«توام» يعالج مرض السكري بـ «قص المعدة»
أكد الأستاذ المشارك في جامعة الإمارات، واستشاري الجراحة في مستشفى توام، الدكتور فواز شيخ تراب، إمكان علاج مرض السكري بقص المعدة، أو تحويل مجراها.
وشرح تراب خلال فعاليات مؤتمر «الجديد في علاج أمراض الجهاز الهضمي»، الذي تنظمه مجموعة مستشفيات مستشفى النور في أبوظبي في فندق أبوظبي شيراتون أمس، بمشاركة 270 طبيباً ومتخصصاً وكوادر فنية من مختلف المستشفيات والمنشآت الصحية من داخل الدولة وخارجها، أن 30٪ من سكان الإمارات يعانون السمنة، 17٪ منهم أطفال، فيما تصل نسبة السمنة المفرطة بينهم إلى 8٪، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة الإمارات، شملت 2000 شخص من أعمار مختلفة، لافتاً إلى أن الإمارات من بين الدول العشر الأولى في العالم من حيث انتشار السمنة.
وتابع أن مستشفى توام أجرى نحو 1600 عملية علاج سمنة بجراحة المنظار لقص جزء من المعدة منذ عام 2001، مضيفاً أن ما لا يقل عن 85٪ من الحالات كانت لمواطنين. وكشف أن 320 مريضاً ممن خضعوا لعمليات قص المعدة بالمنظار هم ممن يعانون مرض السكري، وأن 250 مريضاً منهم توقفوا عن تناول أدوية السكري، فيما انخفضت نسبة أدوية السكري عند العدد المتبقي، ولم يستجب 5٪ للعلاج.
وأضاف تراب أن دراسات حديثة أظهرت أن 70٪ من مرضى السكري الذين يعانون السمنة الزائدة، ويخضعون لعمليات قص المعدة، يتوقفون عن تناول أدوية السكري، فيما ترتفع النسبة إلى 85٪ في عمليات تحويل مجرى المعدة.
وقال إنه بسبب تزايد السمنة المفرطة عند الأطفال ظهرت الحاجة إلى إجراء عمليات قص المعدة عند الأطفال دون 18 عاماً، بشرط إجراء دراسة على المريض لمعرفة طبيعته الهرمونية والنفسية، ومدى تقبل الأهل لهذه النوعية من العلاج.
وتابع أنه تم إجراء خمس عمليات للأطفال لأعمار تراوح بين 11 و16 سنة، 85٪ منهم مواطنون، في مستشفى توام في مدينة العين، آخرهم طفلة تبلغ 11 سنة، وزنها 88 كيلوغراماً، كانت تتردد على العناية المركزة لإحساسها بضيق في التنفس مع وجود سكري، لافتاً إلى تحسن حالة الطفلة المريضة بشكل كبير بعد ثلاثة أشهر من إجراء العملية، كما أشار إلى إجراء عملية أخرى لطفل يبلغ 14 عاماً، كانت معدلات السكر عنده في الدم مرتفعة، وسرعان ما انخفضت ووصلت إلى معدلاتها الطبيعية بعد إجراء العملية.
وقال تراب إنه كانت هناك جراحات لمعالجة السمنة عند الأطفال والكبار، تركز على وضع حلقة ربط حول المعدة، إلا أن تلك النوعية من العمليات سرعان ما تراجعت، لأن 40٪ ممن يجرون هذه النوعية من العمليات يفقدون الحلقة، أو يزيلونها خلال السنوات العشر الأولى من وضعها، بسبب عدم جدواها، مؤكداً أنه قبل عام 2005 كانت تجرى مئات من العمليات سنوياً، لكنها لا تتجاوز حالياً 15 عملية سنوياً، بسبب زيادة الإقبال على عمليات قص المعدة.
وشرح أن عمليات قص المعدة تشكل نسبة 80٪ ممن يبحثون عن معالجة السمنة، لافتاً إلى وجود نسبة 2٪ ممن يجرونها يعانون تسرباً ناتجاً من خط القص. ومن بين 1600 عملية أجريت في مستشفى توام لم تزد نسبة التسرب على 1.6٪.
وكشف عن جهود تبذل لمن يعانون سمنة غير مفرطة، لكنهم مصابون بمرض السكري، تركز على قص المعدة، مؤكداً عرض هذه النوعية من العمليات على اللجنة العليا لأخلاقيات البحوث الصحية في الدولة لإقرارها. وقال إن إجراء هذه النوعية من العمليات، في حال الكشف المبكر على السكري، يساعد بشكل كبير على القضاء على المرض، وتالياً استغناء المريض عن الأدوية.
وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، شهد صباح أمس فعاليات المؤتمر. وقال في كلمة له إن دولة الإمارات أخذت على عاتقها تطبيق أعلى مستويات الخدمات الصحية والممارسات الطبية في الرعاية الصحية، بما يلبي احتياجات أفراد المجتمع.