متهمان ينتقمان من خليجي بـ «ماء النار»
قرر شخصان، يحملان جنسية دولة آسيوية، الانتقام من شخص خليجي، بطريقة وحشية، ونجحا في استدراجه إلى منزل أحدهما في أبوظبي، وفور وصوله اعتديا عليه بالضرب، حتى فقد الوعي، وقيداه بسلاسل حديدية، وسكبا عليه ماء النار (الأسيد)، وعندما غاب الرجل عن الوعي من شدة الألم، تصورا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، ونقلاه إلى منطقة مهجورة بوساطة سيارة المجني عليه، وتركاه وفرّا هاربين، إلا أنه تمكن من الاتصال بشرطة أبوظبي، التي أسرعت بنقله إلى المستشفى، وتمكنت من الإيقاع بالمتهمين، وتبيّن أنهما خططا لجريمتهما بدافع الانتقام من الضحية، لوجود خلافات بينهم.
وفي التفاصيل، أفاد نائب مدير إدارة التحريات بشرطة أبوظبي، العقيد طارق الغول، بأن الجريمة بدأت باستدراج الضحية إلى منزل المتهم الأول، عبر الاتصالات الهاتفية، وعند وصوله إلى بيت المتهم، سارع بمساعدة شريكه بضربه بآلات حادة، أدت إلى فقدانه الوعي، وقيداه بسلاسل حديدية، وصبا ماء النار (الأسيد) على مختلف أعضاء جسمه، ونقلاه بسيارته التي جاء فيها إلى منطقة مهجورة في إحدى المناطق المحيطة بأبوظبي، للتخلص منه، بعدما تصورا أنه مات.
وأضاف الغول أن الضحية تمكن من الاتصال بغرفة العمليات للإبلاغ عن حالته، حيث تحركت على الفور الدوريات الأمنية المختصة إلى مكان الواقعة، وتم على الفور نقله لتلقي العلاج.
وأوضح أنه بعد معاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة، وأكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات حول الضحية ومحيط اتصالاته وتواصله ومعارفه، حيث تم بعد تحليل المعطيات وإعادة تركيب بيئة الجريمة بشكل افتراضي من واقع المعطيات التي مكنتهم من التوصل إلى هوية وبيانات الفاعل، ومكان سكنه، توجه فريق التحريات المختص إلى مكان سكن المتهم الرئيس، ليتم القبض عليه مع شريكه في الجريمة. وأضاف الغول أنه خلال التحقيق، تبين أن المتهم الرئيس قام بالتخطيط للعملية والانتقام لخلافات بين الأطراف، ونجح بالتنسيق مع زميله وشريكه في رسم طريقة الانتقام وتوفير الأدوات اللازمة للتنفيذ، والتي بدأت باستدراج الضحية بالاتصال الهاتفي لتأمين قدومه إلى منزل المتهم. وتابع بعد دخول الضحية المنزل، سارع المتهم وشريكه بالاعتداء عليه بآلة حادة تم تجهيزها مسبقاً، وشلّا حركته، وصبا ماء النار على أنحاء جسمه، انتقاماً منه، حتى اعتقدا أنه فارق الحياة، وتوجها به إلى منطقة مهجورة في إحدى ضواحي مدينة أبوظبي، حيث عثرت عليه دوريات الشرطة، وتم نقله بسيارة الإسعاف، وتم استكمال ملف التحقيق وأقوال المتهمين والضحية، وتحويل القضية والتقارير ذات الصلة إلى الجهات القضائية المختصة.
وأكد الغول أن رجال مكافحة الجريمة في شرطة أبوظبي على كفاءة وخبرة عالية، تمكنهم من الوصول إلى المجرمين مهما اتبعوا من وسائل وحيل، وحيطة في عدم ترك أي أثر يدل عليهم.