حرارة الطقس وامتحانات النقل تزيدان غياب الطلبة
شهدت أبوظبي غياباً جماعياً، تعدت نسبته 30%، بسبب بداية امتحانات صفوف النقل في بعض المدارس، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، فيما تلقى ذوو طلبة رسائل من مدارسهم تعلمهم بتقديم موعد انتهاء الدوام إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما عمد عدد من ذوي الطلبة إلى تغييبهم بسبب ارتفاع الحرارة، وسوء التكييف في بعض الحافلات المدرسية.
| خطط لمواجهة غياب الطلبة أكدت مدارس حكومية وخاصة في أبوظبي أنها وضعت خططاً لمواجهة غياب الطلبة قبل الامتحانات مبكراً، وذلك لتزامن الامتحانات مع شهر رمضان الكريم، ما سيفاقم من الأزمة ويزيد من نسب الغياب، مشيرين إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم وجّه المدارس بتطبيق خطة الحد من غياب الطلبة، التي تشدد على ضرورة حضور الطلبة إلى مدارسهم وفق التقويم المدرسي، والتواصل مع ذوي الطلبة لحثهم على تشجيع أبنائهم على الحضور والالتزام الكامل بمواعيدهم المدرسية حتى نهاية الدوام المدرسي. وأشارت المدارس إلى أن الخطط الموضوعة تضمنت تنظيم حصص إرشاد للطلبة، ودعم الأيام الأخيرة بالأنشطة الختامية والاختبارات التجريبية، وتوزيع المهام على الطلبة، وتفعيل درجات المواظبة، إضافة إلى عدم إنهاء المناهج قبل ذلك الأسبوع، وإعداد جدول اختبارات للفترة الأخيرة في كل مادة. ولفتت المدارس إلى أنها اجتمعت مع المعلمين، وطالبتهم باقتراح أساليب جديدة لمواجهة عزوف الطلبة عن الحضور في الأسبوع الذي يسبق الامتحانات، خصوصاً أن هذه الفترة من الممكن أن تصل إلى أكثر من أسبوعين، بسبب تزامنها مع بداية شهر رمضان. |
وتفصيلاً، أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة أن ظاهرة غياب الطلبة قبل الامتحانات أو ما يعرف في الوسط التعليمي بـ«الأسبوع الميت» تتكرر سنوياً، مشيرين إلى أن موجة الحر الشديد التي تشهدها الدولة ساعدت على الغياب مبكراً، مطالبين بضرورة المشاركة المجتمعية من خلال وسائل الإعلام، لتوعية الطلبة وذويهم بخطورة الغياب، والعمل على تفعيل لائحة السلوك والمواظبة، مشيرين إلى ضرورة أن تكثف المدارس الرسائل إلى ذوي الطلبة، خصوصاً قبل نهاية العام، لتوضيح أهمية انتظام الطالب في الدراسة حتى اليوم الأخير، إضافة إلى توزيع مذكرة بمواعيد شرح أجزاء المنهاج للطلاب، وإطلاع ذويهم عليها للتأكيد على خطر الغياب.
وعزا المعلمون، محمد نوح، وسامي نجيب، وعبدالرحمن شعبان، وأمنية علي، وسهيلة عاشور، ظاهرة غياب الطلبة مبكراً، وتعللهم بدرجات الحرارة، إلى تساهل المدارس في تطبيق اللوائح الخاصة بالغياب، وسلوكيات بعض المعلمين بالمدارس في إنهاء المقررات سريعاً، والتوقف عن الشرح في حال غياب نسبة كبيرة، وضعف النتائج المترتبة على الخصم من درجات الالتزام.
وأشاروا إلى أن الحل يكمن في تثقيف ورفع درجة وعي الطلاب وذويهم بأهمية الوقت وما يترتب عليه من خلال البرامج والأنشطة، والتشديد على المعلمين بعدم التساهل وتشجيع الطلبة على الغياب، وتنفيذ الاختبارات العملية في الأسبوع الأخير لكل المواد لقياس المهارات والقدرات، لافتين إلى أن المدرسة عليها دور كبير أيضاً، يتضمن إلزام الأب بالحضور مع الطالب في اليوم التالي في حال الغياب من دون عذر، ليشعر بأهميته ودوره، إلى جانب تفعيل التقنية للتواصل السريع مع ذوي الطلبة، وإعادة النظر في لائحة السلوك الطلابي، وخطط رعاية الطلبة التي توضع مع بداية كل عام، لتشمل الخصم من درجات المواد التي غاب في يومها، إضافةً إلى درجات المواظبة.
فيما أفاد ذوو طلبة، ماجد البلوشي، وإبراهيم صالح، وعبدالله راشد، بأن المدارس والمعلمين راء غياب الطلبة، موضحين أنهم شجعوهم على الغياب بدواعي ارتفاع درجات الحرارة واقتراب الامتحانات، مؤكدين أن الانضباط بقدر ما هو ثقافة فهو سلوكٌ يجب أن يطبق ويمارس على أرض الواقع، معتبرين المعلم والمعلمة هما القدوة والمثال الأعلى لغرس هذا السلوك لدى الطلاب والطالبات.
وأشاروا إلى أن ظاهرة غياب الطلاب ثقافة مجتمعية منتشرة بين الطلاب، وبموافقة ومباركة المعلمين، واستسلمت لها الأسر، مضيفين أن الطلاب أصبحوا يتداولون مفاهيم الأسبوع الميت، والإجازة الاختيارية، والأيام الصعبة، وغيرها من المسميات.
فيما أكد الطلاب، محمد عبدالحميد، وفهد خالد، وسالم الزعابي، وعاصم خالدون، أن مشكلة الالتزام بالحضور حتى آخر يوم دراسي لن تُحل أبداً، كون الفترة التي تسبق الامتحانات تمثل للطلبة أهم فترة للمذاكرة والمراجعة وتعويض ما فاتهم، لافتين إلى أن ذهابهم إلى المدرسة يعد ضياعاً للوقت، خصوصاً في ظل درجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام، وما يتبعها من إرهاق شديد لهم، مشيرين إلى أن المعلمين أنفسهم يعتبرون هذه الأيام غير محسوبة في التقويم المدرسي.