الصحة النفسية في رمضان

للصيام فوائد عديدة للصحة النفسية للفرد، أولاها إنماء الشخصية وتحمل المسؤولية، فالصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات. كل الغرائز تصبح تحت سيطرة الإرادة وقوة الإيمان، فيشعر الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية، فالنفس البشرية تمتلئ بكثير من المشاعر، مثل الطمع والحرص والحقد والتكبر والعداء والأنانية واللامبالاة بالآخرين والكراهية، وتتفاعل هذه المشاعر داخل النفس باستمرار، وأحياناً يولد هذا التفاعل أمراضاً نفسية متعددة، لذلك جعل الله العبادات وسيلة راحة وتهدئة لهذه المشاعر، كالصلوات الخمس وصوم رمضان كل عام.

«مع الصيام يحدث انخفاض في نسبة السكر في الدم، وكذا ضغط الدم، فيشعر الصائم بالكسل والصداع والدوخة».

ففي رمضان يتجلى كبح جماح النفس، وتربيتها بترك العادات السيئة، كذلك يحاول كل منا الابتعاد عما يعكر صيامه من محرمات سلوكية مثل السباب والمشاحنات وقول الزور والعمل به، فيحافظ على السلوك الجيد ما ينعكس إيجاباً على المجتمع كله، فقد أثبتت الدراسات انخفاض نسبة الجريمة في العالم الإسلامي خلال شهر رمضان.

ومن فوائد الصيام الأخرى أنه يخضع الجسد فيقوي الروح، مع الصيام يحدث انخفاض في نسبة السكر في الدم، وكذا ضغط الدم، فيشعر الصائم بالكسل والصداع والدوخة، ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال، بالذات مع إحساسه بالضعف، ومن هنا يأتي الخشوع، وهو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته.

كما يحس الصائم في بعض الأحيان بالعصبية، فيأمرنا الرسول الكريم بالسيطرة عليها ليكتمل صيامنا، فالهدف من الصيام هو التحكم في النفس البشرية وميولها العصبية، وهذا هدف متميز من أهداف الصيام

كما أن هناك خلقاً دينياً يترسخ في شهر الصيام، وهو حب الجماعة والشعور بالانتماء، سواء كان ذلك بتناول الوجبات مع الأسرة أو بالتزاور مع الأهل أو صلاة الفرائض والتراويح مع الجماعة أو الإحساس بمشاركة طقوس الشهر مع المجتمع الإسلامي كله، كما تعم مظاهر التراحم بين الناس ما يبعث على الطمأنينة، وهذا السلوك في ميدان الصحة النفسية يرقى بالصائم إلى قمة الشعور بالسعادة والرضا ويبعده عن الخوف والقلق.

أخصائية أطفال وصحة عامة.

 

 

الأكثر مشاركة