الإفراط في تناول أدوية الاكتئاب بـ «الحجر المنزلي» يهدّد بالإدمان

حذّر مسؤولون وخبراء بشرطة دبي من مخاطر الإفراط في تناول المسكنات أو أدوية الاكتئاب، تأثراً بالظروف التي يمر بها العالم، واضطرار أغلبية أفراد المجتمع إلى البقاء في المنزل، التزاماً بتعليمات التباعد الاجتماعي، مشيرين إلى أن هذا السلوك ربما يؤدي إلى الإدمان، فضلاً عن تأثيراته السلبية في الصحة.

وقالوا في إطار مبادرة للتوعية أطلقها قسم البرامج المجتمعية بمركز حماية الدولي التابع للإدارة العامة لمكافحة المخدرات عبر مطبوعة «صدى الأكاديمية» التابعة لشرطة دبي: إن «الاهتمام بالجانب النفسي في هذه الظروف أساسي مثل الاهتمام بالجانب الفسيولوجي، في ظل تجاوب شرائح كبيرة من أفراد المجتمع مع حملة (خليك في البيت)، التي أطلقت ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية من جانب الدولة، للتقليل من مخاطر انتشار فيروس كورونا»، لافتين إلى ضرورة التحلي بالتفاؤل، وعدم اللجوء إلى الأدوية للتخفيف من حدة التوتر أو غيرها من الأعراض النفسية، والاستعاضة عن ذلك بالتقارب الأسري والتلاحم.

وحدّد مركز حماية الدولي 10 مؤشرات تدل على إدمان الشخص على الأدوية، أبرزها استمرار الشخص في تعاطي دواء معين دون حاجة مُلحة إليه، والشعور بالقلق والتوتر والميل إلى العزلة، وحمل هذه الأدوية دائماً في حقيبته.

وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد عيد محمد ثاني حارب: «لا شك أن البشرية تعاني هذه الأيام وباء لم تعهده من قبل، ولكن علينا ألا نبالغ في مشاعر الخوف والهلع، لاسيما وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً استثنائية في احتواء آثار الفيروس منذ ظهوره».

وأضاف: «في ظل أن الالتزام بالجلوس في المنازل وسيلة وقاية من هذا الوباء، يجب التحلي بالتفاؤل والإيجابية، وعدم الوقوع في فخ الإدمان، بالإفراط في تناول الأدوية والمسكنات، لأنها مقدمة للوقوع في فخ التعاطي»، لافتاً إلى أن شرطة دبي تتابع عن كثب مثل هذه السلوكيات، لذا تحرص على توعية أفراد المجتمع.

من جهته، قال نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي العقيد خالد بن مويزة: «يجب عدم الاستهتار في تناول العقاقير الدوائية سواء المنومة أو المهدئات أو المسكنات أو أدوية الاكتئاب دون الرجوع إلى الطبيب المختص، أو تعاطيها بنسب أكبر أو لفترات أطول من تلك التي يحددها الطبيب، لأنها قد تقود إلى الإدمان».

وأكد بن مويزة أن مهما كانت الأعذار والأسباب، سواء الرغبة في الهروب من ضجيج الأبناء في المنزل، أو عدم القدرة على النوم، أو زيادة التركيز أثناء التعلم عن بُعد، أو الشعور بالضيق والتوتر وغير ذلك، لا يجب الاندفاع إلى هذا الحل الذي ربما يكون مدمراً في وقت لاحق، مشيراً إلى ضرورة التحلي بالإيمان والصبر في التعامل مع المتغيرات التي نمر بها، لأنها ستنتهي وتتبقى فقط آثارها.

وأشار إلى أهمية أن يمارس الآباء دوراً رقابياً وإرشادياً مع الأبناء بحكمة وهدوء، وتعزيز الحوار الأسري، لأن توتر الآباء ينعكس على الأبناء، ما قد يجعلهم عرضة بدورهم لهذه المخاطر.

من جهته، قال مدير مركز حماية الدولي العقيد عبدالله الخياط: «كثير من الأشخاص يخلقون في عزلتهم الإجبارية عزلة أخرى مع هواتفهم الذكية، سواء للاطلاع على مستجدات الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو للتواصل مع الآخرين، وربما يكون ذلك وسيلة أخرى لنقل التوتر والخوف، وبالتالي اللجوء إلى حلول غير آمنة مثل تناول المسكنات».

وأضاف أن إدمان الإنترنت في حد ذاته يمثل خطورة، حتى لو كان لمشاهدة الأفلام، أو التسلية بالألعاب الإلكترونية، إذ نجد كل فرد بالأسرة غارق في عالمه الافتراضي وفضائه الرقمي، دون استغلال الفرصة لإقامة حوار بناء والتقارب، وإن وُجد الحوار، فإنه يكون قصيراً ومشحوناً بالسلبية، ما يدفع الأبناء إلى التواصل مع الغرباء، أو إساءة استخدام الـ«سوشيال ميديا»، لذا يقع على الأسرة الدور الأكبر في توجيه الأبناء وتوعيتهم، وحثهم على استغلال وقتهم بالأنشطة النافعة مثل القراءة أو الرسم أو ممارسة الرياضة وغير ذلك.

من جهته، قال رئيس قسم البرامج المجتمعية الملازم أحمد الكعبي: «هناك نحو 10 مؤشرات سلوكية بارزة تدل على إدمان العقاقير الدوائية، أولها استمرار الشخص في تعاطي دواء معين دون حاجة مُلحة إليه، والثاني الشعور بالضيق والتوتر، وربما الألم في حالة الانقطاع عن تعاطي هذا الدواء، والثالث أن يكون المدمن على الدواء، متقلب المزاج وسهل الاستثارة وسريع الغضب، ورابعاً الرغبة الدائمة في الانعزال والميل إلى الوحدة والانطوائية». وأضاف أن من الأعراض كذلك الشعور الدائم بحالة من الفتور الذهني والعضلي، وسادساً اضطرابات النوم سواء كانت متمثلة في حالة دائمة من النعاس أو نوبات الأرق المستمرة، لافتاً إلى أن هناك علامات أخرى يجب الانتباه إليها منها المؤشر السابع وهو إهمال المظهر العام والنظافة الشخصية، وثامناً، عدم القيام بالواجبات الاجتماعية والالتزامات العملية، وتاسعاً الحرص على إبقاء الدواء قريباً مثل حمله في الحقيبة الشخصية أو الاحتفاظ به في السيارة، وأخيراً شراء نوع محدد من الدواء بكميات أكبر من المعتاد.

الاهتمام بالجانب النفسي في هذه الظروف أساسي مثل الاهتمام بالجانب الفسيولوجي.

مؤشرات إدمان الأدوية

1- استمرار الشخص في تعاطي دواء معين.

2- الشعور بالضيق والتوتر.

3- تقلب المزاج وسرعة الغضب.

4- الرغبة الدائمة في الانعزال.

5- الشعور بالفتور الذهني والعضلي.

6- اضطرابات النوم.

7- إهمال المظهر العام والنظافة الشخصية.

8- عدم الالتزام بالواجبات الاجتماعية.

9- الحرص على إبقاء الدواء قريباً.

10- شراء كميات من نوع محدد من الدواء.

الأكثر مشاركة