ماس كهربائي أشعل حريق «العنوان»

كشف القائد العام لشرطة دبي، رئيس لجنة إدارة الأزمات والكوارث، اللواء خميس مطر المزينة، أن ماساً كهربائياً في التوصيلات الخارجية بين الطابقين الـ14 والـ15 من فندق «العنوان» تسبب في نشوب الحريق في الفندق، عشية رأس السنة.

خادمة أول من اكتشف الحريق

كشف الخبير أول أحمد محمد أحمد أن خادمة كانت موجودة بمفردها تشاهد التلفزيون في الشقة 1401 بالطابق الرابع، التي تقع أسفل نقطة بداية الحريق، كانت أول من اكتشف الحريق، إذا شاهدت تساقط قطع ملتهبة من المظلة المحترقة في الممر الخارجي، فأبلغت الفندق على الفور وغادرت الشقة.
وقال إن شخصاً كان موجوداً في شقة بالطابق الـ18 اشتم رائحة الحريق، وأبلغ عن ذلك، ثم شاهد لهباً خفيفاً يصدر من الأسفل، فأبلغ الشرطة مباشرة.

وأكد المزينة خلال مؤتمر صحافي، أمس، عدم وجود أي شبهة جنائية وراء الحادث، مؤكداً عدم وجود مصدر حراري في هذه المنطقة، سوى المنطقة التي حددها خبراء الحرائق في شرطة دبي.
وأوضح أن «فريق الخبراء تتبع مكان اشتعال النيران، واستمع إلى إفادة الشهود، الذين كانوا قريبين من مصدر الحريق، وأخذوا عينات من مكان الحادث، وحللوها مخبرياً، وأظهرت النتائج عدم احتواء العينات على مواد مُعجلة أو مسرعة للاشتعال، مثل السوائل البترولية وما شابهها، وخلصوا إلى أن الماس الكهربائي الذي حدث في الوصلات تسبب في اشتعال حريق الفندق، في نحو التاسعة و25 دقيقة من مساء 31 ديسمبر الماضي».

وأوضح المزينة أن منطقة اشتعال الحريق تحوي أربعة كابلات كهربائية، وأن الفحص والتحليل أظهرا أن أحدها تعرض للانصهار، وصدر عنه ماس كهربائي، فيما ظلت الكابلات الثلاثة الأخرى سليمة كلياً، ما يعد دلياً قاطعاً على عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث.

وأفاد بعدم وجود مسؤولية على أي طرف، أو أن هناك إهمالاً، لأن التوصيلات الكهربائية التي انطلقت منها الشرارة الأولى تمتد خارج الفندق، وتخضع لعوامل مختلفة.
من جانبه، قال رئيس قسم الهندسة الجنائية والميكانيكية، خبير أول حرائق أحمد محمد أحمد، إن واجهات الفندق مغطاة بألواح ديكور، تتكون من طبقات عدة، مضيفاً أن الطبقة الخارجية منها عبارة عن صفائح ألمنيوم «كلادينج»، تليها في الداخل طبقات أخرى، يحتوي بعضها على عوازل حرارية، وأخرى ألواح بها طبقات من «اللدائن».

وتابع أنه بمعاينة المبنى عن كثب، تبين وجود مظلات على هيئة أقواس تقع بمستويات مختلفة، بعضها موجود في أعلى مداخل الفندق مباشرة، وبعضها بين الطابقين الـ14 والـ15، وأخرى في الأدوار العليا، من الطابق الـ48 فما فوق، لافتاً إلى أن هناك كشافات إنارة مثبتة في تلك المظلات، تتم تغذيتها بواسطة كبلات كهربائية ممتدة عبر فتحات بجدار المبنى. كما توجد تمديدات كهربائية أخرى، تمر بجدار المبنى، وتمتد إلى مصابيح إنارة مثبتة في بعض الشرفات.

وشرح أحمد أن خبراء الأدلة الجنائية حددوا منطقة بداية الحريق بين الشقة 1401 والشقة 1504، الواقعتين في الطابقين الـ14 والـ15، شارحاً أن «هذه المنطقة تحوي ممراً صغيراً، يبلغ عرضه 1.10 متر، ومظلة. وبفحص الشقة رقم 1504 تبين امتداد الحريق إليها من جهة النافذة المطلة على الممر والمظلة، وليس من داخل الشقة».

وأفاد بأن الخبراء انتقلوا إلى فحص الشقة 1401 في الطابق الـ14، وتبين أن «النيران طالت واجهتها فقط، ولم تمس محتويات صالتها الداخلية، ما يشير إلى أن النيران امتدت إليها من الخارج، والتهمت فقط غرف الشقة، نظراً لسقوط أجزاء مشتعلة من واجهة المبنى المحترقة عليها، بسبب بروزها عن الجدار الرئيس للمبنى».

وقال أحمد إن فريق الخبراء عثر على بقايا منصهرة من ألواح الألومنيوم والزجاج، تجمعت على أرضية الممر بين الشقتين، ولاحظ أن الهيكل المعدني لجدار الممر تأثر حرارياً، لدرجة أدت إلى انحناء معدنه الهيكلي بسبب الحرارة.

وتابع: «بفحص الممر تبين وجود فتحات تهوية خاصة بالمبنى تمر إلى جواره، فضلاً عن امتداد توصيلات كهربائية عليها آثار انصهار، وتبين أن بعضها يمتد إلى شرفات بعيدة عن منطقة بداية الحريق، وأخرى تمتد إلى كشافات الإنارة المثبتة على المظلة الموجودة في منطقة بداية الحريق، وتمر التوصيلات عبر أنابيب صلبة وأخرى مرنة»، لافتاً إلى أنه «بحسب المخططات، فإن كل كشاف تمتد إليه توصيلة كهربائية منفصلة». وأشار إلى أن «خبراء الأدلة الجنائية فحصوا التوصيلات الكهربائية الموجودة في المظلة، وتبين أن الوصلات المعدنية التي تربط الكبلات ببعضها، أدت إلى مقاومة مرور التيار الكهربائي فيها، ما تسبب في ارتفاع درجة حرارة معدنها، واحتراق المواد العازلة فيها، ومن ثم انتشار النيران».

الأكثر مشاركة