6 أسباب لارتفاع حالات الشفاء من «كورونا» في الإمارات

سجلت الإمارات ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد حالات الشفاء من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تجاوز الـ 6000 حالة بنسبة شفاء وصلت إلى 30.6% من إجمالي حالات الإصابة.

وفيما شهد شهر مايو الجاري ارتفاعاً يومياً في حالات الشفاء، وسجل أعلى عدد حالات تعافٍ بين المصابين خلال يومي 11 و12 مايو بواقع 577 حالة و633 حالة على التوالي.

وحدّدت الإحاطات الإعلامية الدورية لحكومة الإمارات ستة عوامل رئيسة، أسهمت في ارتفاع أعداد حالات الشفاء في الدولة، هي كفاءة المنظومة الطبية، وزيادة عدد الفحوص الاستباقية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في محاصرة «الفيروس»، وتوفير أحدث العلاجات، وزيادة عدد الأسرة عبر افتتاح المستشفيات الميدانية، إضافة إلى اتباع حالات الإصابة البسيطة برنامجاً صحياً لتقوية المناعة للقضاء على الفيروس.

وعزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ارتفاع حالات الشفاء بين المصابين في الدولة إلى عوامل عدة شملت، اتباع أغلب الحالات البسيطة التي تشافت في الدولة، عدداً من السلوكيات الصحية اليومية، تضمنت القيام بالأنشطة الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، وتقوية الجهاز المناعي، والمحافظة على الوزن المثالي، والامتناع عن التدخين، إضافة إلى الحالة النفسية للمريض، حيث إن الجانب النفسي والممارسات الصحية يساعدان في تعزيز المناعة ومقاومة الأمراض، ويسهمان في تسريع التعافي من المرض.

وأشارت الوزارة إلى أن عوامل ارتفاع حالات الشفاء في الدولة، تشمل أيضاً، توسيع نطاق الفحوص الاستباقية بهدف الكشف المبكر عن المصابين، وحصر الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد والمخالطين لها وعزلهم، حيث أجرت الإمارات أكثر من مليون ونصف المليون فحص، (أكثر من 500 ألف فحص منها أجرتها خلال الـ18 يوماً الأخيرة)، مشيرة إلى افتتاح مجموعة كبيرة من مراكز الفحص للكشف عن «كورونا»، من ضمنها 14 مركزاً للفحص من السيارة، مجهزة بتقنيات حديثة، وكوادر طبية وفنية، تُجري الفحوص خلال نحو خمس دقائق، وتستقبل أكثر من 8100 شخص يومياً، بجانب مركز الفحص الطبي في منطقة المصفح، الذي يسعى لإجراء نحو 10 آلاف فحص يومياً للكشف عن الفيروس بين المقيمين والعاملين في المنطقة، إضافة إلى توفير خدمات إجراء الفحص في مجموعة كبيرة من المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف إمارات الدولة.

وأكدت الوزارة أن تطبيق أحدث الاختبارات والعلاجات في مكافحة فيروس كورونا، أسهم في سرعة الشفاء، مشيرة إلى حرصها على متابعة الدراسات والعلاجات المتوافرة أو المعلنة حول العالم، وتوفير أي علاج لسلامة المواطنين والمقيمين، واتباع برتوكولات معينة للوقاية والعلاج، وبرتوكولات أخرى لرعاية مرضى العناية المركزة، وفقاً لآخر الأبحاث العلمية، حيث تستخدم الإمارات خمسة أدوية ضمن البروتوكول الخاص بعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تشمل عقار هيدروكسي كلوروكين، وعقار فافيبيرافير ومضاد فيروسات «RNA»، ومانع التجلط، إضافة إلى «البلازما»، والعلاج بالخلايا الجذعية.

ولفتت الوزارة إلى تخصيص مستشفيات لعزل المرضى لمنع انتقال العدوى. كما افتتحت الدولة مستشفيات ميدانية في مناطق مختلفة، توفر آلاف الأسرة لحجز مرضى «كوفيد-19». بينها أربع مستشفيات ميدانية، في دبي وأبوظبي، بطاقة استيعابية تبلغ 6400 سرير، ومجهزة بأسرة للرعاية العاجلة مزوّدة بأجهزة أوكسجين، لتقديم الرعاية الصحية الكاملة.

وأشارت إلى إطلاق أكبر مختبر لتشخيص «كورونا» في العالم خارج الصين، وهو مختبر حديث بقدرات معالجة فائقة، لإجراء عشرات آلاف الاختبارات بتقنية RT-PCR (تقنية تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي) يومياً، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الدولة.

ولفتت الوزارة إلى تركيز الجهات الصحية في الدولة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمحاصرة الفيروس، عبر تطوير عدد من التطبيقات الذكية التي تسهم في الكشف عن المخالطين ومتابعة الأشخاص في العزل والحجر المنزلي. وأبرزها تطبيق «الحصن» الذي يعد المنصة الرقمية الرسمية الخاصة باختبارات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الإمارات، وهو يساعد على تتبع الأشخاص الذين اختلطوا أو تعاملوا مع أشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا. كما يؤمن خدمة إظهار مدى التزام الأشخاص المطالبين بالحجر المنزلي بالتعليمات الخاصة بالحجر، وعدم مخالطة أشخاص آخرين أثناء فترة الحجر، لحمايتهم وحماية المجتمع، وتحقيق فوائد الحجر المنزلي، إضافة إلى تطبيقات دائرة الصحة في أبوظبي «منصة الرعاية الصحية عن بُعد»، وTraceCovid، وتطبيق «خليك في البيت»، للتقصي عن المخالطين وتقديم الرعاية الطبية عن بُعد للمرضى.

وشدّدت الوزارة على امتلاك الإمارات خطة وطنية للتعامل مع الأزمات بشكل استباقي بسيناريوهات مختلفة، يدعمها في ذلك وجود منظومة صحية متطورة، وطواقم طبية على أعلى مستوى، سواء في المستشفيات أو مراكز الفحص والحجر، إضافة إلى توافر الكوادر البشرية والتجهيزات والمعدات الطبية، والمخزون الاستراتيجي من الدواء.

الكشف المبكر

أكد أطباء في مستشفيات العزل في أبوظبي، الدكتور جهاد صالح، والدكتور سعد العامري، والدكتور محمد الهياس، أن إجراء الفحص المبكر لـ«كورونا»، يساعد على اكتشاف الإصابة في بدايتها، ما يرفع نتائج الشفاء بشكل سريع، ويؤدي إلى نتائج تعافٍ ممتازة.

كما أنه يقلل فرص حدوث أي مضاعفات للمريض، على عكس التأخر في التشخيص، الذي يترتب عليه تأخر في تلقي العلاج، وزيادة فرص حدوث مضاعفات، ونقل العدوى للآخرين.

وأشاروا إلى أن الفحص المبكر، يقلل عدد الاختلاط لأن فترة حضانة المرض تراوح ما بين 5 و11 يوماً. وخلال هذه الفترة، لا تظهر الأعراض على الشخص المصاب. ولذلك، يُشكل الفحص المبكر أهمية كبرى في منع انتشار العدوى.

500

ألف فحص للكشف عن «كورونا» في الإمارات أجريت خلال 18 يوماً.

«الشهر الجاري سجل أعلى عدد حالات تعافٍ بين المصابين خلال يومي 11 و12».

الأكثر مشاركة