طالبوا الآباء بالتعامل معهم بإيجابية لتقليل مخاوفهم

أخصائيون يحذرون من الآثار النفسية لـ «كورونا» في الأطفال

صورة

حذر أخصائيون اجتماعيون الآباء والأمهات من الرد على تساؤلات الأطفال بخصوص «كورونا» بشكل سلبي، خصوصاً الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وذلك لتجنيبهم الآثار النفسية أو بث الرعب في نفوسهم وجعلهم يشعرون بالارتباك والقلق والخوف، لاسيما بعدما تغيرت حياتهم جذرياً خلال الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك طرقاً عدة للرد على تساؤلات الأطفال والإجابة عليها بموضوعية وإيجابية بعيداً عن السلبية، وتوجد آليات متنوعة لتقديم المعلومات للأطفال بصورة بسيطة ليتمكنوا من إدراك المعنى والمعطيات الحقيقية حول فيروس كورونا، منها التحدث معهم عن مخاوفهم وبث الثقة في نفوسهم، وضرورة إشراك الأطفال في تطبيق العادات الصحية للمحافظة على مناعة أجسامهم.

وتفصيلاً، أكدت الأخصائية الاجتماعية، ساره الحربي، أنه يجب على الأشخاص القائمين على رعاية الأطفال سواء كانوا الوالدين أو من ينوب عنهم، أن يتجنبوا التعامل بهلع مبالغ فيه مع الأطفال خلال أزمة «كورونا»، وأن يكونوا أكثر هدوءاً حتى لا ينقلوا قلقهم بشكل مباشرة إلى الأطفال، مشيرة إلى أهمية أخذ المعلومات من مصادر موثوقة مثل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والمنصات الإعلامية الرسمية في الدولة.

وتابعت أنه يجب على الآباء والأمهات نقل المعلومات إلى أطفالهم بما يتناسب مع أعمارهم بطريقة تساعدهم على فهم الواقع الخارجي، إذ إنهم في هذا الوقت بحاجة مساعدتهم في تكوين صورة حول هذا الفيروس الذي فرض هذه الظروف المفاجئة، مشيرة إلى أن الممارسات الإيجابية العملية والنفسية لها دور كبير في تخفيف قلق الأطفال، مطالبة بإشراك الأطفال في تطبيق العادات الصحية للمحافظة على مناعة الجسم ونظافته الشخصية، وشرح وتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية داخل وخارج المنزل لتوعيتهم باتخاذ الإجراءات الاحترازية دون إحساسهم بأن الموضوع خطر.

وطالبت الحربي الوالدين بتغذية نفسية الطفل بالمعلومات الايجابية مثل أن الفيروس لا يصيب الأطفال بنسب مرتفعة مقارنة بالبالغين وكبار السن، وتبرير التغييرات التي طرأت عليهم مثل التباعد الاجتماعي، وغلق المدارس ومدن الألعاب، وإيقاف اصطحاب الأطفال إلى الأسواق، بأنها خطوات تساعد الدولة في منع انتشار هذا الفيروس حتى يستطيع الكادر الطبي مساعدة المرضى ممن هم في حاجة ماسة إلى المساعدة، مؤكدة أهمية إعطاء الأطفال أمل عن المستقبل القريب وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد أزمة كورونا التي ستنتهي قريباً لحمايتهم من الآثار النفسية التي قد تصيبهم جراء هذه الأزمة.

من جانبه قال الأخصائي الاجتماعي، يعقوب الحمادي، إن أسئلة الأطفال البريئة لابد لها من إجابات جريئة من آبائهم بشكل شفهي وعلمي واضح وبسيط دون الدخول في التفاصيل التي قد تحدث الخوف في نفوس الأطفال، لافتاً إلى أن أسئلة الأطفال أحياناً تكون مفيدة للكبار، وتحتاج إلى بحث عن المعلومات للإجابة عليها، محذراً من توبيخ الأطفال على أسئلتهم كونهم يحتاجون إلى إجابة عليها، وقد يلجؤون إلى أشخاص يعطونهم معلومات تخيفهم.

وتابع أن الطفل يتمتع بذاكرة قوية فتجده يتذكر الأحداث والمواقف بشكل أكبر وأسرع من الآباء والأمهات، وعلى الآباء بناء عقلية الأبناء بتعليمهم كيفية الاستفادة من التجارب اليومية والمشاهدات الإلكترونية أو المتلفزة، كونهم يمكثون أمامها ساعات عدة لإفراغ ما سببته لهم أزمة «كورونا».

بدورها أفادت المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، الدكتورة حصة خلفان الغزال، بأن الوضع الراهن وضع الأهل أمام العديد من التحديات والفرص في الوقت نفسه، لافتاً إلى أن الآباء هم الأقدر على تحويل هذا التحدي الذي يعيشه العالم إلى فرصة حقيقية للتقرب من أبنائهم ومحاكاة أفكارهم وعقولهم، ومساعدتهم في البحث عن الإجابات والاحتمالات التي تفرضها عقولهم المليئة بحب المعرفة والاستكشاف، ومساعدتهم على اجتياز هذه المرحلة.

وبينت ضرورة إصغاء الأهل إلى تساؤلات أطفالهم، والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بحرية حتى لا تتراكم وتتحول إلى أعراض نفسية، مطالبة الآباء بطرح بعض الأسئلة على أبنائهم لمعرفة مدى إدراكهم وفهمهم للمعلومات التي يقدمونها لهم.

وأشارت إلى أن العلاقة المتينة بين الطفل وأسرته تساعده بشكل كبير على تجاوز المخاوف التي تحيط به، لافتة إلى أهمية استثمار أوقات الفراغ في أشياء تسعد الأطفال، وتحلي الأهل بالصدق والشفافية مع أطفالهم في تقديم المعلومة، وبث الطمأنينة في نفوسهم عبر الإجابة عليهم بوضوح وشفافية مع تبسيط المعلومات حسب فئاتهم العمرية وشخصياتهم دون إفزاعهم أو تخويفهم من فيروس كورونا.

زرع الثقة في نفوس الأطفال

أفادت الأخصائية الاجتماعية، ولاء أبوشمر، بأن أول خطوة للإجابة عن تساؤلات الأطفال خلال الفترة الحرجة التي يمر بها العالم حالياً، فهم ما يدور في عقولهم وأفكارهم وإدراكهم حول «كورونا»، وبناء عليه يتم تحديد كمية ونوع المعلومات التي يجب الإجابة عليها، وتجنب الإجابة بشكل سريع وسلبي، مبينة أن الطفل لديه إدراك كبير لما يدور حوله، خصوصاً بعد أن تم منعه من أشياء كثيرة يحبها في حياته مثل اللعب والمدرسة والأصدقاء.

وأشارت إلى أن الآباء يترتب عليهم كثير من المسؤوليات لزرع الثقة في نفوس الأطفال وعدم تخويفهم وبث الذعر في نفوسهم، وذلك من خلال توعيتهم بالإجراءات الاحترازية بشكل بسيط عبر استخدام أساليب التشجيع، مثل منحهم مكافآت لالتزامهم بتعقيم أيديهم وشراء الألعاب المنزلية لهم بين فترة وأخرى، ومشاركتهم في الأنشطة البيتية مثل المساعدة في إعداد طبق حلوى أو ما شابه ذلك، بهدف تقليل أسئلتهم المحرجة، إذ إن الأطفال عندما يشعرون بالملل تزيد أسئلتهم.


أخصائيون اجتماعيون يحددون طرقاً علمية للإجابة على تساؤلات الأطفال بشكل علمي.

تويتر