محمد بن راشد يُكرّم «السنعوسي» شخصية العام الإعلامية
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مساء أمس في فندق غراند حياة في دبي، حفل توزيع جوائز الصحافة العربية في ختام الدورة الـ11 لمنتدى الاعلام العربي، وتسلم الفائزون بالجائزة بفئاتها المتعددة جوائزهم وسط حضور مئات المدعوين.
ووزعت جوائز الصحافة العربية على الفائزين بالجائزة وعددهم 17 فائزا، اختيرت اعمالهم من بين 4000 عمل قدمت الى الامانة العامة للجائزة من مختلف الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الدورية المطبوعة والإلكترونية من 19 دولة عربية و10 دول أجنبية.
وكرم سموه، الفائزين ضمن فئات جوائز التكريم الخاص التي منحت لكل من الاعلامية ليلى رستم، والاعلامي رفيق خوري، كما سلم سموه جائزة شخصية العام الاعلامية لوزير الاعلام الكويتي الاسبق، محمد ناصر السنعوسي، فيما سلم جائزة أفضل عمود صحافي إلى الكاتبة الدكتورة بدرية عبدالله البشر.
وتبنى نادي دبي للصحافة اسلوبا جديدا هذا العام في توزيع الجوائز على الفائزين، بفئات الجائزة البالغة 10 فئات، بالإضافة الى فئة جائزة التكريم الخاصة، وفئة شخصية العام الاعلامية، وفئة العمود الصحافي، إذ دعت مجموعة من الاعلاميين المتميزين لتقديم فئة الجائزة وإعلان اسماء المرشحين والفائز عن كل فئة.
وفاز عن فئة الصحافة الاستقصائية علي زلط، ومحمد الخولي، من صحيفة «المصري اليوم»، وفاز في فئة الصحافة الاقتصادية عمر خليل العزبي، من صحيفة «الإمارات اليوم»، وفاز عن فئة الصحافة السياسية صلاح سالم من صحيفة «الاهرام» المصرية، فيما فاز أحمد ناجي أحمد من صحيفة «أخبار الادب» المصرية عن فئة الصحافة الثقافية. وفاز عن فئة الصحافة التخصصية عبدالله عبدالرحمن من مجلة «الظفرة»، أما عن فئة الحوار الصحافي ففاز وليد الطيب من موقع «أون إسلام نت» المصري، وفاز عن فئة الصحافة الرياضية علي شدهان من صحيفة «البيان» الاماراتية، كما فاز عن فئة الصورة الصحافية احمد المصري من صحيفة «المصري اليوم».
أما فئة الرسم الكاريكاتيري، ففاز بها ماهر رشوان من صحيفة «الحرية» الكويتية، كما فاز عن فئة صحافة الشباب كل من سعيد خطيب من صحيفة «الدوحة» القطرية، ومحمد محلا من مجلة «أوال» المغربية، وسيد اسماعيل من صحيفة «فلسطين».
يشار الى أن التحول الإلكتروني في الجائزة أسهم في اتساع رقعة انتشارها على مستوى الوطن العربي والعالم، إذ سجلت الجائزة ارتفاعاً بنسبة 3٪ عن الدورة الماضية لتتسلم نحو 4000 عمل صحافي من 19 دولة عربية، بالإضافة إلى 11 دول أجنبية لصحف دولية تصدر باللغة العربية.
حضر حفل توزيع الجوائز سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.
لا حيادية في الإعلام
إلى ذلك، واصل منتدى الإعلام العربي، أمس، فعالياته لليوم الثاني بخمس جلسات ناقشت محاور متفرقة من العمل الاعلامي والتغييرات التي طرأت عليه في أعقاب تطورين مهمين الأول بروز تقنيات الاتصال الحديثة كوسائل نقل الأخبار والأفكار للجمهور العربي، والثاني التغييرات السياسية أو ما عرف اصطلاحا بـ«الربيع العربي»، والدور الذي لعبه الإعلام العربي بنوعيه التقليدي والجديد في الحراك الشعبي وثورات الربيع العربي.
ولفتت الجلستان «قنوات يوتيوب... منابر فردية تنافس الفضائيات»، و«القنوات الإخبارية والثورات العربية.. أسئلة حول التغطية والأداء»، إلى أنه لا توجد حيادية في الإعلام، والصحافي ليس مطلوبة منه الحيادية لكنه يجب ان يكون محكوما بالموضوعية والمهنية في عمله، بغض النظر عن الوسيلة الاعلامية التي يستخدمها وبمعزل عن عمله في مؤسسات الاعلام التقليدي أو عبر قنوات الاعلام الجديد.
وتناولت الجلسة الاولى «قنوات يوتيوب... منابر فردية تنافس الفضائيات» تطويع شباب معظمهم ليسوا من الحقل الاعلامي تطبيقات موقع «يوتيوب» لإنشاء قنوات تلفزيونية خاصة وبإمكانات بسيطة، تقدم برامج وحلقات مسجلة، وتناقش قضايا وموضوعات اجتماعية وسياسية ودينية ضمن قوالب مبتكرة وجذابة، تختلف عن تلك المضامين التي عهدها المشاهد على الشاشة التقليدية. أدارت الجلسة الإعلامية في (ام.بي.سي) علا الفارس وشارك فيها كل من أكرم حسني، الإعلامي الذي اشتهر بتجسيد شخصية «سيد أبوحفيظة» في مصر وباسم يوسف، الإعلامي في قناة «أون تي في» ورجائي قواس مقدم برنامج n2ocomedy على موقع «يوتيوب» في الأردن، وعبداللطيف مصطفى، مقدم برنامج «نشرة غسيل» على موقع «يوتيوب»، وعمر حسين، مقدم برنامج «ع الطاير» على موقع «يوتيوب»، في السعودية.واستعرضت الجلسة نماذج وتجارب واقعية للمشاركين، الذين اعتمدوا بشكل رئيس على أفكارهم الخاصة، ووظفوا أدوات بسيطة توفرها وسائل الإعلام الجديدة، لتقديم مضمون هادف في قالب كوميدي في معظم الأحيان. وأجمع المشاركون في الجلسة على عدد من الأهداف والآراء، التي خلصوا إليها نتيجة تجربتهم الشخصية كمعدي برامج تفاعلية عبر قنوات الـ«يوتيوب»، أبرزها أنهم يقدمون أفكارهم دون أن ينشدوا هدف التأييد المطلق أو إقناع المتلقي بوجهات نظرهم بل إنهم يحاولون عرض الأوضاع وتحليلها من وجهة نظرهم بطريقة تشريحية كوميدية وسـاخرة، تسـهل وصـولها للمـتلقي من غـير تبني أي اقتراحات أو حلول لأي مشكلات.
المصاعب والتحديات
واعترف المشاركون في الجلسة الثانية «القنوات الإخبارية والثورات العربية.. أسئلة حول التغطية والأداء»، بأن القنوات الإخبارية الفضائية كجزء من منظومة الإعلام لا يمكن ان تكون حيادية، وأن كل مؤسسة اعلامية تحكمها إما اجندة الجهة الحكومية التي أسستها، أو الممول الرئيس لها. وانتهز المتحاورون الفرصة لإظهار مدى صدقية ومهنية المؤسسة التي يعملون فيها، مستخدمين عرض المصاعب والتحديات التي تعرضت لها تلك القنوات خلال الثورات والأزمات السياسية التي تعيشها بعض الدول العربية، لاسيما في بلد مثل سورية، التي تشهد أزمة أمنية وسياسية عنيفة جعلتها موصدة الأبواب أمام مجموعة من الوسائل الاعلامية المحسوبة على أطراف سياسية معارضة للنظام السوري.
واللافت في الجلسة أن مَنْ ناقشوا مدى حيادية ومستوى الأداء للقنوات الإخبارية على منصة الحوار هم جلهم ممثلون عن تلك القنوات نفسها، إذ أدارت الجلسة الإعلامية منتهى الرمحي، من قناة العربية، وشارك فيها مدير عام قناة روسيا اليوم إلكسندر نزاروف، والناشر ورئيس التحرير في صحيفة «الشروق» المصرية عمرو خفاجى، ورئيس التحرير في تلفزيون «بي بي سي» العربية، فارس الخوري، ومدير الأخبار والبرامج على قناة «العربية» نخلة الحاج.
ووافق المشاركون في الجلسة على رأي المشاركين في الجلسة الاولى حول ما يتعلق بالموضوعية، ووجوب أن يكون الصحافي موضوعيا، ولو أنه لا يستطيع ان يكون محايداً، وعرفت الموضوعية بأنها نقل الحقائق بما يتعلق بالارقام والأماكن والحدث نفسه دون تغيير أو تزوير، فضلا عن عدم تجاهل بث أخبار معينة في حال كانت تعارض وجهة النظر التي يتبناها الصحافي أو المؤسسة الاعلامية.
غياب الابتكار
وبحثت الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «الإنتاج التلفزيوني.. أين الابتكار؟»، الإعلام العربي في واقع الإنتاج وغياب الابتكار في الانتاج التلفزيوني وتطلعات الجمهور اليوم من وسائل الإعلام.
وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية، في «أون تي في» ريم ماجد، كل من رئيس قسم السينما في صحيفة «الحياة» إبراهيم العريس، ومخرج ومنتج شركة «هوت سبوت فيلمز» أسعد طه، ومدير تلفزيون دبي والمدير التنفيذي لشؤون الإذاعة والتلفزيون، مؤسسة دبي للإعلام، علي الرميثي، والمدير العام لشركة «د3 للإنتاج» فادي إسماعيل، والكاتبة الكويتية، هبة مشاري حمادة. وناقشت الجلسة قدرة بيئة عمل الانتاج التلفزيوني العربي الحالية لإيجاد أجيال تبتكر وتبدع.
الخطاب الديني
وأجمع المتحاورون في الجلسة الرابعة «الخطاب الإعلامي الديني العربي.. الدور المنتظر»، على استغلال فرق من المتدينين السياسة والاعلام في تحقيق مصالحهم الضيقة، التي لا تلبي مطالب المجتمع وحاجاته، وضمت لائحة المتحدثين على المنصة الرئيسة المفكر وأستاذ الفلسفة حسن حنفي، والكاتب المغربي عبدالإله بلقزيز، ومؤسس وعضو مجلس الإدارة في قناة «أزهري» في مصر خالد الجندي، ورئيس أساقفة سبسطية في فلسطين نيافة الأب عطاالله حنا.
وتركزت النقاشات في الجلسة على تحول بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة إلى ساحة للتعصب، يسودها العنف اللفظي والتكفير والتخوين، وترافق هذا التحول مع أصوات تنادي بضرورة تجديد الخطاب الديني ومقابلة الفكر بالفكر في التعاطي مع الاضطرابات والمتغيرات المتلاحقة في المنطقة العربية، وتساءل آخرون عن الدور المنتظر من العلماء والدعاة في مواجهة الفتن والحدّ من انتشارها وتقريب وجهات النظر.
وسلطت الجلسة الأخيرة «إعلام حر.. ومصارعة حرة!» الضوء على تطور اللغة والأسلوب العنيف في الإعلام، وتناولت الخلل ومسبباته وطرق معالجته، خصوصاً في ظل ما ظهر من صورة مشوشة ومضطربة لثقافة الحوار في المنابر الإعلامية العربية المختلفة.
أدار الجلسة وزير إعلام الكويت الأسبق، سعد العجمي، فيما شارك في النقاش كل من الكاتبة السعودية بدرية البشر، والاعلامي في قناة «إم بي سي» سمير فرج، والاعلامية ليلى رستم، بالإضافة إلى استاذ العلوم الاجتماعية والكاتبة الاماراتية منى البحر، والاعلامي المصري وائل الابراشي.