طبيب مواطن يستأصل ورماً خبيثاً من فم مريض
تمكن طبيب مواطن في مستشفى المفرق في أبوظبي من إجراء عملية جراحية تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة، إذ استأصل ورماً سرطانياً من داخل تجويف الفم لمريض يبلغ من العمر 60 عاماً، وبعدها أعاده إلى وضعه الطبيعي من دون إلحاق ضرر بالوجه.
وقال الطبيب الذي أجرى الجراحة، استشاري جراحة التجميل واليد في مستشفى المفرق، مقداد الحمادي، في مقابلة خاصة مع «الإمارات اليوم»، إن المريض وصل إلى المستشفى يعاني سرطاناً متضخماً في الجانب الأيمن من الفم، أدى إلى تآكل العظام وعضلات تجويف الفم، لافتاً إلى أن الفحوص والتحاليل المختبرية أكدت ضرورة إجراء عملية عاجلة بالتعاون مع استشاري جراحة الفكين في مستشفى المفرق لإزالة الورم، واستغرق وقت العملية ثماني ساعات، بعدها تم وضع المريض في العناية المركزة لمدة 10 أيام قبل العودة التدريجية لحياته الطبيعية من حيث المأكل والمشرب.
ووصف الحمادي العملية بالنادرة والأولى على مستوى الدولة، لاعتبارات عدة، أن الإصابة جاءت في مكان حساس ومؤثر في شكل الوجه لمرض خبيث عالي الخطورة، وأن استئصاله ضروري، إذ تمكنا في البداية من إزالة الورم السرطاني من تجويف الفم والفكين بعملية جراحية استغرقت ساعتين، وبعدها أجريت عملية تجميل معقدة ميكروسكوبية لإعادة بناء تجويف الفم إلى سابق عهده بعملية أخرى استغرقت ست ساعات، تم خلالها أخذ أنسجة مع الشرايين والأوردة من عضلات الكتف وزرعها في تجويف الفم .
وأفاد بأنه بعد اليوم العاشر من إجراء العملية تناول المريض المواطن الطعام تدريجياً وبدأ في الحديث بشكل شبه منتظم، مؤكداً أن هذه العمليات المعقدة لا تجرى إلا في مستشفى المفرق، باعتباره المركز الوحيد المتخصص في هذه العمليات في الدولة.
وقال تعلمت إجراء عمليات مماثلة خلال دراستي التخصصية في جامعة ميونيخ في ألمانيا، إذ ساعدت في إجراء عمليات مشابهة وأخرى أكثر تعقيداً مع فريق طبي ألماني، لافتاً إلى إجراء ما يقارب من 120 عملية سنوياً في ألمانيا من هذا النوع.
وتابع أجريت والفريق الطبي المساعد ما يقارب سبع عمليات مشابهة في مستشفى المفرق، لكن الأخيرة الخاصة بسرطان تجويف الفم تعد الأكثر تعقيداً.