز، اللواء الدكتور عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، خلال كلمته التي ألقاها بعنوان: «استدامة التميز الحكومي»، ضرورة إنشاء مراكز للإبداع والابتكار في مختلف مؤسسات الدولة، لما لها من دور في تحقيق الاستدامة والتميز، مشيراً إلى أن شرطة دبي قطعت شوطاً كبيراً في مجال الابتكار، ما انعكس على الخدمات المتميزة، التي تقدمها إلى متعامليها.

وأضاف العبيدلي أن «أي مؤسسة ترغب في الحفاظ على تميزها، يجب أن تركز على تقييم أدائها باستمرار، ومعالجة نقاط الضعف»، مبيناً أن «شرطة دبي وضعت في عام 2008 خطة استراتيجية، واحتلت المرتبة الثامنة في مؤشر الجهة الأمنية الأفضل في العالم، وعلى الرغم من أنه مركز متقدم، إلا أن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كلف فريقاً من الوزارة بالسفر إلى فنلندا، التي احتلت المرتبة الأولى في المؤشر، للاطلاع على تجربتها».

 

اتفاقية بين «ديوا» و«دبي للثقافة»

أبرمت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) مذكرة تفاهم مع «دبي للثقافة»، تهدف إلى بناء شراكة بين الطرفين، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية لهما، في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه.

وناقش الجانبان سبل التعاون في المشروعات المجتمعية المستدامة، بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهما، وتنفيذ مشروعات مجتمعية مشتركة، للارتقاء بسمعتهما المؤسسية، وإطلاق حملات تثقيفية في مجال ترشيد استهلاك الطاقة.

كما تلتزم هيئة كهرباء ومياه دبي بتحويل البنية التحتية والمباني، في قطاع الفنون، إلى مبانٍ صديقة للبيئة.

الأكثر مشاركة