الشاب «محمد» يستأنف دراسته الجامعية بكلية جديدة

نجح الأطباء في مدينة الشيخ خليفة الطبية، في زرع كلية لمحمد (19 سنة) من جزر القمر، الذي كان يعاني فشلاً في كليتيه، يتطلب إجراء غسلهما ثلاث مرات أسبوعياً، ويستعد الشاب لمواصلة دراسته الجامعية بعد توقفها بسبب المرض.

وتفصيلاً، قال محمد لـ«الإمارات اليوم»، إنه اكتشف إصابته بالمرض عقب حصوله على الثانوية العامة، وبدأ في إجراء غسل لكليتيه، وكانت حالتهما تسوء ونصحه الأطباء بزراعة كلية، مشيراً إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تواصلت معه بعد نشر قصته في «الإمارات اليوم»، وأجرت له وللمتبرع كل التحاليل وعملية الزراعة دون أن يتحمل أي كُلفة.

وتابع أن المرض منعه الالتحاق بالجامعة، مشيراً إلى أنه حقق في الثانوية مجموع درجات يؤهله للحصول على منحة دراسية، إلا أن المرض حال بينه وبين حلمه الجامعي في دراسة الهندسة.

وأضاف محمد «خالي تبرع لي بكليته نظراً لتطابق الأنسجة بيننا، بالإضافة إلى أنه صغير السن (26 عاماً)، وصحته جيدة، وغادر المستشفى بعد العملية بثلاثة أيام»، مشيراً إلى أنه ينصح أي مريض بالفشل الكلوي ولديه متبرع بأن يجري عملية زراعة الكلى ليعود إلى حياته الطبيعية.

فيما عبرت (أم محمد)، عن سعادتها بنجاح العملية مؤكدة أنها شعرت بسعادة بالغة بعد تواصل المستشفى معهم وطلب التقارير الطبية الخاصة بمحمد، لافتة إلى أنها لم تكن تعلم أن عملية زراعة الكلى تتم داخل الدولة، وكانت تعتقد أن مثل هذه الجراحات الدقيقة تتم في الخارج.

وأشارت إلى أنهم بمجرد قدومهم إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي شعروا بارتياح كبير تجاه الرعاية الصحية عالية المستوى المقدمة للمرضى، كما شرح لهم الفريق الطبي كل الأمور المتعلقة بالنقل والزراعة وأنها تُجرى بسهولة وأمان كاملين.

وأشارت الأم إلى أن عملية تطابق الأنسجة مع محمد لم تنجح إلا معها وشقيقها الصغير، وتم التبرع من جانب شقيقها نتيجة إصابتها بالسكري، مضيفة أن والد محمد وأعمامه أجروا التحاليل اللازمة للتبرع إلا أنها أظهرت عدم التطابق.

من جانبه، أفاد استشاري أمراض الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور محمد الصيعري، بأنهم عرفوا بحالة محمد للمرة الأولى من خلال «الإمارات اليوم»، وتم التواصل معه والاطلاع على حالته، والتأكد من وجود متبرع تتطابق بينهما معايير وشروط التبرع، مشيراً إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تتمتع بجميع الخبرات والتسهيلات التي تجعلها أحد المراكز المرموقة لزراعة الكلى في الدولة ومنطقة الشرق الأوسط.

وقال الصيعري إن زراعة الكلى نتائجها أفضل بكثير من عملية غسلها التي تكون لها مضاعفات وآثار جانبية على القلب، مشيراً إلى أن عملية زراعة الكلى (طبياً) ترفع معدل حياة المريض من 10 إلى 12 عاماً، كما أن كُلفة غسل الكلى سنوياً تبلغ 250 ألف درهم، فيما تتكلف عملية زراعة الكلى المبلغ نفسه إلا أن الكلفة بعد إجراء العملية تصل إلى 30 ألف درهم سنوياً، وتكون خاصة بأدوية المناعة.

وأشار إلى أن عملية نقل وزراعة الكلى تتم عبر ثلاث مراحل تشمل التشخيص الدقيق وتجهيز المريض والمتبرع بالكلية من خلال سلسلة من الإجراءات والفحوص والأشعة التي تشمل فحوص الدم والالتهابات والقلب وتطابق الأنسجة لضمان سلامة المريض والمتبرع، ومن ثم إجراء العملية ومتابعة كليهما بعد إجرائها.

ولفت الصيعري إلى أن الشخص الذي يزرع كلية يحتاج إلى أدوية للتأكد من وجود مناعة كافية واستمرار قبول الجسم للعضو المزروع، لافتاً إلى أن عمر العضو المزروع يصل إلى 15 عاماً، في حال كان المتبرع حياً، ومن 10 على 12 عاماً في حال كان المتبرع متوفى، كما يعتمد عمر العضو المزروع على عوامل عدة منها عملية التطابق بين المريض والمتبرع، وسن المتبرع، بالإضافة إلى مدى التزام المريض وانتظامه في المتابعة وتناول الأدوية.

وشدّد الصيعري، على أن مدينة الشيخ خليفة الطبية، توفر لجميع سكان الدولة خدمة إجراء عمليات زراعة الكلى، وتمتلك فريقاً طبياً عالمياً على أعلى مستوى في عمليات زراعة الكلى، مشيراً إلى وجود لجنة بالمستشفى تجتمع أسبوعياً لدراسة الحالات والموافقة على عمليات الزراعة.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في أبريل الماضي، قصة «محمد» الذي يعاني فشلاً في كليتيه، يتطلب إجراء غسلاً لهما ثلاث مرات أسبوعياً. ونصحه الأطباء الذين عاينوا حالته بمستشفى القاسمي في الشارقة بإجراء عمليات الغسل في الأوقات المحددة لها، حتى لا تتعرض حالته الصحية للخطر، وكانت إمكانات والده المالية تمنعه من تأمين 32 ألفاً و270 درهماً قيمة عمليات غسل سابقة أجراها داخل المستشفى، وعقب نشر القصة بادرت متبرّعتان بسداد مبلغ 39 ألفاً و800 درهم من كلفة عمليات غسل الكليتين التي أجراها «محمد»، وبعدها تواصلت معه مدينة الشيخ خليفة الطبية وأجرت له العملية من دون أن يتحمل أي تكاليف.

255 عملية زراعة كلى

أفاد مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية، بأنه يجري ست عمليات زراعة كلى شهرياً، وبلغ عدد العمليات التي تم إجراؤها حتى الآن 255 عملية زراعة كلى منها 248 عملية من متبرعين أحياء، وسبع من متبرعين متوفين، لافتاً إلى أن عملية زراعة الكلى تستغرق من أربع إلى خمس ساعات وعقب العملية يظل المريض في المستشفى لمدة أسبوع تحت الملاحظة، وبعد شهر من إجراء العملية يعود لحياته الطبيعية.

وقال استشاري أمراض الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور محمد الصيعري، إن عملية زراعة الأعضاء، مشروع كامل يشارك فيه فريق طبي مكون من 30 شخصاً، ويبدأ عمله منذ دخول المريض المستشفى وإجراء الفحوص اللازمة له وللمتبرع، لافتاً إلى أن نجاح عملية الزراعة في استمرار الكلى في عملها فترة عمرها كاملة. وأشار إلى أن نسب نجاح عمليات زراعة الكلى في المستشفى تتطابق مع النسب العالمية، حيث تراوح ما بين 95 و98% في السنة الأولى، وتصل إلى 85% بعد خمس سنوات.

الأكثر مشاركة