رجل أعمال يترك زوجته ورضيعه يومين في مطار دبي
ظلت امرأة من جنسية دولة أوروبية، من أصل دولة آسيوية، يومين في مطار دبي، وبرفقتها رضيعها (خمسة أشهر) حتى أصابها الإعياء وسقطت مغشياً عليها، وذلك بعد أن تركها زوجها رجل أعمال مقيم في الدولة بالمطار، بحجة إنهاء إجراءات السفر إلى موطنه، لكنه غادر بمفرده وتخلى عنها بطريقة غير إنسانية.
وقال مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان، العميد دكتور محمد المر، إن هذه الحالة تُعد الثانية من نوعها خلال الأشهر القليلة الماضية، وكان أبرزها تخلي أبناء عن أمهم، مشيراً إلى أن المرأة هي الضحية في كلتا الحالتين لأنها لا تستطيع التصرف بمفردها.
وذكر المر أن الواقعة بدأت باتصال ورد من الإدارة العامة لأمن المطارات في شرطة دبي يفيد بأن هناك امرأة موجودة في المطار مع رضيعها منذ يومين، ولا تستطيع تحديد وجهة معينة لعدم وجود أموال معها، ولم يعد بمقدورها حتى شراء طعام لها أو لرضيعها.
وأضاف أن مدير إدارة حماية المرأة والطفل توجه على الفور إلى المطار، واستقبل المرأة التي لجأت إلى الشرطة النسائية، وتم اصطحابها إلى مقر الإدارة لفحص حالتها وتحديد ملابسات الواقعة، ومن ثم توفير المساعدة السريعة لها.
وأشار إلى أن المرأة كانت تعاني إعياء شديداً، لدرجة أنها سقطت مغشياً عليها بعد دقائق من وصولها إلى مقر الإدارة، وتم استدعاء الإسعاف وتبين أنها تعاني هبوطاً حاداً نتيجة عدم الأكل لمدة يومين، فضلاً عن إرهاق حاد بسبب عدم النوم، لافتاً إلى أنه تم على الفور إحضار طعام وشراب لها وحليب لطفلها وإيداعها غرفة مستقلة حتى تتمالك نفسها وتسترد عافيتها وتستطيع الكلام.
إلى ذلك، قال مدير إدارة حماية المرأة والطفل، الرائد شاهين إسحاق المازمي، إنه تحدث مع المرأة التي أفادت بأنها تزوجت من رجل أعمال من جنسية دولة آسيوية شريك في مؤسسة تجارية ويقيم في الدولة، ورزقت منه بطفل ولدته في دولة أوروبية، ومن ثم قدمت إليه وبعد أيام قليلة نشب بينهما شجار بسيط. وأضاف أن المرأة قالت إن زوجها أبلغها بعد ذلك بأنه سيصطحبها مع الطفل إلى بلده لزيارة أهله، وفي موعد السفر توجهت معه إلى المطار وطلب منها الانتظار على أحد المقاعد حتى ينهي إجراءات السفر وأخذ جواز سفرها، لكنه لم يعد إليها مجدداً.
وتابع المازمي، أن المرأة ظلت يومين كاملين في المطار، ما أثار شكوك رجال الشرطة في المطار وتوجه إليها أحدهم وسألها عن مشكلتها، فحكت له ما حدث معها، ومن ثم نُقلت إلى الإدارة، لافتاً إلى أنه تم التواصل على الفور مع الزوج لكن كان هاتفه مغلقاً.
وأشار إلى أن الإدارة لجأت إلى التحري السريع عن الزوج، وتبين أنه يقيم في الدولة وشريك بمؤسسة تجارية، فتم التواصل مع شريكه الموجود في أبوظبي، والحصول منه على أرقام التواصل مع الزوج في موطنه، وإبلاغه بضرورة حل المشكلة فوراً، فاعتذر عن تصرفه ووعد بالعودة الثلاثاء المقبل.
وأوضح أن الزوج طلب التحدث إلى زوجته وحاول تطييب خاطرها، كما أن شريكه في أبوظبي التمس عدم تحريك دعوى قضائية ضد الزوج بسبب تصرفه غير الإنساني وتعهد بحل المشكلة ودياً، وسعى لتدبير مكان تقيم فيه الزوجة لحين عودة زوجها مع توفير النقود التي تكفيها للإنفاق على نفسها وطفلها وانتقلت فعلياً إلى أحد الفنادق.
وأكد المازمي أن إدارة حماية المرأة والطفل سوف تتابع حالة المرأة لحين عودة زوجها، كما ستتواصل معها لاحقاً للتأكد من أنها تلقى معاملة لائقة.