زعما أنهما يضاعفان الأموال فاستدرجهما إلى قبضة الشرطة

مواطن يسهم في ضبط إفريقيَّين يحتالان بالدولارات السوداء

لم يكتفِ المواطن أحمد جمال بتجاهل محتالين حاولا استدراجه للاستثمار في صفقة وهمية، بعدما زعما له أن في وسعهما مضاعفة الأموال من خلال «الدولارات السوداء»، بل تعامل بإيجابية، فاستدرج المحتالين، منسقاً مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، وشارك في كمين محكم انتهى بالقبض على المتهمين، وإحالتهما إلى النيابة العامة.

التصدي للسلبيات

أكد أحمد جمال أن تكريمه ضمن فئة الجندي المجهول بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز في الدورة الأخيرة، كان بمثابة حافز له لمواصلة جهوده في خدمة بلاده، والتصدي للسلبيات.

وأضاف أنه اكتشف أخيراً أن هناك شخصاً آسيوياً يستغل أراضي في دبي لا تعود له، من دون وجه حق، من خلال تحويلها إلى مواقف برسوم يتقاضاها لنفسه، لافتاً إلى أنه خاطب الجهات المعنية وأعلمها بالواقعة، ما منعه من مواصلة استغلاله لهذي الأراضي.

وقال جمال، الذي كرمته إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية بالإدارة العامة للتحريات، لـ«الإمارات اليوم» إن عمله الميداني المستمر يساعده على رصد مشكلات كثيرة، يرفض التعامل معها بسلبية، لذا جرى تكريمه بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة الجندي المجهول. وكُرّم سابقاً من شرطة دبي حين تدخل للقبض على أحد اللصوص، كما أسهم في رصد تجارة لحوم بطريقة تؤدي إلى فسادها، واستغلال أراضٍ مملوكة لأفراد كمواقف سيارات.

وأضاف جمال، الذي يعمل مشرفاً في هيئة الطرق والمواصلات، إن الواقعة الأخيرة حدثت حين كان مسافراً إلى تنزانيا، إذ ورده اتصال من أحد معارفه يطلب منه الاستثمار في مضاعفة أموال بما يعرف بـ«الدولارات السوداء» التي يتم معالجتها لتصبح أصلية، لافتاً إلى أنه استنكر الطلب، لكن هذا الشخص أصر على مشاركته، فطلب تأجيل الموضوع إلى حين عودته إلى الدولة.

وتابع أنه التقى به وعلم أن شخصين من جنسية إفريقية يمارسان هذا النوع من الاحتيال، وأنهما طلبا منه 100 ألف درهم لتغييرها، فلم يكتفِ بالرفض، بل تواصل مع إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية، التي اهتمت بالواقعة وطلبت منه التواصل مع المحتالين، وتأكيد اهتمامه بإتمام الصفقة.

وأوضح أن المحتالين أصرا على أن يتواصل معهما بهاتفه الشخصي فقط، لكنه تجنب ذلك حتى لا يرصداه لاحقاً، إلا أن فريق العمل من الإدارة العامة للتحريات طمأنه وطلب منه تحديد موعد معهما.

وأفاد جمال بأنه توجه إلى الموعد، وفوجئ بشخصين مفتولي العضلات، ملامحهما مخيفة، مضيفاً أنهما طلبا منه المبلغ (100 ألف درهم) فأبلغهما بأنه موجود في السيارة، وأن عليهما إجراء التجربة على 1000 دولار قبل أن يطلب من الوسيط جلب المبلغ إليهما، فشرعا في إخراج أوراق بيضاء بحجم عملة الدولار ومادة سائلة تشبه الكلور، بهدف تحويلها إلى دولارات أصلية.

وتابع: «في هذه الأثناء دهم رجال المباحث المكان، وقبضوا على المتهمين متلبسين بجريمتهما»، لافتاً إلى أن رجال التحريات طمأنوه إلى أنهم قريبون منه، منوهاً باستجابة شرطة دبي واهتمامها بما يرصده من سلبيات وجرائم.

وأوضح جمال أن هذه ليست الواقعة الأولى، فقد سبق أن أسهم في ضبط أحد اللصوص حين سرق من شخص يمشي في الطريق، لافتاً إلى أنه لم يبالِ بعواقب ذلك، وكل ما فكر فيه هو كيفية التصدي للشخص ومنعه من الهروب، معتبراً أن عمله الميداني كان سبباً في رصده مواقف مشابهة.

تويتر