إدارة الوقت

هناك كثير من القيم في حياتنا، منها الأخلاقية، والاقتصادية، والاجتماعية، والجمالية، وغيرها من القيم، وجميعها مهمة، ويجب أن تكون ضمن نطاق أولوياتنا، لأنها مفاتيح النجاح في الحياة.

وليس هناك أثمن ولا أهم وأعظم من قيمة إدارة الوقت، لأن استثمار الوقت والاستفادة منه بكل فاعلية وكفاءة يؤدي إلى مضاعفة الإنتاجية، وتحقيق الأهداف الفردية والمؤسسية، ورسم خريطة المستقبل، والتغلب على ضغوط العمل.

إدارة الوقت هي مهارة بحاجة إلى التدريب والممارسة من أجل إتقانها وتوظيفها في الحياة اليومية بكفاءة.

تأتي الحكمة في استثمار الوقت من خلال إدارته بإيجابية، كي تزيد إنتاجيتنا، وتتجسد في مضاعفة الجهد، ورسم خريطة على مدار العام، توضح معالم الطريق لمسارنا لمدة عام كامل، ووضع مؤشرات النجاح، ولا ننسى مربع المعوقات الذي يمكن أن يقف حائط صد بيننا وبين تحقيق ما رسمناه، لنستطيع تجاوزه، وتحويل المعوقات إلى تحديات، ثم نقلها إلى مربع الإنجازات، وهذا ما يسمى «استثمار الوقت».

والدعوة تتفرع صورها إلى تجديد الطاقات والمعلومات، بأن نضع ضمن خريطتنا ساحة للاستزادة من بحور العلم في شتى المجالات، ومواكبة مستجدات العلم في التقنيات والآداب والعلوم والفنون، كل في محور تخصصه، ابتداء من الإدارات المدرسية، والموجهين والمعلمين، فالطلاب وأولياء الأمور، فالجميع مطالب بأن يضع لذاته خطة زمنية، يتابع تفاصيلها بدقة متناهية، ليحصد ما زرعه خلال عام كامل، ولنبدأ منذ هذه اللحظة.

وحينما نتحدث عن الوقت، لابد أن نفكر في كيفية إيصال أهمية هذه القيمة إلى الأبناء، لأن الكثير منّا، للأسف، مع إدراكه لأهمية الوقت، باعتباره مفتاح النجاح في الحياة بصورة عامة، إلا أنه يفشل في إيصال هذه الرسالة إلى الأبناء، لذلك نقول من خلال تجربتنا في الحقل التعليمي: «يجب علينا أن نعمل على تطبيق المفاهيم بشكل عملي وفعلي، ابتداء من أنفسنا، لما نشكله من قدوة ونموذج يحتذى لفلذات أكبادنا ولطلابنا».

دعونا نعمل مع أبنائنا لرسم الخريطة، ونشركهم في التنفيذ، نضع لهم سلم الأولويات، نصفق لإنجازاتهم، وننبههم حينما يتكاملون، لنكن قدوة فاعلة، نرسم ونظلل ونلون الحياة بأجمل الأوقات من خلال إدارة واستثمار الوقت، نزرع الفكرة لنحصد الثمرة، ونغرس المفاهيم والقيم في نفوسهم، ثم ندعهم يقومون بالتشذيب والتنقيح والرعاية للأفكار، ننسج جدار الوعي بالنصيحة الهادفة، نتحمل الأخطاء ونعمل على معالجتها، نتجاوز محطات الفشل إلى أن ترسو أشرعتنا على موانئ النجاح التي نحلم بالوصول إليها، وسنصل إليها بإذن الله تعالى، بالإرادة والعزيمة، وبالتخطيط الاستراتيجي الصحيح.

 مستشار تربوي

 

الأكثر مشاركة