"القاسمي" يجري أول عملية في مستشفيات الصحة لتركيب مفاصل سيراميك

أجرى قسم جراحة العظام والمفاصل في مستشفى القاسمي بالشارقة عملية جراحية ناجحة باستخدام مفاصل ذات مواصفات جديدة للورك، تستخدم لأول مرة في مستشفيات وزارة الصحة، لعلاج تآكل مفاصل الورك، بحيث تمكن هذه المفاصل المرضى خصوصا الشباب منهم من الاعتماد عليها لمدة تزيد عن 20 عاما قبل تغييرها بأخرى، وتتكون من أجزاء ليست معدنية، إنما "سيراميك" لا تخدش ولا تتآكل، ولها خاصية تثبيت متطورة وذات معامل احتكاك ومسامية بنسبة 80% تساعد على نمو العظام داخل المعدن ولا تعمل على تآكل العظام، وذلك بحسب استشاري أول جراحة عظام رئيس قسم جراحة العظام ورئيس وحدة جراحة المفاصل الصناعية بمستشفى القاسمي الدكتور عاصم طنطاوي.

وأضاف طنطاوي في مؤتمر صحفي عقد في مقر المستشفى أمس أن تكلفة المفصل الصناعي تبلغ 24 ألف درهم، وأن المستشفى يجري عمليات تبديل المفاصل الصناعية للمرضى حاملي بطاقات التأمين الصحي بتكلفة بسيطة للمريض لا تزيد عن 4700 درهم، ويقوم المريض من غير حاملي بطاقات التأمين الصحي بسداد نحو 10 آلاف درهم تقريبا، وفي المقابل تصل تكلفة تلك العمليات في المستشفيات الخاصة إلى 150 ألف درهم.

وتابع أن العملية أجريت على مدى ثلاثة ساعات لمريضة من الجنسية المصرية تبلغ من العمر 45 عاما، تعمل مدرسة تربية رياضية في مدرسة الذيد، وكانت تعاني من تآكل وآلام مبرحة في المفاصل، فيما يسمى بـ"الروماتويد" وهو من أمراض المناعة الذي يجعل الجسم يهاجم نفسه ويعمل على تآكل في غضاريف مفاصله، الأمر الذي يؤدي بعد ذلك إلى ضمور في العضلات المحيطة بالمفصل وعمل إعاقة بدنية وتحديد مجال الحركة للمريض، حتى يمنعه من القدرة على المشي تماما.

مشيرا إلى أن المريضة كانت تعاني من ذلك المرض الذي لا يعد إصابة على مدى خمسة عشر عاما متواصلة وهي في سن 30 عاما، ما يعني أن الفكرة السائدة عن تركيب مفاصل صناعية يمكن استخدامها لفترة تتراوح بين 5 و10 سنوات لكبار السن فقط، قد تغيرت ما تطلب البحث عن طرق جديدة لعلاج ذلك المرض الذي يهاجم الشباب أيضا لفترات طويلة، حتى لا يتم عمل تغيير للمفاصل مرتين أو ثلاثة في حياة المريض الشاب.

وأكد أن المريضة أمضت في المستشفى 14 يوما وسوف يتم السماح لها بالخروج اليوم، وأن حالتها مستقرة ومطمئنة، ويمكنها ممارسة الرياضة بشكل طبيعي كونها معلمة تربية رياضية بعد ثلاثة أشهر بشكل طبيعي تماما.

وأفاد طنطاوي أن المفصل الذي تم تركيبه للمريضة يتكون من أربعة أجزاء حيث به جزئين يتم تركيبهما في منطقة الحوض في تجويف المفصل، والجزئين الأخيرين يتم تركيبهما في عظمة الفخذ، لافتا إلى أن كل جزء من هذه الأجزاء الأربعة له مواصفات عالية ومتطورة سواء للمرضى صغار السن أو كبار السن.

وتابع أنه لا يمكن تركيب مفاصل إسمنتية للشباب على عكس كبار السن، وأن المفاصل الجديدة تكون مطلية بمادة صناعية مشابهة بمواد تكوين العظام، مما يساعد في ثبات والتئام المفاصل الجديدة التي تم تركيبها مع العظام الأخرى المحيطة بها.

وكشف عن أن وحدة جراحة تبديل المفاصل في مستشفى القاسمي تمكنت من إجراء أكثر من 200 عملية تبديل مفاصل منذ إنشاء الوحدة في عام 2011.
 
من جهتها ذكرت المريضة "م.خ" أن المعاناة مع آلام المفاصل بدأت معها منذ 15 عاما تقريبا، حيث أصيبت بالروماتويد والتهابات المفاصل، وقد ساءت حالتها الصحية خلال العشر سنوات الأخيرة مع مفصل القدم اليسرى، حتى وصلت إلى مرحلة الآلام المبرحة منذ عام تقريبا، مشيرة إلى أنها لم تكن تستطيع الحركة أو النوم إلا عبر الحصول على مسكنات للآلام، وأنه في الشهر الأخير قبل إجراء العملية لم تستطع الحركة أو المشي مطلقا وتوقفت رجلها عن الحركة وأصبحت غير مستجيبة لأي أدوية أو مسكنات، ما أقعدها على كرسي متحرك مع وجود آلام مبرحة مستمرة.

وأكدت أنها تشعر بالراحة الآن بعد إجراء العملية، وأنها لا تعاني من أي آلام، مشيدة بمستشفى القاسمي وكوادره الطبية وأجهزته الطبية الحديثة التي قالت إنها تقدم أفضل أنواع العلاج للمواطنين والمقيمين في الدولة بأقل تكلفة ممكنة.

الأكثر مشاركة