الطالب الإماراتي الوحيد في كلية الهندسة بجامعة نيويورك

البكر: الخدمة الوطنية علمتني طريق التغلب على صعوبات الغربة

صورة

مهَّد التحاق الشاب المواطن جاسم عبدالرحمن البكر، (22 عاماً)، بصفوف الخدمة الوطنية، طريقه نحو التغلب على صعوبات الغربة، وتجاوز تحدياتها، حيث نجح في توظيف ما تعلمه من مهارات شخصية، وخبرات قيادية، واستثمارها، للتأقلم مع حياته الدراسية بعيداً عن وطنه وأهله.

وقال البكر المبتعث إلى جامعة نيويورك في الولايات المتحدة من قبل وزارة التربية والتعليم: «لعبت الخدمة الوطنية دوراً بارزاً في تنمية شخصيتي، وإكسابها صفات جديدة، تمحورت حول الثقة بالنفس، والاعتماد عليها، والالتزام والانضباط، والتفاني في العمل، إلى جانب اهتمامها البالغ بتنمية الناحية الجسمانية والنفسية التي تركت آثارها الإيجابية في الملتحقين، لذلك أرى أن اختياري للالتحاق بها قبل بدء المرحلة الجامعية هو القرار الأمثل».

ويدرس البكر الهندسة الميكانيكية، فضلاً عن تخصصين فرعيين هما علوم الكمبيوتر، وعلوم السياسة، سعياً للجمع ما بين الطموح والشغف، وعن ذلك يقول: «طموحي العلمي يدور حول الهندسة الميكانيكية، التي أرى أنها أم جميع التخصصات الهندسية، فدراستها تعني الجمع بين مختلف المجالات والتخصصات الهندسية».

وتابع: «في ما يتعلق بالتخصصين الفرعيين علوم الكمبيوتر وعلوم السياسة، فهما يعبران عن الشغف الذي أملكه تجاههما، فالأول واحد من أهم التخصصات العلمية، كما أن مجالات العمل فيه متنوعة جداً، وتتيح دراستها تعلم العديد من الأمور التقنية، منها تصميم وتطوير برامج الكمبيوتر والتطبيقات والبرمجيات، أما الثاني (علوم السياسة)، فيدرس الحكومات والمؤسسات وغيرهما».

وحول تجربة الغربة، يذكر أنها «مميزة جداً، تجعل المغترب يرى الأمور بطرق مغايرة عن تلك التي اعتادها، فما كان يراه صعباً وقاسياً، يصبح سهلاً وليناً، ويقدر قيمة الأشياء التي يملكها، والنعم التي يعيش فيها، الغربة جعلتني أدرك أهمية التقدير، فلا يتوافر للمغترب كل ما كان يألفه في داره، وبين أفراد أسرته، وأتعلم الكثير من الدروس».

ونوّه البكر، الطالب الإماراتي الوحيد في كلية الهندسة بجامعة نيويورك، بأهمية التجارب في الغربة قائلاً: «أرى أن الغربة من التجارب التي تستحق أن يعيشها المرء أكثر من مرة، ولذلك أخذت قرار مواصلة دراستي، بعد الحصول على شهادة البكالوريوس بدراسة الماجستير والدكتوراه في الخارج، متيقناً أنني سأكتسب وأتعلم المزيد».

ومن أبرز ما يقوم في غربته، ويعتبره من ثمار الغربة، قال البكر إنه «التدريب العملي لمدة شهرين بشركة في بروكلن بمدينة نيويورك، التي تعمل على صناعة ماكينة طباعة ثلاثية الأبعاد، لطباعة لوحات دائرة كهربائية، وكانت تجربة مهمة، حيث تعلمت منها الكثير الذي يضيف إلى دراستي التخصصية، بالإضافة إلى كتابة مقال رأي في صحيفة بالجامعة تحمل عنوان «واشنطن سكوير»، لمدة فصل دراسي، والمشاركة في مسابقة خاصة بصناعة السيارات، تتسابق عليها فرق من جامعات أخرى، وأشارك مع المجلس العالمي لشباب الإمارات في الولايات المتحدة، الذي يهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب خارج الدولة في خدمة مجتمعهم، وتمثيل الدولة على مستوى العالم، والتفاعل مع الطلبة المبتعثين، بالإضافة إلى العمل على مشروعات أخرى».

وأكمل: «أشارك مع فريق على مشروع يُعنى بتوفير التدريب العملي للمواطنين المبتعثين في مختلف الولايات الأميركية، وذلك بعد أن عشت تجربة البحث القاسية عن شركات تمنح فرصة التدريب للطلبة في تخصصاتهم، لاكتساب الخبرات اللازمة، واستثمارها فيما يدرسون، مستغلاً أوقات الفراغ من الدراسة».


قراءة وكرة قدم

يقضي الطالب جاسم عبدالرحمن البكر، الذي يرتقب تخرجه في عام 2020، أوقات فراغه في ممارسة رياضة كرة القدم، والقراءة في مجالات الهندسة الميكانيكية، وعلوم الكمبيوتر، والعلوم السياسية، الأمر الذي يشغله عن التفكير الدائم في لمة الأهل والأصدقاء الذين يفتقدهم بشدة في الغربة، وتحديداً في المناسبات الدينية والوطنية، فقد اضطر إلى قضاء رمضان والعيد لمدة عامين، بعيداً عن الأهل.

الغربة مميزة جداً.. واضطررت إلى قضاء رمضان عامين متتاليين بعيداً عن الأهل.

أعمل مع فريق على مشروع يُعنى بتوفير التدريب العملي للمواطنين المبتعثين.

تويتر