مواطنات يشكون زواج المواطنـين بأجنبيات

أكدت فتيات مواطنات أن عزوف الشباب الإماراتي عن الزواج بالمواطنات، يعد هروباً من المسؤولية، موضحات أن الشباب بات يفضل الزواج بأجنبيات إذ لا يكلفنهم أية مصروفات، ما يؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات، ملمحات الى أن «ظاهرة زواج الشبان المواطنين بأجنبيات تهدد الاستقرار الأسري وتضعف التركيبة السكانية بسبب ازدواجية العادات والتقاليد»، لافتات إلى أن زواج المواطنين بأجنبيات أدى إلى زيادة نسبة العنوسة وتأخر سن زواج المواطنات.

وقالت فتيات إن «غلاء المهور ليس سبب عزوف الشباب عن الزواج بمواطنات»، مشيرات إلى أن «متوسط المهور يبلغ نحو 70 ألف درهم، وهو مبلغ بسيط مقارنة بقيمة السيارة التي يركبها الشاب ويغيرها كل فترة، ثم يدعي أن غلاء المهور سبب العزوف عن الزواج».

ومن جانبه، قال رئيس قسم التوجيه الأسري بمحاكم رأس الخيمة، المأذون الشرعي جاسم المكي، إن «الفتاة المواطنة لم تعد الخيار الأول والوحيد أمام الشباب المواطنين»، لافتاً إلى وقوع مشكلات عدة بين الشباب الحديث الزواج، غالباً ما يؤدي إلى الطلاق.

وتفصيلاً، قالت المواطنة (سميرة.ع) في بداية العقد الرابع، خريجة جامعية لاتزال في انتظار الزواج «أنا غير موافقة على مبررات الشباب المواطنين بأن غلاء المهور هو السبب الحقيقي لعزوفهم عن الاقتران بالمواطنات»، مؤكدة أن «تصرفات الشباب توحي بأن آخر شيء ينشغلون به هو النواحي المالية».

وأوضحت أن «الشباب بمجرد تخرجهم لا يفكرون الا في شراء سيارة أحدث موديل مزودة بكل ما هو جديد، ويتعاملون مع السيارات كما يتعاملون مع (دشاديشهم)، ويحرصون على تغييرها بصورة مستمرة»، مؤكدة أن «شكاوى هؤلاء الشباب من غلاء المهور حجج غير مقنعة»، لافتة إلى أن زواج المواطنين بأجنبيات أدى إلى زيادة نسبة العنوسة وتأخر سن زواج المواطنات.

وتنتقد المواطنة (سارة.س) في نهاية العقد الثالث، المواقف السلبية لبعض الشباب تجاه الفتاة العاملة، قائلة «يوجد في مجتمعنا فئة من الشباب يفكرون بعقلية لا تنسجم مع تعليمهم العالي ومظهرهم الأنيق وسياراتهم الفارهة، إذ يرفضون فكرة عمل المرأة في القطاعات المختلفة ويجبرونها على البقاء في البيت مثل قطعة أثاث».

وأفادت بأن «خروج المرأة الإماراتية للعمل ناجم عن قناعة راسخة بأنها تشكل ضلعاً مهماً في المجتمع، وبالتالي تتوجب عليها المشاركة في الجهود المبذولة لتنمية وتطوير المجتمع»، موضحة أن «سعي الدولة إلى بناء المدارس والجامعات ودفع المرأة للمشاركة في أعمال التنمية، وفتح كل المجالات أمامها، أكبر دليل على اهتمام الدولة بالنساء، ومع ذلك مازال شبان يرفضون عمل المرأة».

وأكدت المواطنة (زينب.خ .ب) في بداية العقد الرابع، أن «الثقة بين المواطن الشاب والفتاة الموظفة مهزوزة»، مشيرة إلى أن «بعض الشباب فور اكتمال مراسم الزواج يصب جل همه على حرمان الزوجة من مزاولة العمل».

وذكرت أن «هناك شباباً يحاولون ابتزاز زوجاتهم وجعلها أداة نشطة تعالج مشكلاتهم المالية».

وقالت المواطنة (حصة.ف) إن «الدولة لم تقصر تجاه الشباب المواطنين الراغبين في الزواج من بنات الوطن، وأنشأت لهم (صندوق الزواج) الذي يتحمل تكاليف الزواج، علاوة على تنظيم ودعم فعاليات الزواج الجماعي، التي نجحت الى حد ما في احتواء مظاهر البذخ، التي كانت سائدة في حفلات الأعراس، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الشباب يلجأون إلى الزواج من أجنبيات بحجج واهية، للتهرب من مسؤولياتهم».

وتابعت «لو أن الشاب الإماراتي نظر الى أخواته البنات الجالسات في البيت من دون زواج لشعر بفداحة المأساة، وبالتالي ما فكر في الزواج من أجنبيات».

من جانبه، قال رئيس قسم التوجيه الأسري في محاكم رأس الخيمة، المأذون الشرعي جاسم المكي، إن «الفتاة المواطنة متضررة من ظاهرة عزوف الشباب المواطنين عن الزواج من بنات بلادهم»، متابعاً «من واقع عملي مأذوناً شرعياً ومسؤولاً عن التوجيه الأسري، تعرضت إلى العديد من المواقف المزعجة التي تؤكد ان الفتاة المواطنة لم تعد الخيار الأول والوحيد أمام الشباب المواطنين».

وأشار إلى أن «الشباب يجد صعوبة في التعامل مع المشكلات الزوجية التي تنشأ أحياناً قبل مغادرة العروسين صالة الأفراح»، لافتاً إلى أن شاباً طلق زوجته بسبب خلافات بسيطة حدثت بينهما أثناء وجودهما في المطار للسفر لقضاء شهر العسل»، وأكد المكي أن «الحياة الزوجية لابد أن تقوم على أرضية صلبة من التفاهم المشترك بين الزوجين، بالنحو الذي يضمن الاستقرار الأسري بصورة دائمة بعد الزواج، وإذا افتقد العروسان التفاهم والانسجام فإن زواجهما سينتهي بالفشل».

وتابع «من أسباب عزوف بعض الشبان عن الزواج مغالاة بعض الآباء في طلب المهور»، لافتاً إلى أن «بعض الأسر تنظر إلى الزواج على أنه فرصة جيدة للاستثمار، ويطلبون من العريس مهراً يفوق أحياناً الأرباح التي يحققها كثير من الشركات، ويفرضون على ابنتهم ذاتها كثيراً من المطالب المرهقة مالياً قبل الموافقة على الزواج، مثل إلزامها بأخذ قرض ضخم من البنك أو شراء سيارة فارهة، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام نجاح ابنتهم في حياتها الأسرية».

وأوضح المكي أن «أكثر ما يهدد الحياة الزوجية، خصوصاً في بداية الطريق، هو عدم وقوف الزوجين على أرضية من التوافق»، ضارباً مثالاً بـ«رفض الزوج عمل الزوجة وإجبارها على التفرغ للواجبات الأسرية، أو رفض الزوج قيادة زوجته سيارة»، مشيراً إلى أنه «اذا كان من حق الزوج هذا الطلب فلماذا لا يتم بحثه في جو يسوده الوئام والملاطفة والاقناع؟»، وأكد أن «كثيراً من الزيجات يفشل بسبب خلافات بسيطة أو أمور غريبة، مثل الخلاف حول قيمة فستان الزفاف، أو نوعية صالة الأفراح، أو اصرار الزوجة على استقدام خادمة لتساعدها في أعمال البيت، وغير ذلك من الأمور البسيطة التي تحتاج إلى ثقة وتفاهم بين الزوجين لحلها قبل أن تتطور إلى الطلاق».

الأكثر مشاركة