المستشارة الأسرية عائشة الحويدي

س . ج عن الزواج

أرغب في الزواج بزميلة في العمل، لكنها تشترط للموافقة على الزواج تأجيل الإنجاب لمدة ثلاث سنوات للتأكد من تطابق طباعنا بعد الزواج وعدم التسرع في إنجاب أطفال يتحملون قرارات قد تتخذ مستقبلاً، بالإضافة إلى أنها ترفض إنجاب أكثر من طفل واحد.

 

الإنجاب والتكاثر والتناسل عبر الزواج من سنن الله الفطرية، والعبث من قبل المتزوجين بهذه السنة يعد عبثاً بالفطرة، ومردوده سلبي، خصوصاً أن الدراسات الطبية أكدت أن تأجيل الإنجاب يؤدي إلى تراجع الخصوبة عند الزوجين، وهذه الظاهرة أصبحت مقلقة.

إن الهدف من الزواج التناسل والتكاثر وليس مجرد الجماع، والحديث الشريف يقول: «تناكحوا تناسلوا تكاثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة». وظاهرة تأجيل الانجاب أو الاكتفاء بطفل واحد فقط سببه الانفتاح على الغرب بصورة كبيرة، ومحاولة تقليد الشباب الغربي في مسألة الحياة بحرية ودون مسؤوليات كثيرة، لذلك يجب العودة لديننا وقيمنا التي تحث على الحصانة وتكوين أسر مفيدة للمجتمع والدولة، تحافظ على الهوية الوطنية.

وفي بعض الحالات يرجع قرار تحديد عدد الأولاد للزوجين وإمكاناتهما الصحية والمالية، حتى يستطيعا تربية الأطفال في بيئة جيدة، لأن الهدف من الزواج والإنجاب هو تكوين أسرة صالحة، ومفيدة للمجتمع والدولة، وإن كان التكاثر ضرورة، والدين يشجع على ذلك، ولكن بشرط أن يقوم الوالدان بواجباتهما تجاه أبنائهما، وعدم التنصل منها مستقبلاً، بحيث يتحول الانجاب من نعمة إلى نقمة.

بعض النساء تكون لديهن مواقف نفسية سلبية تجاه الحمل وما يتبعه، ولذا يرفضن الحمل على الرغم من رغبتهن الداخلية في الأمومة، ومن هنا ينصح بعرض هؤلاء النساء على اختصاصية نفسية لعمل جلسات إزالة الحساسية تجاه الحمل والولادة، بالإضافة إلى ضرورة تدخل أم العروس في الموضوع والحديث مع ابنتها عن نعمة الأبناء، ومتعة الأمومة حتى تزيل مخاوفها وتشجعها على الزواج والإنجاب.

الأكثر مشاركة