أطباء: آثارها الجانبية غير معروفة

تحذيرات من أخذ جرعات زائدة من تطعيم «كورونا» دون استشارة

أخذ جرعات إضافية من اللقاحات الأصلية بعد مرور أشهر يعزز المناعة ضد السلالات المعدية. أرشيفية

أكد أطباء في خط الدفاع الأول أن لقاحات «كورونا» جميعها مأمونة، وأن الجرعات الإضافية منشطة لها، ويمكنها زيادة فاعليتها بعد مضيّ أشهر على أخذ الجرعتين الأساسيتين، لكنهم شددوا على ضرورة التقيد بالقوانين والإرشادات التي وضعتها الجهات الصحية المعنية في الدولة، وعدم أخذ جرعات إضافية من اللقاح تتجاوز الموصى به، من دون استشارة طبية.

وشرحت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن «إعطاء جرعات إضافية من اللقاحات الأصلية بعد مرور أشهر على أخذها من شأنه تعزيز المناعة ضد السلالات المعدية، خصوصاً في ظل انتشار الفيروس، وظهور متحورات جديدة»، لافتة إلى أن «الحصول على هذه الجرعة يتم بناءً على تقييم الجهات الصحية، وبعد التأكد من توافر اشتراطات الحصول على الجرعة الداعمة».

وتفصيلاً، قالت المتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، إن «بعض الأشخاص قد يصرون على أخذ جرعات لقاح (كوفيد-19) أكثر من الموصى به، وهو ما قد يعرضهم لمضاعفات صحية غير مرغوبة، على الرغم من أن اللقاحات في حدّ ذاتها آمنة، ولا دليل حتى اليوم على وجود تأثيرات صحية خطيرة لها».

ودعت إلى الالتزام برأي الطبيب، حرصاً على الصحة والسلامة، مشيرة إلى أن لقاحات «كوفيد-19» تُعدّ جديدة، إذ لاتزال الدراسات العلمية مستمرة بشأنها عالمياً، لمراقبة فاعليتها وأثرها في المطعمين.

وأكد أخصائي طب الأسرة في مستشفى «فقيه» الجامعي في دبي، الدكتور عادل سجواني، أن «أخذ جرعات من التطعيم أكثر من الموصى به طبياً قد يؤدي إلى مشكلات في بعض الحالات، لكن التطعيمات آمنة، وهناك دراسات عدة حول جرعات زائدة عن الطبيعي لم تتسبب في حدوث أضرار».

وأضاف أن «الجرعات الزائدة من التطعيمات ليس لها أضرار جانبية كبيرة، أو مخيفة، لكن ليس لدينا دراسات خاصة بتطعيمات (كورونا) ومدى خطورة أخذ جرعات أزيد من الموصى به»، مشيراً إلى أن «فيروس كورونا شديد الشبه بفيروس الإنفلونزا، وهناك دراسات أميركية أجريت على الأشخاص الحاصلين على جرعات زائدة من تطعيم الإنفلونزا ولم تسجل أضرار جانبية كبيرة، وإذا حدثت تكون مؤقتة».

وأكد البروفيسور في جامعة «غرب أونتاريو» الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة في مركز «القلب» الطبي، الدكتور حسام التتري، أن «أياً من الشركات المصنعة للقاحات لم تبحث التأثير الذي يمكن أن يسببه أخذ جرعات إضافية، وبالتالي فلا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يترتب على ذلك. ومن الناحية النظرية هناك قلق من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من المضاعفات أو من رد فعل مبالغ فيها للجهاز المناعي للشخص، ما قد يؤدي إلى زيادة في حدة الأعراض الجانبية للتطعيم».

وأفادت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأن اللجان الوطنية المختصة على اطلاع مستمر بالتحديثات العالمية المتعلقة بتطوير اللقاحات، وهي تقيمها دورياً، تمهيداً لاعتمادها والتصريح باستخدامها الكامل، أو الطارئ، حسب اللوائح والقوانين المعتمدة في الدولة، بعد التثبت من مأمونيتها وفعاليتها.

وشددت الوزارة على أن لقاحات «كوفيد-19» تظلّ من أفضل الوسائل للسيطرة على الجائحة، خصوصاً عندما تقترن بالفحوص الفعالة والتدابير الاحترازية.

وتابعت: «ضمن استراتيجية الدولة الاستباقية لتوفير الحماية القصوى للمجتمع، تم إجراء دراسة بشأن فعالية التطعيم في الدولة، ووجدنا انخفاضاً كبيراً في معدل الإصابة بفيروس (كوفيد-19) بعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح».

وشرحت أن «إعطاء جرعات إضافية من اللقاحات الأصلية، بعد مرور أشهر على أخذها، من شأنه تعزيز المناعة ضد السلالات المعدية، خصوصاً في ظل انتشار الفيروس، وظهور متحورات جديدة»، لافتة إلى أن «الحصول على هذه الجرعة يتم بناءً على تقييم الجهات الصحية، وبعد التأكد من توافر اشتراطات الحصول على الجرعة الداعمة».

وأشارت إلى سعي الدولة لإشراك المجتمع في كل ما تتخذه من الخطوات لتخطي الأزمة، من خلال رفع الوعي العام بالمستجدات والحقائق العلمية المتعلقة بالفيروس.

ومن أهم المقومات الداعمة للتعافي تبني ممارسات تعزز المناعة.

جدير بالذكر أن الدراسة التي نفذتها الجهات الصحية أظهرت أن فعالية التطعيم في وقاية الأشخاص من الحاجة للذهاب إلى المستشفى تبلغ 93%، في حين أن فعالية التطعيم في تقليل الحاجة إلى العناية المركزة تبلغ 95%.

كما أظهرت أن الأشخاص غير المطعمين هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطرة جرّاء هذا المرض.

ووفق الدراسة، يتعين على الجميع المبادرة بأخذ اللقاح، تجنباً للإصابة بفيروس «كوفيد-19» ومضاعفاته.

المناعة الطبيعية

أكد أطباء في خط الدفاع الأول أن الحفاظ على مناعة الجسم يتطلب في المقام الأول اختيار نمط حياة صحي، واتباع المبادئ التوجيهية.

وأشاروا إلى أن أعضاء جسم الإنسان، بما فيها الجهاز المناعي، تعمل بشكل أفضل عندما تكون محاطة ببيئة واقية، ومعززة باستراتيجيات الحياة الصحية، وفي مقدمتها الامتناع عن التدخين، واتباع نظام طعام صحي غني بالمعادن والألياف، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والحفاظ على وزن صحي، والتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم، والابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر، إضافة إلى اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية.

وأوصى الأطباء بالفحص الدوري لفيتامين (د)، للتأكد من عدم انخفاضه، وذلك لأهمية هذا الفيتامين، وفيتامين (ج) والزنك كمكملات تعزز المناعة، وتساعد الجسم في الوقاية من الأمراض المعدية، بما في ذلك الوقاية من «كوفيد-19».

ولفتوا إلى أن الدراسات بيّنت أن نقص أحد هذه العناصر في الجسم قد يجعله أكثر قابلية للإصابة بالمرض، لدورها المهم في تعزيز جهاز المناعة في جسم الإنسان.

• اللجان الوطنية المختصة على اطلاع مستمر بالتحديثات العالمية المتعلقة بتطوير اللقاحات.

تويتر