مستشفى القاسمي يستعد لإجراء 4 عمليات دقيقة في القلب الأسبوع المقبل. تصوير: تشاندرا بالان

عمليات قلب مجانية لغير المؤمّنيـن طوال أسبوع

تُجري مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين عمليات قلب مجانية للمرضى المعوزين، الذين لا تنطبق عليهم لوائح العلاج المجاني في المستشفيات الحكومية، والمرضى المعوزين غير المشمولين بالتأمين الصحي، ابتداء من غد الأحد في الشارقة ولمدة أسبوع.

يشرف على المبادرة فريق طبي وجراحي إماراتي وفرنسي، في إطار حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل ومسن، وبمبادرة من «زايد العطاء» وشراكة مع وزارة الصحة، متمثلة في مستشفى القاسمي بالشارقة، ومستشفى الإمارات الإنساني العالمي المتنقل، ومركز الإمارات للقلب.

وقال المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي واستشاري أمراض القلب والقسطرة عضو فريق مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين الدكتور عارف النورياني، إن العمليات المجانية في القلب ستجري لمرضى معوزين، بهدف التخفيف من معاناتهم، وتقديم أفضل الخدمات العلاجية والجراحية لهم، مؤكدا أهمية الشراكة بين مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتحقيق هذا الهدف.

وأشار إلى أن مستشفى القاسمي شكل فريقا طبيا مشتركا من كوادره الطبية، وفريق المجموعة الإماراتية العالمية للقلب برئاسة جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري وجراح القلب الفرنسي العالمي البروفيسور أولفير جاكدين، والفريق الطبي لمستشفى القاسمي برئاسة الدكتور محمد عبدالعزيز استشاري جراحة القلب، لإجراء عمليات جراحية دقيقة في القلب المفتوح.

ونوه النورياني بحرص مستشفى القاسمي على استقطاب أفضل الخبرات الوطنية والعالمية لتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لافتا إلى أن المستشفى لديه اتفاقات مع عدد من المؤسسات الوطنية والعالمية العريقة ذات الخبرة الواسعة، ومن ضمنها مستشفى الإمارات الإنساني، ومركز جراحة القلب والشرايين في مستشفى ليون الفرنسي الجامعي، والمجموعة الإماراتية العالمية للقلب، بهدف زيارة الدولة بين فترة وأخرى، لإجراء مثل هذا النوع من العمليات الدقيقة.

وقال إن مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين التي دشنتها المجموعة الإماراتية العالمية للقلب، بالتعاون والتنسيق مع مستشفى الإمارات الإنساني، عالجت منذ 2002 نحو و2260 طفلا ومسنا في مختلف دول العالم، منها 260 عملية أجريت محليا لمواطنين ومقيمين، موضحا أن مستشفى القاسمي يقوم بتغطية النفقات العلاجية للمرضى المواطنين، في حين تتكفل حملة العطاء الإنسانية بتحمل تكاليف العلاج عن الحالات المعوزة والفقيرة من غير المواطنين.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمبادرة «زايد العطاء» رئيس مركز الإمارات للقلب الدكتور عادل الشامري أن مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين استطاعت أن تقدم نموذجا مميزا للعمل الطبي والإنساني، ونموذجا يحتذى من مؤسسات الدولة الصحية، لما له من الأهمية في إكساب الكوادر الطبية والجراحية مهارات جراحية عالمية، إضافة إلى تقديم أفضل الخدمات الطبية لمرضى القلب، من خلال استقطاب أفضل الخبرات الوطنية والعالمية من الأطباء الزائرين، لإجراء العمليات المعقدة والنادرة، ما يوفر مبالغ طائلة، ويجنب المواطنين مشقة السفر للعلاج في الخارج.

ولفت استشاري جراحة القلب في مستشفى القاسمي الدكتور محمد عبدالعزيز إلى أن أمراض القلب تعتبر أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في دولة الإمارات، موضحا أن نسبة انتشار المرض في تزايد مستمر، وتراوح وفق دراسات بين 6 و12٪، من إجمالي أسباب الوفاة بين سكان الدولة، مضيفا أن مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين دشنت تحت شعار «معنا لقلب نابض وصحي»، للوقوف على مسببات أمراض القلب وعلاجها والعمل على تفاديها من خلال برامج وقائية، موضحا أن أمراض القلب والشرايين ترتبط بالسلوكيات الخاصة بالتغذية غير المتوازنة، وقلة الحركة، والتدخين، إلى جانب الضغوط النفسية والعوامل البيولوجية، كارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والسمنة، وداء السكري.

وأضاف أن مستشفى القاسمي مجهز بأحدث الأجهزة الطبية والجراحية، إذ أجرى خلال السنوات الماضية آلافا من عمليات القلب، مؤكدا أن الشراكة مع المجموعة الإماراتية العالمية للقلب أعطت الجانب الانساني اهتماما كبيرا، خصوصا الفئات المعوزة من الأطفال والكبار، ممن لا تنطبق عليهم لوائح العلاج المجاني.

وأكد أهمية برنامج علاج قلوب الأطفال والمسنين باعتباره نافذة أمل لعلاج الفئات المعوزة من خلال نموذج مميز للشراكة بين المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية، مناشدا مختلف فئات المجتمع تقديم الدعم لكي يتمكن الفريق الطبي والجراحي من إجراء مزيد من عمليات القلب للمعوزين من مختلف الجنسيات، محليا وعالميا، في إطار حملة العطاء الإنسانية لعلاج مليون طفل ومسن.

وبدوره، أكد رئيس مركز جراحة القلب في مستشفى ليون الجامعي وعضو المجموعة الإماراتية العالمية للقلب جراح القلب الفرنسي العالمي البروفيسور أولفير جاكدين حرصه على المشاركة الفعالة في مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين ضمن برنامج الأطباء الزائرين، انطلاقا من قناعاته بأهمية تفعيل التعاون المشترك لتبادل الخبرات والتقنيات الجراحية الحديثة ونقل تكنولوجيا جراحات القلب بالمناظير وإصلاح الصمامات من دون الحاجة لاستبدالها إضافة إلى جراحات القلب النابض.

وأشار إلى انه سيتم خلال الاسبوع المقبل إجراء أربع عمليات دقيقة ومعقدة لمرضى من مختلف الأعمار، منوها بجهود الطاقم الإداري والطبي والفني في مستشفى القاسمي، والذي يمكن الفريق الإماراتي والفرنسي المشترك من إجراء عمليات دقيقة في القلب.

وأكد الخبير الانجليزي ستيف موسيدل أن مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين، يتم تنظيمها تزامنا مع فعاليات البرنامج الوطني للوقاية من الامراض القلبية للوقوف على مسببات أمراض القلب، وتفاديها.

وأشاد بالبرامج العلاجية والوقائية التي صاحبت إطلاق الحملة الجراحية، إذ شكل المستشفى الإماراتي الإنساني العالمي المتنقل بالشراكة مع المؤسسات الطبية مجموعة عمل من المتخصصين، لتقديم برامج علاجية وجراحية ووقائية وتدريبية، إضافة إلى البرامج التثقيفية والتوعوية بسبل الفحص الدوري لمسببات أمراض القلب.

الأكثر مشاركة