أسر تستمر في ارتداء الكمامة وتجنب المصافحة للحماية من الفيروسات

التزمت أسر في الدولة بارتداء الكمامات والقفازات، وعدم المصافحة، باعتبارها أصبحت أسلوب حياة لديهم، رغم إلغاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث كل القيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد-19»، فيما أشاد أطباء بالتزام الأسر بلبس الكمامة، كونها تحد من إصاباتهم بالأمراض والفيروسات المعدية، دون تحول هذا الالتزام إلى خوف مفرط من الأمراض.

ورصدت «الإمارات اليوم»، منذ إلغاء الإجراءات الاحترازية الوقائية بالدولة أخيراً، التزام مواطنين ومقيمين من مختلف الفئات العمرية بارتداء كمامات في الأماكن العامة والمساجد والمراكز التجارية والمدارس والحدائق، وحتى داخل المركبات.

وتفصيلاً، قال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وأستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك فئة في المجتمع تصر على تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، بسبب الخوف المفرط من الأمراض والفيروسات المعدية.

وأوضح أن ارتداء الكمامة، رغم إلغاء القيود الاحترازية في الأماكن العامة والمدارس، يأتي من جانب الخوف على صحتهم من أي مرض، ولفت إلى أنه شاهد بعض الأسر في الحدائق ترتدي مع أطفالها الكمامات، مؤكداً أنه ينبغي على أفراد المجتمع التعايش مع إلغاء القيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد-19»، في الأماكن العامة، دون إلزام غيرهم أو أفراد أسرهم بارتداء الكمامات، باعتبار أن الفيروس أصبح ضعيفاً، وقليل الانتشار، مع انخفاض عدد الحالات والمصابين، محلياً وعالمياً.

وأكد رئيس جمعية الأمراض المعدية، واستشاري الأمراض المعدية، الدكتور أحمد الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الكمامات تحمي من الأمراض المعدية بنسبة تراوح بين 60% و95%، حسب نوع الكمامات والفيروسات المنتشرة، كما أن الإجراءات الآن أعطت حرية ارتداء الكمامات في كثير من الأماكن لجميع أفراد المجتمع والأسرة.

وأوضح أن إلغاء القيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد-19»، وجعل لبس الكمامات اختيارياً في جميع الأماكن، باستثناء بعض المنشآت والمرافق، جاء بسبب انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس، وانخفاض انتشاره، لدرجة لا تتطلب ارتداءها إلزامياً في الوقت الحالي.

وتابع أنه لا يوجد ضرر من ارتداء الكمامات على المدى الطويل، لوجود فيروسات معدية أخرى، خصوصاً في موسمي الخريف والشتاء، مثل فيروسات الرشح والزكام والإنفلونزا، وغيرها، المسببة لأعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وقد يستفيد منها مرضى نقص المناعة، كمرضى السرطان وزراعة الأعضاء.

وأوضح أن خوف أي شخص من انتقال العدوى له أو لغيره لا يلزمه فرض لبس الكمامة على غيره.

وأشار أخصائي طب الأطفال في مستشفى عجمان التخصصي، الدكتور طارق السلامة، إلى أن ارتداء الكمامات يحمي من الإنفلونزا أو نقلها إلى الأصحاء وغيرهم، وأن ارتداءها بين أفراد الأسرة والمجتمع يأتي وفق سلوك كل شخص، وطبيعة مناعته وحالته الصحية، إذ إن البعض يخشى الإصابة بالأمراض المعدية، ويفضّل ارتداءها، لتعوده عليها منذ بداية جائحة «كورونا»، من باب الحيطة والحذر، رغم إلغاء الإجراءات الاحترازية والوقائية في المناطق العامة.

فيما قال المواطنون: راشد عبيد، وسعيد العلي، وسعود خميس، وليلى سالم، والمقيمون: هيثم الحاج، ورامي القدوة، ودينا فتحي، إن ارتداءهم الكمامات والقفازات في الأماكن العامة والمدارس جاء من باب الحفاظ على صحتهم وصحة أبنائهم من الإصابة بأي من الأمراض المعدية، خصوصاً أنهم مروا بتجربة قاسية خلال فترة انتشار فيروس «كورونا» وإصابتهم به.

وأشاروا إلى أن ارتداء أبنائهم الكمامات في الفصول الدراسية جاء بسبب انتشار الزكام أخيراً بين الطلبة، وأنه نظراً لضعف مناعة أطفالهم ومناعتهم ارتدوها تجنباً لانتقال العدوى لهم ولأفراد أسرهم، وللحد من تغيبهم عن المدارس أو العمل، وتجنب الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

الخوف من الإصابة

قال مواطنون ومقيمون إن الخوف من إصابتهم بالأمراض والفيروسات المعدية دفعهم لارتداء الكمامات، وتجنب المصافحة باليد أو «المخاشمة» في الأماكن العامة، إضافة إلى تجنب مخالطة الأشخاص المرضى، لتفادي انتقال أي فيروس معدٍ إليهم، لافتين إلى أن هذه الإجراءات تحافظ على صحتهم، وتقيهم الأمراض المعدية.

• %60 - 95% نسبة حماية الكمامة من الأمراض المعدية حسب نوع الفيروسات.

الأكثر مشاركة