«زايد للرعاية الأسرية» تسعى إلى بلوغ الأطفال الأيتام برَّ الأمان. من المصدر

«الاحتضان العائلي» يكفل 60 طفلاً يتيماً

أفاد مدير دار زايد للرعاية الأسرية، سالم سيف الكعبي، بأن عدد الأطفال لدى الأسر الحاضنة في زايد للرعاية الأسرية، التابعة لمؤسسة زايد العليا، بلغ 60 طفلاً وطفلة، وذلك ضمن برنامج «الاحتضان العائلي»، موضحاً أن الأسر البديلة تتولى رعاية الأطفال الأيتام وفاقدي الرعاية الأسرية، وفق شروط ومعايير تؤهلها لكفالتهم مثل طفلها البيولوجي.

ويهدف برنامج «الاحتضان العائلي» إلى دمج الأطفال في المجتمع، عن طريق العيش لدى أسر بديلة، قادرة على توفير أوجه الرعاية المختلفة للطفل اليتيم، ومن في حكمه، وفق شروط محددة بحيث تتولى الأسرة البديلة المسؤولية الكاملة نحو الطفل، من إيواء ورعاية وتربية، تحت إشراف المختصين، ليصبح عضواً نافعاً لنفسه ومجتمعه.

ويشترط أن تكون الأسرة البديلة من أبناء الدولة، ومن زوجين صالحين أخلاقياً واجتماعياً، ويجوز عند الضرورة الاحتضان من قبل امرأة ذات ظروف خاصة (مطلقة أو أرملة)، وأن تكون الأسرة قادرة على رعاية الطفل اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، من واقع البحث الاجتماعي للأسرة، من قبل اللجنة التنفيذية، وأن تجتاز الاختبارات النفسية خلال المقابلة الشخصية، والتي يتم تحليلها بالاشتراك مع قسم «علم النفس» في جامعة الإمارات، وخلوّ الأسرة من الأمراض المعدية والاضطرابات النفسية والعقلية، وأن تكون الأسرة حسنة السيرة والسلوك، وألا يقل عمر الحاضنة عن 25 عاماً، ولا يزيد على 45 عاماً، وقادرة على إرضاع الطفل المحضون إن أمكن ذلك.

الاعتماد على النفس

وأوضح الكعبي أن دار زايد للرعاية الأسرية تسعى إلى دمج أطفال الدار في المجتمع، من خلال وجودهم في الدار أو لدى أسر مواطنة، بهدف تنشئة أطفال مواطنين صالحين، بشخصيات مستقلة قادرة على التفاعل والاندماج في المجتمع والاعتماد على النفس، متابعاً أنه «من خلال الاحتضان العائلي، نضمن لهؤلاء الأطفال حياة أسرية متكاملة، توفر للطفل احتياجاته من جميع الجوانب الأساسية والاجتماعية والنفسية، ونأمل من أفراد ومؤسسات المجتمع المشاركة في تحقيق أهدافنا السامية».

وأشار إلى أن اللائحة التنظيمية لدار زايد حددت نظام وشروط الاحتضان العائلي، إذ تشمل إجراء مقابلات شخصية للأسر الراغبة في الحضانة العائلية، وتعبئة استمارة الاختبارات النفسية، خلال المقابلة الشخصية، التي يتم تحليلها بالاشتراك مع قسم علم النفس في جامعة الإمارات، بالإضافة إلى عمل زيارة منزلية للأسرة، وتعبئة نموذج دراسة الحالة الاجتماعية للأسرة.

لجنة الاحتضان

وقال الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن طلبات الاحتضان تعرض على اللجنة العليا للاحتضان العائلي، المُشكَّلة من جهات عدة، هي: محكمة العين الابتدائية، وزارة الداخلية ممثلة في شؤون الجنسية والإقامة والمنافذ، مديرية شرطة العين، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، جامعة الإمارات ممثلة في قسم علم النفس، وذلك لإبداء الرأي، وفي حال الموافقة على الأسرة، يتم إخضاعها قبل وبعد الاحتضان للدورات التدريبية المخصصة للأسر الحاضنة، وعقد جلسات بين الأسرة الحاضنة والطفل المحتضن، لزيادة الارتباط والألفة بين الطرفين قبل البدء في عملية الاحتضان.

ولفت إلى أنه يتم تسليم الطفل إلى الأسرة، والتوقيع على نموذج التسليم، وعلى اتفاق الاحتضان العائلي، ويتولى الاختصاصيون الاجتماعيون والنفسيون متابعة الطفل داخل الأسرة، من خلال تطبيق مخطط الاحتضان العائلي، الذي يوضح التطورات والتغيرات بالمراحل العمرية المختلفة للطفل، عن طريق مؤشرات تم تحديدها بأحدث الطرق العلمية، حتى بلوغ الطفل 18 عاماً.

تكاتف الجهود

من جانبها، نوهت رئيسة قسم الاحتضان العائلي في دار زايد للرعاية الأسرية، خولة البادي، بالدور الإنساني الذي تؤديه دار زايد للرعاية الأسرية، التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والأهداف السامية التي تسعى إلى تحقيقها، والتي تستدعي تضافر الجهود والتكاتف من أجل الوصول بأطفال دار زايد للرعاية الأسرية إلى بر الأمان، سواء داخل الأسر الحاضنة أو في الدار، وهذا يحتاج أيضاً إلى مشاركة من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، وتقديم الدعم المطلوب، بما يعود بالنفع على الأطفال، وتوعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية.

وكشفت البادي أن مصارحة الطفل المحتضن بواقعه، من المواقف الصعبة التي تواجهها الأسر الحاضنة، أو المشرف على تربيته، وفي حال لم تكن هناك آلية واضحة ومتدرجة في هذه العملية، قد يحدث ما يؤدي إلى مواقف أشد إيلاماً وأذى نفسياً للطفل، لذلك كانت هناك توعية للأسر الحاضنة بأهمية المصارحة، وما لها من آثار إيجابية أو سلبية، قد تؤثر في استقرار الطفل مع الأسرة من النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية، وذلك أثناء المتابعة الدورية، ومن خلال الزيارات المنزلية، وهناك تنبيه وتوعية للاسر الحاضنة، بضرورة اتباع الطرق المثلى في المصارحة، وعدم اللجوء إلى تزييف المعلومات، أو التستر عليها.

قصص مصوَّرة

أفادت رئيسة قسم الاحتضان العائلي في دار زايد للرعاية الأسرية، خولة البادي، بأن الدار تعاقدت مع مؤلف ورسام من ذوي التخصص في مجال قصص الأطفال، لإخراج قصص بالصورة المطلوبة، وفق كل مرحلة عمرية، يتم توزيعها من خلال الزيارات الدورية على الأسر الحاضنة من قبل الاخصائيات الاجتماعيات، وكذلك مشاركة اللجنة التنفيذية للاحتضان العائلي، الأسر الحاضنة في تذليل أية صعوبات أو مواقف تواجه الأسرة الحاضنة، خلال مصارحة الطفل، وتم توفير كتب وقصص من خارج الدولة متعمقة في جوانب المصارحة، وإنشاء مكتبة خاصة بهذا الشيء، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، لنقل وتبادل الخبرات بين الحاضنات.

وأوضحت أن الدراسات أثبتت أن القصة، بما فيها من أشخاص وأحداث، تساعد على تقريب المعاني والمفاهيم بصور تجسد الواقع عملياً، كما أن القصة تساعد الطفل على تنمية قدراته وترتيب شتات أفكاره، وتقديمها على نحو تسلسلي متتابع، وبرمجتها في التركيب الفكري أثناء نومه، واستخدامها كوسيلة تأثير غير مباشرة، لمصارحة الطفل بوضعه، ورسم الواقع التربوي المتوقع غرسه في نفس الطفل، ما يؤدي إلى تجسيد صورة واقعية للهدف المنشود.

الأكثر مشاركة