تربويون وأولياء أمور يطالبون بخطط علاجية للسلوكيات الطلابية الغريبة في المدارس

"التربية" تحرم طلبة "فيديو اتلاف أثاث المدرسة" من درجات السلوك

أكد تربويون وأولياء أمور طلبة، أن ما قام به طلاب "فيديو إتلاف أثاث مدرستهم" يتنافى مع عادات وأخلقيات المجتمع الإماراتي، لافتين إلى أن هذا الفعل لا يعتبر ظاهرة، وعلى الرغم من أنه مجرد حالة فردية، إلا أنه يحتاج إلى خطط استراتيجية من المسؤولين تمنع تفاقم هذا الفعل وتحوله إلى ظاهرة مقلقة في الميدان التربوي.

وعزوا ما يرتكبه بعض الطلبة من سلوكيات غريبة إلى الحرص الشديد من ذويهم على تدليلهم، والاستجابة لمطالبهم كافة، من دون مراجعة أو عقاب على ما يرتكبونه من أخطاء.

ومن جانبه، أفاد مصدر مسؤول بالوزارة أنها تحقق في الواقعة، وسوف تعاقب الطلبة بحرمانهم من درجات السلوك.

 و يرى المعلم خالد أحمد " أن ما قام به هؤلاء الطلاب ردة فعل ناتجة عن كثرة القرارات وتعدد الموضوعات في الميدان التربوي، الخاصة بالمناهج، وضغط الاختبارات، إضافة إلى إجبار الطلبة على الدوام خلال شهر رمضان، فهذا الضغط يولد الانفجار".

وحول ما إذا كان هذا الفعل ظاهرة في مدارس الدولة، أوضح أنها ليست ظاهرة، ولكنها قابلة لن تكون كذلك إذا لم يوضع له وسائل علاج، لافتاً إلى أن "البيئة المدرسية أصبحت غير جاذبة، بما تشهده زيادة مدة اليوم الدراسي، وعدم مراعاة ارتفاع درجات الحرارة، وضغط الاختبارات، والكم الهائل من هذه الاختبارات، إضافة إلى عدم استجابة الوزراة بشكل مباشر  لمطالب أولياء أمور الطلبة في التخفيف من المناهج، وعدم وجود حلقة وصل بينهم وبين الوزارة، فأصبح الميدان يعاني، سواء الطالب، أو المدرسة، أو ذوي الطلبة.

وقال: "نحن مع التطور ورفع مكانة دولة الإمارات على الصعيد العربي والعالمي، وأعتقد أن التسرع في جني الثمار والنتائج، سبب المشكلة"، مضيفاً: "بناء الإنسان يحتاج إلى عقود من الزمن، وهذا ما يسمى بالاستراتيجيات المتوسطة أو طويلة الأمد، ولكن ما نراه في الميدان التربوي هو اعتماد الاستراتيجيات القصيرة الأمد، كما ندعو المسؤولين لإشراك الميدان في اتخاذ القرارات.

وقالت المعلمة حنان الهواري، "التربية تفتقر كثيرا لمعناها الفضيل الذي يدل على حب للوطن ومرافقه واحترام للممتلكات العامة والخاصة، فقبل أن نرمي الخطأ على الطالب والمدرسة، يجب أن نلقي نظرة إلى أسلوب وطبيعة التربية في المنزل، وهل قام الأهل بترسيخ المبادئ السليمة لدى هؤلاء الأطفال أم انهم تناسوا تسليط الضوء على ان عدم شكر المهم هو أول الطريق لفقدها والحرمان منها".

أضافت: أنا أعمل مدرسةً منذ ٢٢ عاماً، وكنت أرى وأسمع ذوي الطلبة، يدعمون أبناءهم بعد القيام بالاستهزاء بالمدرسيين والتقليل من قدر أحدهم، بدلاً من تعليمهم الاعتراف بالخطأ، قائلين إن هذا المعلم لم يكنه له مكان في المدرسة إذا لم يدفع ولي أمر الطالب راتبه، ونجد ذلك في عادات تمزيق الكتب بعد الانتهاء من الامتحانات.

من جانبها، قالت هالة عبدالحفيظ، ولية أمر: إن الطلبة المشاغبين في المدارس نوعان، احدهما يشعر بأن ما يقوم به من تخريب في صفه أو مدرسته، عمل بطولي وشجاع، أما الفريق الثاني فهو مجموعة من الطلبة لديهم مشاكل مع مدارسهم، وعندما يرتكبون أعمال تخريبية، فإنهم يرتكبونها بغضب شديد، وليس بابتهاج، مؤكدةً أن هذين النوعين يعتبران حالات فردية في الميدان التربوي وليس ظاهرة تدعو للقلق.

فيما أبدت سلمى حسام، ولية أمر، دهشتها من حدوث واقعة الطلاب الذين أتلفوا أثاث صفهم، في مدرسة بالإمارات، وألقت المسؤولية على إدارة المدرسة والمسؤولين والمشرفين فيها.
وأضافت: "من الضروري التعرف على الأسباب التي دفعت هؤلاء الطلاب لارتكاب ما قاموا به، حتى يتم علاجها، ومنع تكرارها، مؤكدة أن هذا الفعل غريبعلى المجتمع الإماراتي، كما أنه لا يرتقي إلى أنه نصفه بـ"ظاهرة".

وعزت مثل هذه الأفعال المشينة إلى سوء التربية والأخلاق غير الحسنة التي يتحلى بها الطلبة، مشيرةً إلى أن الطلبة يتعاملون فى البيت على أن الدراسة "غم ونكد"، وليس أمراً مفيداً وضرورياً لبناء الشخصة، ويتم نقل هذا التصور للنشء ، سواء بشكل جاد أو بالهزل.

وأضافت أن بعض الطلبة يتعاملون مع المعلمين والإداريين في المدرسة بمنطق "بفلوسى آخذ دروس وهذا يكفي عن المدرسة"، مؤكدةً أن التدليل الزائد عن الحد للأبناء يحولهم مهملين، ولا يعبأون بأي شيء.

وأكد خلفان محمد، ولي أمر طالبة في الصف الثاني عشر، أن السبب في ما يرتكبه بعض الطلبة في مدارسهم، انعكاس للتربية في البيت، إذ إن الأسرة هي المحطة الأولى لتهذيب سلوك النشء، وتدريبهم على احترام الآخرين والممتلكات العامة، مضيفاً: "ما نراه في السوق أو الجمعيات من تجاوزات بعض الأطفال، وما نسمعه من صريخهم وعنادهم، إنما هو نتاج ما عوده هم عليه ذووهم، وتدليلهم لهم، وتلبية متطلباتهم بدون تقنين وبلا مبالاة.

ومن جهتها، اكدت الخبرية التربوية فدوي حطاب، على أهمية خلق بيئة مدرسية جاذبة تشجع الطالب على حب المدرسة من خلال تشكيل مجالس طلابية لتنفيذ انشطة ايجابه تساعد على تدعيم السلوكيات الايجابية والمرغوب فيها، ومن خلال هذه المجالس يشعر الطالب بأهميته في اشراكه في اتخاذ القرارات و غيرها فينعكس لدي شعور المواطنة والانتماء والولاء.

ولفتت الي أن هناك سلوكيات فردية بين الطلبة، بحاجة الي  الوقوف عليها و اتخاذ الإجراءات فيها حسب لاحة السلوك الطلابي، ولفتت الي ان انتشار مثل هذه المقاطع المصورة تسيء للطالب نفسه.

ومن جانبه صنف الدكتور أحمد العموش عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الشارقة، ما شاهده في فيديو "تخريب الممتلكات المدرسية" من الناحية العلمية بالعنف الموجهة و ارجع السبب لغياب الإدارة المدرسية و الاشراف الأبوي.

وحذر من احضار الطلبة للهواتف المتحركة داخل المدارس وتوعيتهم بأهمية عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في اظهار أي سلبيات تخص مدرستهم أو مجتمعهم بشكل عام.

وأكد بأن الجيل الجديد يحمل في يده أحدث الأجهزة الالكترونية و يتعامل معها باحترافيه تفوق الآباء و الامهات ولكنه أمي في معرفه مدي خطورتها و تأثيرها عليه، وهنا تلعب الحملات التوعوية دورا كبيرا في توجيه الطلبة، و لفت الي ان المدرسة وولى الامر لهم دور تكاملي في تحجيم الطلبة و التزامهم داخل المدرسة.

من جانبها وصفت وزارة التربية والتعليم ما صدر من طلاب "فيديو إتلاف أثاث المدرسة" بالفعل غير اللائق، وغير مقبول، معتبرة أنها تصرفات دخيلة على المجتمع المدرسي.
وأفاد مصدر مسؤول بالوزارة أنها تحقق في الواقعة، وسوف تعاقب الطلبة بحرمانهم من درجات السلوك.

وكانت الوزارة أكدت أنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة طبقا للائحة سلوك المتعلمين بحق الطلبة المعنيين ومنها الزام أولياء اﻷمور بدفع نفقات اﻹصلاح وفقاً لبنود اللائحة، داعية إلى مراعاة حس المسؤولية والتحلي بالانضباط والالتزام والمحافظة على مرافق الحرم المدرسي التي هي ملك للجميع.

تويتر