الحبس سنتين لخليجي انتحل صفة شخصية مشهورة

قضت محكمة الاستئناف في أبوظبي بتخفيف حكم صادر في حق شاب خليجي، من خمس سنوات إلى سنتين، متهم بالتزوير في محرر رسمي (بطاقة عمل منسوب صدورها إلى إحدى الجهات الأمنية)، وارتداء زي عسكري وانتحال اسم شخصية مشهورة.

وتعود تفاصيل القضية إلى انتحال المتهم خلال زيارة أحد المستشفيات في أبوظبي لأكثر من مرة اسم شخصية إماراتية مشهورة، مرتدياً زياً خاصاً يحمل رتبة عسكرية، إضافة إلى إبراز بطاقة عمل مزوّرة باسم أحد الشخصيات المشهورة لضابط الأمن بالمستشفى بعد أن وضع عليها صورته واسماً ورتبة مغايرين، وسمح لنفسه بأخذ قرارات داخل المستشفى، ونقل مرضى إلى غرف خاصة، بناءً على أنه الشخصية المعروفة التي ينتحل اسمها.

وكانت محكمة أول درجة قضت على المتهم بالسجن خمس سنوات وغرامة 300 ألف درهم، ومصادرة أدوات الجريمة، وألزمته برسوم الدعوى الجزائية، إلا أن الحكم لم يلقَ قبولاً لدى المتهم فطعن عليه بالاستئناف.

وخلال جلسات الاستئناف، شكك دفاع المتهم، المحامية هدية حماد، في أقوال المُبلغ الذي يعمل بوظيفة ضابط الأمن بالمستشفى، وكذلك أقوال العاملين معه، مشيرة إلى أن البلاغ حدث بعد مشادة كلامية دارت بينهما، ما حدا بالأخير إلى تلفيق الاتهام لموكلها، كما شككت في أقوال الشهود العاملين بالمستشفى، كونهم زملاء المبلغ، مشيرة إلى أن شهادتهم تعد تضامناً مع زميلهم.

وأسست دفاعها على عدم معقولية انتحال المتهم لشخصية مشهورة ومعلومة للجميع، وأن يزور المستشفى نفسه أكثر من ثماني مرات، ويدعي أنه هذه الشخصية دون أن يفطن له أحد من الموظفين، مشيرة إلى انتفاء القصد الجنائي لدى المتهم بركنيه المادي والمعنوي، لعدم توافر القصد الجنائي العمدي بالتزوير وانتحال صفة الغير، خصوصاً مع عدم توافر أركان الجريمة، وهي علاقة السببية بين الفعل والضرر، حيث لم يقم المتهم بأي فعل من شأنه الإضرار بأي شخص.

وأشارت إلى أن نقل المتهم مريضاً من غرفة إلى أخرى، أو إدخال شخص لزيارة مريض لا يُشكل ضرراً، إضافة إلى أن المتهم لم يقدم على استغلال تلك الصفة لربح مادي أو للنصب على الغير أو العود عليه بنفع أو مصلحة، وهو أمر ليس من شأنه أن يستحق العقاب.

فيما أشار حكم محكمة الاستئناف، إلى أن تقرير قسم المختبر الإلكتروني التابع لدائرة القضاء، أثبت عقب فحص هاتف المتهم العثور على صور بطاقات عسكرية، تم تغيير بيناتها والرتبة والاسم، كما لفت الحكم إلى اعتراف المتهم في تحقيقات النيابة ومحضر الاستدلالات بقيامه بإحداث تغيير في بطاقة العمل الخاصة به عبر أحد برامج الهاتف الجوال، وارتدائه الزي العسكري ووضعه شعاراً ورتبة، وانتحاله اسم وصفة شخصية مشهورة، لتسهيل دخوله إلى أحد المستشفيات والاستجابة لطلباته الخاصة بمساعدة مرضى، وأن موظف الاستقبال طلب منه في إحدى المرات إثبات الشخصية، فافتعل انشغاله بالحديث في الهاتف المحمول ولاذ بالفرار، كما اعترف المتهم بمحضر الاستدلالات بقيامه باستغلال صفة واسم الشخصية المشهورة في حجز قاعات أفراح بأسعار مخفضة والحصول على خصم خاص في الفنادق.

وحكمت المحكمة حضورياً بقبول الاستئناف شكلاً، وتعديل الحكم المستأنف إلى الحبس سنتين، وتأييده في ما عدا ذلك وألزمت المستأنف بالرسم.

تويتر