ناعمة المنصوري (يسار) تساعد كفيفة على القراءة. تصوير: جوزيف كابيلان

‏ناعمة المنصوري.. أم المكفوفين‏

‏تُلقب عضو مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ومدير عام مطبعة المكفوفين ناعمة المنصوري، بــ«أم المكفوفين» في إشارة تقديرية لاهتمامها بفاقدي البصر منذ بداية دراستها الجامعية، مروراً بجهودها المتواصلة في تلبية الاحتياجات اليومية لتلك الشريحة، وانتهاء بمسؤوليتها عن طبع ما يزيد على 3000 نسخة من المناهج الدراسية لمختلف المراحل التعليمية بطريقة «برايل» توزع على زهاء 500 طالب وطالبة من فاقدي وضعاف البصر على مستوى الدولة.

تقول المنصوري إنها ركزت على رعاية المكفوفين منذ السنة الثانية لدراستها في جامعة الإمارات ،1992 إذ التحقت بالتدريس في مراكز رعاية المكفوفين أثناء دراستها الجامعية، مؤكدة قيامها في تلك الفترة بجهود شخصية ومفاوضات مع وزارة التربية والتعليم، بهدف العمل على دمج المكفوفين في المدارس الحكومية عام .1993

مع بدايات دمج المعاقين في المراحل التعليمية المختلفة كانت تتوجه إلى المدارس الحكومية لتأهيل وتوفير مقاعد دراسية للمكفوفين، وتحرص على الوقوف على تفاصيل تهيئة البنية التعليمية لهم، والمقومات المناسبة لتعليمهم، مثل أجهزة «بيركنز» المتخصصة في طباعة المناهج الدراسية.

تخرجت المنصوري في كلية التربية في جامعة الإمارات عام ،1995 وكانت معلمة فصل للطلاب المعاقين جسدياً، وبعد التحاق الطلبة المكفوفين بمراكز التأهيل في أبوظبي توجهت إلى التعامل مع هذه الفئة، وحرصت على الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في لغة «برايل» في البحرين، وتواصلت مع جمعية الإمارات للمكفوفين في الشارقة، كما تواصلت مع خبراء عالميين استعانت بهم الدولة للارتقاء بالمكفوفين وغيرهم من أصحاب الإعاقة.

وترى المنصوري أن بدايات تحوّل حياتها كانت في عام 1999 حينما التقت الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان مساعد رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون النسائية، إذ عرضت عليها مشكلة طبع المناهج الدراسية للمكفوفين، وتضيف «كان الدرس الواحد من المنهاج الدراسي يستغرق معي في تحضيره وطباعته 10 أيام ليصبح جاهزاً لاستيعاب المكفوفين»، مؤكدة أن الشيخة شمسة منذ علمها بهذه المعاناة طلبت إنشاء أول مطبعة للمكفوفين عام 1999 بقيمة مليون ونصف المليون درهم تحت مظلة الهلال الأحمر.

وأضافت «انتدبت للعمل في الهلال الأحمر مشرفاً عاماً على مطبعة المكفوفين عام ،2001 وفي عام 2002 أصبحت مديرة المساعدات المحلية في هيئة الهلال الأحمر بجانب عملي مشرفة على المطبعة، وفي عام 2003 عينت مديرة لمكتب الشيخة شمسة، ثم مديرة لمشروعات الغدير.

تعتبر المنصوري أن وجودها مع المكفوفين وتواصلها الدائم معهم أكسباها فن التعامل مع الآخرين وأهلها لتقلد هذه المناصب، لافتة إلى أن «تلك الشريحة تتمتع بالذكاء والارتقاء الحسي والنفسي والتفاعل مع من يخلصون لهم»، وتقول «يستوعب الكفيف من حوله بصورة سريعة وصحيحة ويقدم بصيرته وإخلاصه لمن يحبه».

وتشير إلى أنها مع انتهاء دوام العمل الرسمي تتحول أمّاً وزوجة «بما تفرضه المسؤوليات وتحدده الواجبات، وينصبّ اهتمامها عـلى التواصل مع والدتها وأخواتها»، وتضيف «حتى أستمد طاقة دائمة للعمل، أحرص على ممارسة رياضة المشي في مختلف مناطق العاصمة الجميلة ، إضافة إلى عشقي للرحلات البرية والذهاب إلى مزارع ليوا في المنطقة الغربية».‏

الأكثر مشاركة