تحذير من خطر معقمات اليد على أعين الأطفال

حذّر طبيب في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، من المخاطر الشديدة التي تصيب أعين الأطفال بسبب التعرض غير المقصود لمعقمات اليدين ذاتيّة التقطير، إذ تحتوي معظم معقمات اليدين على نسبة تركيز عالية من الكحول، والتي تبدأ في اختراق سطح القرنية على الفور.

ونجح فريق الرعاية الصحية بالمستشفى في علاج طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام أصيبت بأضرار بالغة في القرنية، إذ ذكر المستشفى أن الحادث وقع أخيراً عندما قامت طفلة بتشغيل عبوة بها معقم لليد، تعمل بالقدم، ومثبتة في مكان عام كانت الطفلة تزوره مع أسرتها، وتعرضت عينها لـ«جِلّ» تعقيم اليدين.

وقال طبيب استشاري في معهد العيون، في المستشفى الدكتور برايان أرمسترونغ، الذي كان ضمن فريق الرعاية الصحية الذي عالج الطفلة، إن الحالة كانت الأولى من نوعها التي عالجها المستشفى، إذ تتطلب وضع غشاء أمنيوسي، محذراً من أن إصابات أعين الأطفال الناجمة عن معقمات اليد التي تحتوي على الكحول آخذة في الازدياد في جميع أنحاء العالم منذ بداية الجائحة.

وأشار إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، ذكرت بيانات المراكز الفرنسية لمراقبة السموم أن حالات تعرض أعين الأطفال لمعقمات اليد قد زادت بنسبة سبعة أضعاف، في الفترة ما بين أبريل وأغسطس من 2020، مقارنة بالفترة نفسها من 2019.

ونبه أرمسترونغ: «غالباً ما تكون قَطَّارات معقم اليد في الأماكن العامة مُثَبَّتة عند مستوى الخصر للبالغين، ولكن هذا يعني أنها تكون في مستوى أعين الأطفال أيضاً، لذا فإن فرص تعرض الأطفال للرش في الأعين عالية جداً».

وأشار إلى أنه في حالة هذه الطفلة، ربما ازداد الألم بمرور الوقت، مع تغلغل المحلول القلوي في عمق قرنيتها، وفي مثل تلك الحالات، ننصح بغسل العين فوراً بماء وفير، وقد يتطلب الأمر فتح العين يدوياً، ومن المهم جداً أن يكون الغَسل بمنأى عن العين السليمة، تلافياً لتفاقم مزيد من الضرر.

وقال إن «هذا النوع من الإصابة نراه عادةً بين العمال الذين يتعرضون لمواد سامة، أو لتسرب مواد كيميائية في مواقع العمل»، محذراً من أن التأخر في علاج مثل هذه الإصابات «قد تكون له عواقب وخيمة على الأطفال مقارنةً بالبالغين، لأن حاسة البصر مازالت قيد النموّ في مثل هذه السن المبكرة، حين لا تستطيع حاسة البصر أن تنمو وتتطور كما ينبغي، ويكون خطر الإصابة بغشاوة البصر أعلى في هذا العمر، كما أن احتمالية حدوث مضاعفات بعد زراعة القرنية، إذا لزم الأمر، أعلى بكثير في هذا العمر».

ونصح أرمسترونغ الآباء بـ«استخدام الماء والصابون، فضلاً عن معقم اليدين، مع أطفالهم، حيثما أمكن ذلك، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فيجب على الآباء استخدام محاليل تعقيم يدوية متعادلة كيميائياً وطبيعية، وأن يكون ذلك تحت إشراف صارم، وتعليم أطفالهم ألا يستخدموا إلا كمية صغيرة فقط، مع التأكد من جفاف اليدين تماماً قبل لمس أعينهم، فإذا ما حدث وَفَرَكَ الأطفالُ أعينَهم بالمعقم، فيجب غسلها بالماء فوراً، وزيارة المستشفى إذا كان هناك عدم وضوح في الرؤية أو ألمٌ في العين».

وكان ذوو الطفلة أحضروها إلى قسم الطوارئ في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» وهي تعاني ألماً شديداً وعدم القدرة على فتح عينها، وقام الأطباء على الفور بغسل المحلول من عين الطفلة، وإعطائها المضادات الحيوية لمنع العدوى، مع قطرة لتخفيف الألم، وشخص الأطباء حالتها على أنها تآكل شبه كلي في القرنية، ناتج عن التعرض للكحول والمواد الكيميائية القلوية المضافة إلى جل تعقيم اليدين.

الأكثر مشاركة