تعاون بين "مدرسة" وجامعة زايد للارتقاء بالمحتوى الرقمي لدروس اللغة العربية

وقّعت «مدرسة» المنصة التعليمية الرقمية المفتوحة الأكبر عربياً، مذكرة تفاهم مع جامعة زايد بهدف التعاون في تعزيز جودة المحتوى الذي تقدمه المنصة من دورس اللغة العربية بالفيديو لأكثر من 50 مليون طالب ومتعلم للغة العربية.
ووقّعت المذكرة وزيرة الثقافة والشباب، رئيسة جامعة زايد، نورة الكعبي، والأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، سعيد محمد العطر، خلال  مراسم افتراضية أقيمت بتقنية الاتصال المرئي عبر الإنترنت.
وبموجب اتفاقية التفاهم تتعاون منصة «مدرسة»، المنضوية تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مع خبراء لغويين ومحاضرين متخصصين من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة زايد، للإشراف على ضمان جودة ونوعية محتوى الدروس التعليمية في موضوعات اللغة العربية قبل طرحها على المنصة الإلكترونية التعليمية الأكبر عربياً، كما تلحظ بنود المذكرة تقييم الطرق والأدوات التدريسية المثلى لتقديم المحتوى التعليمي بأسلوب تربوي مثمر، يحقق أهداف التعلم المنشودة، ويُثري القدرات اللغوية والتعبيرية والنحوية لدى المتلقين.
وكانت منصة «مدرسة» الإلكترونية التعليمية المفتوحة قد أضافت دروس تعليم اللغة العربية إلى قائمة آلاف الدروس التعليمية التي توفرها رقمياً وبالفيديو، ضمن مشروع متكامل تنفذه لتقديم 1000 درس تعليمي بالفيديو في تخصص اللغة العربية قبل نهاية 2020.
ويشكّل توقيع مذكرة التفاهم بين «مدرسة» و«جامعة زايد»، استكمالاً وتتويجاً للتعاون الذي بدأته المنصة التعليمية مع الجامعة وخبرائها أثناء إعداد وتصميم وتطوير الدفعة الأولى من دروس تعليم اللغة العربية بالفيديو، والتي أطلقتها «مدرسة» العام الماضي، تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية.

دقة علمية

كما تسهم مخرجات مذكرة التفاهم في ترسيخ الخصائص الأربع الرئيسية لدروس اللغة العربية بالفيديو على منصة مدرسة، وفي مقدمتها توفير محتوى رقمي نوعي متميز وفق أعلى المعايير العلمية والتربوية، بمساهمة نخبة من التربويين والخبراء، إضافة إلى توظيف آليات إبداعية ممتعة في تدريس اللغة العربية، وتقديم لغة سلسة تخاطب الجيل الجديد والفئات العمرية المختلفة، فضلاً عن توفير أكثر من 1000 درس بالفيديو لمادة اللغة العربية لمختلف المراحل الدراسية.

محتوى متميز

ورحّبت نورة بنت محمد الكعبي، بتوقيع اتفاقية التعاون مع منصة «مدرسة»، مشيدة بهذه المبادرة وأهدافها النبيلة في توفير محتوى تعليمي متميز باللغة العربية، لتأهيل الطلبة العرب في جميع المراحل المدرسية، بدءاً من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، ما يسهم في انتقالهم إلى التعليم الجامعي بسلاسة وثقة.
وقالت إن هذه الرؤية تتوافق مع جهود جامعة زايد في تمكين الشباب عند التحاقهم بالجامعة، من التزود بالمعارف والمهارات والخبرات التي تجعلهم في قلب التطورات التي يعيشها العالم أولاً بأول، وتساعدهم على المشاركة البنّاءة في صنع هذه التطورات.
وأضافت: «يسعدنا أن نكون أحد الداعمين لمنصة «مدرسة» من خلال خبرائنا وأعضاء هيئتنا التدريسية المتخصصين في اللغة العربية ومناهجها التعليمية، والتعاون في توفير محتوى ابتكاري عالمي للعلوم والرياضيات واللغة العربية وغيرها».

تكامل مع المناهج

وأكد سعيد العطر أن «خيارات التعليم الرقمي في نمو وتطور مستمرين، وقد اكتسبت زخماً إضافياً مع تطبيق خيارات التعلم عن بُعد في العديد من دول العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، ويجب أن نكون سبّاقين في هذا المجال؛ لأنها خيارات مهمة للمستقبل، خاصة إذا ما توفر المحتوى الجيد الذي يتكامل مع المناهج المدرسية، ويعزز قدرات التعلم الذاتي ومهارات التحصيل المعرفي».
وأضاف: «اللغة العربية مكوّن أساسي في المسيرة التعليمية والهوية الثقافية والأدوات المعرفية لملايين النشء والشباب العربي، واليوم مع توفر تطبيقات التكنولوجيا الذكية وتوسعها في الحياة اليومية في عالم ما بعد «كوفيد ـ 19»، يصبح التعاون بين المؤسسات الحريصة على توفير محتوى تعليمي نوعي، فرصة والتزاماً من أجل أجيال المستقبل».
ونوّه العطر بأهداف التعاون بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وجامعة زايد لما فيه الارتقاء بوسائل تعليم اللغة العربية، وتقريب المفاهيم والقواعد للدارسين لإعداد جيل متمكن من لغته، معتز بها، قادر على التعبير عن ذاته وطموحاته باستخدامها.

فرص وخيارات معرفية

من جانبه قال الدكتور وليد آل علي، مدير مشروع منصة «مدرسة»: «يوفر مشروع منصة «مدرسة» فرصاً تعليمية وخيارات معرفية جديدة للطلاب العرب مجاناً، من خلال منصة مدرسة التعليمية الإلكترونية الأكبر عربياً التي تقدم دروس العلوم والرياضيات واللغة العربية بآليات تعليمية حديثة، ووسائط تكنولوجية متقدمة لتلهمهم وتحفز لديهم الفضول المعرفي والعلمي».
وأضاف: «نعمل على شراكات استراتيجية محلية وعالمية لضمان تقديم المحتوى الرقمي النوعي باللغة العربية، لما فيه توسيع خيارات التعلم، وبناء الشخصية، وتوفير مخزون من الوسائل التعليمية المتطورة والمعلومات القيمة، المقدمة بأساليب عصرية في متناول الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين والتربويين».

نفخر بالشراكة

وقالت الدكتورة هنادا طه تامير، أستاذة كرسي اللغة العربية في جامعة زايد: «توفير محتوى معتمد وفق أعلى المعايير العالمية، بمساهمة تربويين وخبراء أكاديميين، كان أساس التعاون مع منصة مدرسة التعليمية الإلكترونية الهادفة. هذه المنصة تسهم في تجسير الفجوة المعرفية في اللغة العربية وفنونها وقواعدها عبر مختلف المراحل الدراسية، نفخر بشراكتنا مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في هذه المبادرة العظيمة، التي تدعم الأجيال العربية الشابة بأدوات تعليمية نوعية وعصرية».

إحصاءات المستخدمين

وفي ما تشير بعض الإحصاءات إلى أن مستخدمي اللغة العربية يشكلون أكثر من 5% من سكان شبكة الإنترنت، ما يجعلهم في المرتبة الرابعة عالمياً بعد مستخدمي اللغات الإسبانية والصينية والإنجليزية على التوالي، يبقى المحتوى المنشور باللغة العربية على شبكة الإنترنت في المرتبة 17 عالمياً، بحسب بعض الدراسات التي تقدر معظمها نسبة المحتوى العربي على الشبكة العالمية بما بين 0.6% و3%، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز المحتوى الرقمي المخصص لتعليم اللغة العربية.

مع الخبراء

ويقع إنتاج محتوى تعليمي رقمي ومصور لمادة اللغة العربية ضمن خطة متكاملة وضعها فريق منصة مدرسة، بالتعاون مع الخبراء والتربويين، من أساتذة جامعيين ومعلمين وأكاديميين ومتخصصين في تطوير المحتوى التعليمي للغة العربية.
وتقدم الدروس قواعد اللغة العربية، ومهارات التحدث والكتابة، وغيرها من المهارات اللغوية لمختلف المراحل الدراسية بشكل متدرج، فيما تتبع كل فيديو مجموعة من الأسئلة الاستيعابية للتقييم.

فيديو وقصص

وتتنوع الدروس على منصة مدرسة لتشمل 800 فيديو تعليمي للمراحل من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر، و200 قصة مصورة تقدم مهارات القراءة للأطفال من مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، بأسلوب ممتع وفي قالب قصصي تقدمه المنصة عبر شخصيات كرتونية طورتها فرق المحتوى الإبداعي في المنصة خصيصاً لهذا الهدف.

أرقام

وسجلت منصة «مدرسة» الإلكترونية منذ إطلاقها في أكتوبر 2018 وحتى اليوم، أكثر من 75 مليون زيارة، وما يتجاوز 15 مليون حصة تعليمية رقمية، وأكثر من 2.5 مليون مشترك. وبلغ معدل الفيديوهات التعليمية التي تتم متابعتها يومياً 24 ألفاً، وناهز معدل الاشتراك في المنصة 4 آلاف مشترك يومياً.

توصية اليونيسكو

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، ومنظمة العالم اﻹسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) أوصت في مارس الماضي بمنصة «مدرسة» الإلكترونية التعليمية المفتوحة كمصدر للمحتوى التعليمي الموثوق باللغة العربية، للطلبة والمدرسين والتربويين وأولياء الأمور.

تعليم نوعي

وتهدف منصة مدرسة، إلى توفير تعليم نوعي، وإتاحته مجاناً لملايين الطلبة العرب في أي مكان، والمساهمة في تطوير التعليم في الوطن العربي، والارتقاء بالتحصيل العلمي لملايين الطلبة العرب، وفتح آفاق معرفية جديدة أمامهم، فضلاً عن تعزيز مسارات التعلم الذاتي دون تعارض مع دور المؤسسة التعليمية، مع توفير محتوى تعليمي جاذب ومتميز، من مراحل التأسيس الأولى، وحتى المرحلة الثانوية.

نتاج تحدي الترجمة

وتمثّل منصة «مدرسة» التعليمية الإلكترونية نتاج تحدّي الترجمة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتعريب 11 مليون كلمة من محتوى مناهج تعليمية متميزة عالمياً في العلوم والرياضيات، بمشاركة متطوعين من مختلف التخصصات بإشراف خبراء تعليميين ومشرفين من وزارة التربية والتعليم، كخطوة أولى لتوفير محتوى تعليمي نوعي باللغة العربية ضمن آلاف الفيديوهات التعليمية في متناول عشرات ملايين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في العالم العربي.
ويشكّل المحتوى العلمي من منصة «مدرسة» الإلكترونية المفتوحة مكملاً للمناهج التعليمية، ويوفر للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور مواد تعليمية باللغة العربية في تخصصات العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والهندسة واللغة العربية.
وتهدف «مدرسة» إلى توفير محتوى تعليمي متميز ومتطور باللغة العربية مجاناً في متناول الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، مع توفير تعليم تفاعلي يجمع بين المتعة والفائدة ويُنمي الفضول العلمي.

تويتر