3 أسباب تمنع حصول 67٪ من الأحــداث على «الرعاية اللاحقة»
قال رئيس قسم الرعاية اللاحقة في إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية جاسم الخلصان، إن هناك ثلاثة أسباب تعيق تطبيق برنامج الرعاية اللاحقة بشكل فاعل على الأحداث المفرج عنهم، هي عدم وجود كوادر فنية متفرغة، وعدم تقبل الأهل للرعاية اللاحقة، وعدم توافر مؤسسات لاستيعاب الحالات غير المؤهلة، وهي أهم ما يعيق تطبيق برنامج الرعاية اللاحقة بشكل فاعل على جميع الاحداث المفرج عنهم.
وأظهرت احصاءات صادرة عن إدارة الحماية الاجتماعية في الوزارة انخفاض نسبة الأحداث غير المشمولين بالرعاية اللاحقة إلى 67٪ العام الماضي، من 75٪ عام 2011.
وأكد الخلصان لـ«الإمارات اليوم»، أن الوزارة رفعت نسبة الاحداث المستفيدين من برنامج الرعاية اللاحقة من 25٪ العام 2011 الى 33٪ العام الماضي، لتتقلص نسبة الاحداث الذين لايزالون خارج الرعاية اللاحقة الى 67٪.
واعتبر أن قلة عدد الكوادر الفنية المؤهلة، فضلا عن عدم تفرغها، إذ إن مشرفي الدور هم أنفسهم المسؤولون عن برامج الرعاية اللاحقة، ما لا يترك مجالاً للمشرفين لمراقبة كل حالة بدقة، وإعطائها البرامج اللازمة، فضلاً عن عدم تقبل الأهل، ومحاولتهم نسيان الواقع، وإبعاد الحدث عن كل ما يذكره ويذكرهم بالقضية.
كما أن عدم وجود مؤسسات لاستيعاب الحالات غير المؤهلة، ذات الحاجة للتدريب التعويضي، وعدم وجود حوافز تشجيعية للفنيين، أسهمت في إعاقة تطبيق البرنامج، لافتاً الى أن أغلبية قضايا الاحداث تتلخص في السرقة وانتحال الشخصية والزنا وتعاطي المواد المخدرة.
وقال الخلصان إن الادارة تعمل وفق برنامج محدد لاحتواء الاحداث المفرج عنهم في برامج الرعاية اللاحقة، من خلال زيادة النسبة السنوية للأحداث المدمجين فيها، وتأمين الكادر المؤهل للعمل مع الأحداث، مؤكداً أن الرعاية اللاحقة لا تقلّ شأناً عن برامج الرعاية خلال الايداع، خصوصا أنها العامل الأساسي - إضافة إلى دور الاسرة - في عدم عودة الحدث الى الانحراف.
وأشار الخلصان الى الافراج عن 60 حدثاً العام الماضي، وتقديم الرعاية اللاحقة لـ20 حدثاً منهم، 16 من الذكور وأربع إناث.
وتابع الخلصان أنه تم دمج 13 حالة من الاحداث المفرج عنهم في المدارس، إذ دمجت ثلاث حالات في المرحلة الابتدائية، وست حالات في المرحلة الاعدادية، وأربع حالات في المرحلة الثانوية، فضلا عن دمج ثلاثة أحداث في القوات المسلحة، وحدث في معهد تقنية الشارقة، وحدث في معهد التكنولوجيا في أبوظبي، وحدثين في مركز التعليم والتأهيل في أبوظبي.
وقال إن قضايا السرقة تصدرت قضايا الاحداث المدمجين في البرنامج، بعدد سبع قضايا، مقابل أربع حالات زنا، وثلاثة اعتداءات بسيطة وانتحال صفة، وحالتي تعاطي مؤثرات عقلية ومواد مركبة، وحالتي هتك عرض، وحالة لواط، وحالة حيازة مؤثرات عقلية.
وأوضح الخلصان أن الرعاية اللاحقة تخص الاحداث المفرج عنهم من دور التربية الاجتماعية، لمتابعتهم حتى الاستقرار، سواء من خلال التواصل المباشر أو الاتصال بالهاتف أو الزيارات الميدانية، وتوفير فرص عمل لهم، ومتابعة مسيرة حياتهم، وحمايتهم، إلى أن يصبحوا أعضاء فاعلين في خدمة المجتمع وأنفسهم.
وأكد الخلصان أن هدف برامج الرعاية اللاحقة دعم الاستقرار النفسي للأحداث المفرج عنهم، ممن يعانون في المرحلة الاولى النظرة الاجتماعية السلبية، وعودة رفاق السوء الى الالتفاف حولهم، ودعم تحولهم من الرعاية الى التنمية من خلال الاندماج الوظيفي او المدرسي، وحث الاسر على تهيئة الحدث المفرج عنه وتشجيعه على ممارسة دوره في المجتمع، فضلاً عن تمكين الاحداث من التكيف مع البيئة المحيطة بهم من جديد، وتدريبهم على حلّ مشكلاتهم، ومواجهة مصاعبهم.
وأشار الى أن الوزارة وضعت تصوراً لتأهيل الأحداث المفرج عنهم، تمهيدا لإجراء تطويرات على عملية الدمج، وإصدار تقارير شاملة للرعاية اللاحقة، والقيام بالزيارات الميدانية للجهات ذات العلاقة بإدماج الاحداث، وتأهيل المفرج عنهم من دور الرعاية، وتنظيم الدورات، والدمج المدرسي، والتواصل مع الاحداث بعد الافراج عنهم مباشرة، والتواصل مع الاخصائيين للاطلاع على استنتاجاتهم، وتوظيف الاحداث ومتابعتهم في وظائفهم.
وقال الخلصان إن الادارة أقامت عدداً من دورات التأهيل في برامج الحاسوب واللغة الانجليزية، وفي بعض الحرف والمهن الاخرى، مثل صيانة الهواتف المتحركة والعناية بالشعر والتسريحات، ودورات دراسية أخرى، لدعم اندماج الاحداث وتمكينهم من دخول سوق العمل، أو المدرسة مجدداً.
وأكد تدريب وتوظيف 19 حدثاً من المفرج عنهم من دور التربية الاجتماعية في مراكز التنمية الاجتماعية وفي مؤسسات خاصة، مثل مؤسسة الفطيم في قسم صيانة السيارات وقسم مارك سبنسر، ومنح جميع الاحداث مكافأة مالية بقيمة 2000 درهم، ومنح الموظفين المؤقيين 3000 درهم، لافتاً الى أن هدف البرنامج الصيفي هو اعادة دمج الاحداث في المجتمع أثناء العطلة الصيفية، واكسابهم مهارات الاعتماد على النفس، وقضاء اوقات الفراغ، واعادة الثقة بأنفسهم.
وقال الخلصان إن لجنة المساعدات المالية للاحداث المعسرين وافقت على طلبات مساعدة لـ11 حدثاً وأسرهم، مشيرا الى أن حاجة الاسرة والحدث للمال قد تدفعه الى اتباع أساليب غير قانونية للحصول عليه، كونه لا يعرف طرقاً أخرى، خصوصاً أنه غير مؤهل للاندماج في سوق العمل، كونه لا يملك أي خبرة مهنية، أو شهادة علمية فضلاً عن صغر سنه.