شرطة دبي ساعدت في علاجه دون مساءلة قانونية

رجل أعمال ينتشل ابنه من دائرة الإدمان مصادفةً

صورة

اكتشف رجل أعمال ثري، مصادفةً، أن أحد أبنائه زلت قدمه في طريق إدمان المخدرات، حينما لجأ الأب إلى مركز حماية الدولي، بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، طلباً لاستشارة عن كيفية إعادة الدفء لعلاقته مع أولاده، التي تضررت كثيراً بسبب انشغاله الدائم بعمله، وسفره المتكرر، وحينما نصحه المركز بضرورة الاقتراب منهم أكثر، واقترح عليه قضاء يوم كامل في المنزل لمعرفة نمط حياتهم اليومي، فوجئ بأن هناك شباباً ذوي هيئة لا تتناسب مع أبنائه، يأتون إلى المنزل لاصطحاب أحد أولاده، واكتشف أنهم أصدقاء سوء يستغلون ابنه في شراء المخدرات، فسارع باللجوء مجدداً إلى المركز، وتم إخضاع الولد للعلاج دون مساءلته قانونياً، استناداً إلى المادة 43 من قانون مكافحة المخدرات.

وقال مدير مركز حماية الدولي، العقيد عبدالله الخياط، لـ«الإمارات اليوم»، إن الأب لجأ إلى المركز، نتيجة إحساسه بأنه «ضيف» في منزله، إذ خلق انشغاله بالعمل والسفر حاجزاً من الجليد بينه وبين أبنائه، فصاروا يتواصلون معه عند حاجتهم للمال فقط، ومن جانبه حاول علاج المشكلة بخطأ أكبر وهو إغداق المال عليهم، إلى أن تمكن أصدقاء سوء من استدراج أحد أبنائه والتأثير فيه، وجره إلى مصيدة المخدرات بالابتزاز والاستغلال الدنيء.

وأضاف أنه، خلال اليوم الذي قضاه الأب في منزله، لاحظ بعض السلوكيات الغريبة، مثل عزلة ابنه ساعات طويلة في غرفته، وخروجه مع أشخاص مريبين، وبالمتابعة مع مركز حماية الدولي اكتشف أن أصدقاء السوء يجبرون ابنه على دفع فاتورة الإدمان الجماعية، كونه ينتمي لعائلة ميسورة الحال، وأن ابنه في بداية مراحل الإدمان، فأسرع بالإبلاغ عن «الشلة» الفاسدة، واصطحاب ابنه إلى المركز للاستفادة من المادة 43 من قانون المخدرات الإماراتي، التي تعفي المدمن من العقوبة في حال تقدم أيٌّ من أقاربه، سواء الأب أو الأم أو الأخ وحتى الأصدقاء للإبلاغ عنه.

وأكد الخياط ضرورة الحذر في ما يتعلق بالإنفاق على الأبناء، فلا إفراط بالدلال، ولا بخل يثير حفيظتهم، إذا لابد من توجيه الأبناء لتوفير جزء من مصروفهم اليومي أو الشهري لشراء مستلزماتهم، مع تقديم دعم بسيط من الوالدين في حال لزم الأمر، وذلك بهدف تنمية حس المسؤولية لديهم، وتعويدهم على الاعتماد على أنفسهم، وعدم الاتكال على الغير، مشيراً إلى أن عدم طلب الابن للمال لا يعني أنه بمنأى عن الإدمان والجريمة، فلربما كان يجني المال بوسائل غير قانونية.


مواجهة الإدمان

أكد مدير مركز حماية الدولي، العقيد عبدالله الخياط، أن حاجة الأبناء النفسية إلى قضاء وقت مع آبائهم وأمهاتهم، أهم بكثير من حاجتهم إلى رفاهيات الحياة، فقضاء ساعة حوار أو لعب يومية معهم في المنزل أو الحديقة العامة أو أي مكان آخر، يضاعف إحساسهم بالأمن والأمان والثقة بالنفس والاعتزاز بمفهوم العائلة، وبالتالي تقل فرص انحرافهم أو استجابتهم لأصدقاء السوء، الذين يعيشون بلا هدف، ويسعون لجر أشخاص جدد لمستنقعهم، نظراً لأهمية دور الأسرة في مواجهة الإدمان.

وأشار إلى تخصيص أحد محاور جائزة «حماية كليب» لإبداع كليبات توعوية في 60 ثانية، حول مسؤولية الأهالي عن أبنائهم، ودورهم الإيجابي في حماية الأبناء من المخدرات.

تويتر