جريمة "غبية" يرتكبها متهم "ذكي وسريع البديهة" في دبي

 

ارتكب شخص (آسيوي) جريمة غريبة « لدرجة غير مبررة يمكن وصفها بالغباء»، رغم وصفه في محضر الواقعة بأنه استغل تمتعته بقدر من الذكاء وسرعة البديهة، إذ شاهد حارس أمن يتفقد منطقة عمله على شاطئ لامير واضعاً يده في جيب الجاكيت الذي يرتديه، فقرر ممارسة نفوذاً وهمياً على الحارس، واستنكر تصرفه، منتحلاً صفة مشرف أمن بالشركة التي يعمل فيها الحارس، وحين فوجئ بأن الأخير على دراية بكل رؤسائه، أدعى المتهم أنه يعمل في تحريات شرطة دبي، بل والتقط صورة للمجني عليه، ليتم القبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة في دبي ومنها إلى محكمة الجنايات التي حكمت بالحبس والغرامة والإبعاد بحق المتهم. 

وتفصيلاً، وجهت النيابة العامة في دبي إلى شخص (آسيوي) يبلغ من العمر 39 عاماً تهم انتحال وظيفة عامة من صفات العاملين بالأجهزة الشرطية، بدعائه أنه يعمل في الإدارة العامة للتحريات، لتحقيق غرض غير مشروع وهو معاقبة حارس أمن على وضع يديه في جيبه. كما أحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة الاعتداء على خصوصية المجني عليه باستخدام إحدى وسائل تقنية المعلومات بان التقط له صورة بواسطة هاتفه النقال، لتخويفه وتهديده. 

وذكرت أوراق الدعوى حسبما استقر في يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها، أن المتهم (م.م) استغل تمتعه بشيء من الذكاء وسرعة البديهة وبعض الثقة في النفس، في محاولة تخويف حارس أمن بمنطقة لامير بعد أن شاهده يضع يديه في جيب الجاكيت الذي يرتديه، فطلب منه إخراج يديه بلهجة آمرة.

 وشهد المجني عليه في تحقيقات النيابة العامة إنه كان يتجول بمنطقة عمله مساء يوم الواقعة، ويضع يده في جيبه، لأن الطقس كان بارداً آنذاك، ففوجئ بالمتهم يقول له بلهجة حازمة «لماذا تضع يدك في جيبك، هذا تصرف غير حضاري من حارس أمن». وقال الحارس إنه سأله عن صفته وسبب حديثه معه بهذه الطريقة، فرد عليه المتهم بأنه المشرف العام والمسؤول عن الأمن في الشركة التي يعمل فيها الحارس، ولم يقتنع الأخير بروايته كونه يعلم جميع المشرفين في الشركة، ثم فوجئ بالمتهم يحاول تصوير بطاقة العمل التي كان يرتديها، لكنه لم يسمح له فقام بتصوير وجهه، وأخبره بأنه تابع للتحريات وسيحاسبه على تصرفه، ما دفع المجني عليه إلى الاتصال بالمسؤول عنه عبر اللاسلكي، فحضر إلى المكان أثناء وجود المتهم. وبسؤال المتهم أقر في تحقيقات النيابة بالتهمة المسندة إليه، مشيراً إلى أنه حاول لفت نظر الحارس إلى عدم وضع يده في جيبه، وادعى أنه مسؤوله في الشركة ثم شرطي تابع للتحريات.

 فيما ذكر صديق المتهم أنه كان برفقته في منطقة لامير وتركه لدقائق وحين عاد فوجئ بتصرفه مع الحارس، مشيراً إلى أنه كان يمزح مع الأخير. 

وبعد النظر في الدعوى انتهت المحكمة إلى قناعتها بأن القصد الجنائي في جريمة انتحال وظيفة عامة توافر في الواقعة استناداً إلى اعترافات المتهم وإفادة المجني عليه والشهود، كما أدانته بتهمة الاعتداء على خصوصية المجني عليه وتصويره في مكان عام، لكن رأت المحكمة استعمال قسط من الرأفة معه، وقضت بحبسه ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات عن التهمة الأولى، وغرامة 5000 درهماً عن التهمة الثانية كما أمرت بإبعاده عن الدولة.

الأكثر مشاركة