اعمل الخير.. وأحدث الفرق
إن دعوة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وإطلاقه مبادرة «عام الخير» هي دعوة لإطلاق العنان لكل الأفكار الإبداعية، والمبادرات المبتكرة في عمل الخير، ونشره على المستويين المحلي والعالمي، بل ولترسيخ هذه القيمة الإنسانية في نفوس أبنائنا وبناتنا، ليحذوا حذو أسلافهم، وهي دعوة ليلتفت العالم إلى تحقيق الأمان والسعادة للجميع، عبر الاهتمام بفعل الخير، وتذليل الصعاب أمام من يهتمون بهذا العمل.
| من الجميل أن يكون لطلبة المدارس دور في التطوع لأعمال الخير. |
نعم إن «الخير الحقيقي هو في إحداث فرق»، كما أورد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في مقاله «ماذا نريد من عام الخير»، وأن نُحدث فرقاً إيجابياً في حياة إنسان أو في فِكره بتعليمه أو إعطائه فرصة.. فرصة للعيش والتطور والإبداع والابتكار.. فرصة لكي يُسهم في تغيير نفسه ومحيطه ومجتمعه إلى الأفضل، وهذا هو أفضل أنواع الخير لأنه خيرٌ مستمر، وهو الخير الحقيقي المتمثل في أن نجعل من عمل الخير نهراً جارياً من العطاء.
إن قدواتنا الأُوَل في ممارسة الخير هم القادة المؤسسون، كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاه الله، إلى أن الإنجازات الكبيرة لم تكن لتتحقق لولا استشراف القادة المؤسسين لمستقبلٍ مقترن بحب الخير والعطاء، فربط أعمالنا وإنجازاتنا بالخير وبالمبادئ الإنسانية دافع للإبداع والعطاء، وطاقة أكثر للعمل والبحث عن تقديم الأفضل والمميز، وهو فتيل لابتكار أفضل الوسائل والخدمات، وبالتالي تحقيق السعادة للمتميّز في عطائه، وذلك برضاه عن نفسه وعن عمله وعطائه، وسعادة أيضاً للمتلقي للخير، وذلك لاستمرارية واستدامة ما يحصل عليه، وجودة الخدمة التي يتلقاها، وللروح الإيجابية التي يلتمسها من مقدمها. ولا شك في أن للتعليم دوره المهم والرئيس في ترسيخ هذه القيم الخيّرة، وتشجيع أبنائنا وبناتنا على عمل الخير، وإحداث فرق فيمن حولهم.
ومن الجميل هنا أن يكون لطلبة المدارس دور في التطوع لأعمال الخير، ومن الأجمل أن يتوافر سجلّ خاص بالتطوع، يرافقهم طوال سنوات دراستهم، ويستمر معهم حتى سنوات الدراسة الجامعية، يتم فيه تسجيل ساعات التطوع التي يقوم بها الطالب، بعد أن يتم إرشاده إلى فرص التطوع المناسبة له من قبل أخصائي الإرشاد المهني، ما يساعده على تطوير شخصيته، وصقل مهاراته، ووضوح رؤيته حول مستقبله المهني، وإتاحة المجال له لخدمة مجتمعه. وإن المعلمين لمحظوظون بدورهم في إحداث الفارق في حياة طلابهم، فمهنة التعليم هي أصل ومنبع قيم الخير، فهي المهنة التي تُحصّن العقول، وتُرسّخ المبادئ الإنسانية، وتُزوِّد أبناءنا بالمعارف، وتصقل مهارات الجيل الذي سيكمل مسيرة الخير والبناء والعطاء..
خبيرة شؤون تعليم