%75 من العدد المستهدف شاركوا في أول 12 يوماً من بدء التطوع

إقبال كبير من أطفال متطوعين على دراسة الاستجابة المناعية لتطعيم «سينوفارم»

صورة

شهدت الدراسة التكميلية للاستجابة المناعية للقاح سينوفارم للأطفال الذين راوحت أعمارهم بين ثلاث سنوات و17 سنة، إقبالاً كبيراً من الأطفال «المتطوعين الصغار»، على المشاركة بموافقة كاملة من ذويهم، إذ بلغت نسبة المشاركة نحو 75% من العدد المستهدف تطوعه في الدراسة، في أقل من أسبوعين، ما يعكس الدعم المجتمعي للخطوة الاستباقية للدولة في مواجهة جائحة (كوفيد-19)، وتوفير الحماية لجميع أفراد المجتمع من جميع الفئات ضد الإصابة، وثقة المواطنين والمقيمين بكفاءة وقوة النظام الصحي في الدولة.

وتعدّ الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجري دراسة على فعالية اللقاح لهذه الفئة العمرية، إذ تهدف الدراسة إلى مراقبة الاستجابة المناعية للقاح سينوفارم لدى 900 طفل من جميع الجنسيات، وذلك بهدف تطعيم الأطفال في المستقبل القريب، وستكون مشاركة كل طفل في هذه الدراسة بعد الموافقة الكاملة من ولي الأمر، وسيخضع للمراقبة والمتابعة عن كثب، حيث تضع الدراسة سلامة الأطفال المشاركين فيها على قمة أولوياتها. وسيُزوَّد أولياء الأمور والأطفال بالتفاصيل الكاملة حول المشاركة، وسيتلقون الدعم اللازم خلال كل خطوة منها.

وتشهد الدراسة التي أقرتها دائرة الصحة - أبوظبي، تحت إشراف وزارة الصحّة ووقاية المجتمع، وأطلقت في الـ10 من يونيو الجاري، مشاركة واسعة، حيث بلغت أعداد المتطوعين من الأطفال بموافقة ذويهم 674 طفلاً في أول 12 يوماً من الإعلان عنها، وأكدت مجموعة من الأطفال المشاركين في الدراسة التكميلية للاستجابة المناعية للقاح سينوفارم لدى الأطفال في أبوظبي، فرحتهم بالمشاركة ودعم حملة التطعيم الوطنية، والإسهام في جهود مكافحة الجائحة في دولة الإمارات لحماية أنفسهم ومن حولهم من كل شر.

فيما رحبت أسر الأطفال بمشاركة أطفالهم، وعبروا عن دعمهم للدراسة، وفخرهم بأطفالهم لإسهامهم في حماية أنفسهم وجهود حماية أفراد المجتمع، وأكدت المتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، خلال وجودها مع طفلتها المتطوعة، أن ابنتها مريم هي من أقنعتها بالمشاركة في الدراسة، وليس العكس، مشيرة إلى أنها ليس لديها أي شك في سلامة التطعيم، ولكن ابنتها تشارك في الدراسة لمتابعة هذا الأمر، وإثباته علمياً، مشددة على أن ابنتها مريم متحمسة جداً للمشاركة في الدراسة.

وأرجعت والدة طفلين مشاركين في الدراسة، الدافع الذي شجعها على موافقتها على مشاركتهما في الدراسة، إلى رغبتها في أن يحيا أطفالها في أمان وصحة، ويمارسون حياتهم طبيعياً، وأيدتها في الرأي والدة طفلة أخرى مشاركة في الدراسة قائلة: «الأطفال مسؤوليتنا، ولكي نؤدي هذه المسؤولية يجب أن نحرص على تطعيمهم لحمايتهم من أي مكروه، وشيوخنا أحضروا أطفالهم للمشاركة في التطعيم، ما شجعنا على المشاركة وطمأننا على سلامة التطعيم، لأن قيادتنا هي قدوتنا».

من جانبه، أكد الاستشاري بالجناح الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور صلاح الدين حسين، أن الحديث عن الرغبة للوصول إلى المناعة المجتمعية يتطلب العمل على تطعيم أكبر نسبة من المجتمع، وشريحة الأطفال والمراهقين في المجتمع الإماراتي تشكل نسبة كبيرة، لذلك الهدف من الدراسة الحصول على تصريح لإعطاء التطعيم لمن هم أقل من 16 عاماً، مشدداً على أن درجة أمان التطعيم ممتازة للأعمار السنية المختلفة.

وأشار الأستاذ المشارك في طب الأطفال والأمراض المعدية رئيس قسم طب الأطفال بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور أحمد ديماس السويدي، أن الأطفال يتلقون منذ أجيال لقاحات آمنة ضد أمراض وفيروسات متعددة، ولقاح سينوفارم لا يختلف في مفهومه وطريقة عمله عن هذه اللقاحات، لافتاً إلى أن الدولة باتت قريبة جداً من مرحلة القضاء على الجائحة، مع توافر اللقاحات ضد (كوفيد-19)، خصوصاً أن الأبحاث التي أُجريت حتى الآن أظهرت أن هذه اللقاحات فعالة وآمنة للغاية.

فيما توقع معلمون ومسؤولون في مدارس حكومية وخاصة، خميس عبدالله، ومحمد عادل، ومريم ناصر، وشروق أحمد، وفاطمة البلوشي، وليلى سلامة، في حالة إعلان نتائج الدراسة والنزول بعمر المطعمين من لقاح سينوفارم إلى ثلاث سنوات قبل بداية العام الدراسي المقبل، أن تشهد أعداد الأطفال المطعمين زيادة ملحوظة، خصوصاً مع إعلان مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، عودة نظام التعليم حضورياً في المدارس الحكومية، بدءاً من العام الدراسي المقبل 2021-2022، واعتماد لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كورونا في إمارة أبوظبي، العودة إلى نظام التعلُّم حضورياً في المدارس لجميع الطلبة للعام الدراسي المقبل.

من جانبها، أكدت دائرة الصحة-أبوظبي، أن الإمارات تلعب دوراً فاعلاً في الجهود العالمية المبذولة لمكافحة (كوفيد-19)، بما يشمل عملية تطوير اللقاحات.

وتأتي هذه الدراسة عقب النجاحات التي حققتها الدولة في إجراء التجارب السريرية لعدد من اللقاحات، والتي أثمرت تأكيد فاعليتها في تقليل معدلات الإصابة والحد من الأعراض بمشاركة جنسيات متعددة. وهذا ما أدى بدوره إلى ترخيص هذه اللقاحات، وتسجيلها رسمياً، حيث استُخدمت لتطعيم المواطنين والمقيمين في الدولة. واعتباراً من مايو 2021، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً فيما يتعلق بمعدلات التطعيم ضد (كوفيد-19).

رعاية فائقة للأطفال

قالت رئيسة اللجنة الوطنية للإدارة السريرية لفيروس كورونا، التي تقود الدراسة، الدكتورة نوال الكعبي: «ركزنا على ضمان تقديم أقصى رعاية ممكنة لمتطوعينا الصغار طوال عملية إجراء دراسة الاستجابة المناعية للقاح سينوفارم، فنحن نريد أن يشعر الأطفال وذووهم بالأمان في كل خطوة من خطوات العملية، وأن يتأكدوا أننا سنكون معهم وندعمهم طول الدراسة، ونجيب عن كل استفسار قد يراودهم في أي وقت».

وأضافت: «نظراً لتزايد عدد الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم في دولة الإمارات، نسعى للتأكد من قدرة أطفالنا على تلقي اللقاح بأمان أيضاً، حيث تأتي الدراسة في وقت أدّى فيه تحور الفيروس عالمياً إلى ارتفاع عدد الإصابات، وزيادة حدة أعراضها، بما في ذلك الإصابات المنتشرة بين الأطفال، ويشمل ذلك انتقال الفيروس من الأطفال إلى غيرهم، وخاصةً الأشخاص الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة ومضاعفاتها»، مشددة على أن تطعيم الأطفال سيحميهم ويحافظ على صحة من حولهم، كما سيسهم في تسريع الوصول إلى المناعة الجماعية اللازمة للحد من انتشار الفيروس.

«فايزر» للأطفال

أكدت المتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، أن تطعيم الأطفال من عمر 12-15 عاماً، بلقاح فايزر، يعتبر مرحلة من مراحل الحملة الوطنية للتطعيم، التي بدأت بفئة كبار السن والبالغين، كون الإصابات بفيروس كورونا تشيع بدرجة أكثر بينهم، مشددة على أن «تطعيم الأطفال يساعدنا في مرحلة التعافي، ويتيح لنا توفير بيئة أكثر أماناً في الأوقات الدراسية، العام المقبل، وهذه الفئة تم تحديدها بناء على دراسات علمية»، وقالت: «لاحظنا وجود إقبال متزايد من أولياء الأمور على تطعيم أطفالهم في هذه السن، منذ الإعلان عن توافر لقاح (فايزر-بيونتيك)، للأطفال من عمر 12 عاماً».

وأكدت بدء تطعيم هذه الفئة بعد التيقن من سلامة اللقاح، «فنحن حريصون على أبنائنا، ولن نسمح بدخول أي تطعيم قبل التأكد من سلامته وفاعليته».

ودعت الحوسني ذوي الأطفال إلى «وضع التطعيم في الاعتبار»، لأنه «يساعد القطاعين، الطبي والتربوي، ويسهم في اكتمال المناعة المجتمعية».

• 900 طفل من الجنسيات كافة تستهدفهم الدراسة.

تويتر