الفتاتان تعانيان تشوهات شديدة وتعالجان في قسم الحروق بالمستشفى. الإمارات اليوم

والدة الضحايا الثلاث: أحسنت معاملة الخادمة.. ولا أستبعد وجود «محرّضة»

قالت والدة الفتاتين والطفل المواطنين الذين تعرضوا لحادث اعتداء من قبل خادمتهم الإثيوبية، صباح الجمعة الماضي، إنها كانت تعامل المتهمة (28 عاماً) معاملة جيدة، ولم تكن تكلفها بأي أعباء تفوق طاقتها، كما لم تمنعها من السفر أو كانت تتقاضى راتبها بانتظام، نافية ما ذكرته الخادمة في استجواب الشرطة بأن معاملتها بقسوة، كان الدافع وراء الجريمة.

وقالت لـ«الإمارات اليوم»، إنها «كانت خارج المنزل وقت الجريمة، بينما كان أبناؤها الثلاثة (فتاتان 16 و15 عاماً، وطفل 10 سنوات) نائمين في غرفة واحدة».

شهادة الطفل

أثناء حديث والدة الأشقاء الثلاثة مع «الإمارات اليوم»، طلبت من ابنها أن يروي شهادته عن تعاملها مع المتهمة، فأكد أن والدته لم تكن تعامل الخادمة بأي سوء.

وأضاف الطفل الذي كان وجهه مغطى بالقطن، وآثار الجروح ممتدة على رأسه ووجهه: «كانت الخادمة لا تعرف الطبخ، ولا تتقن كثيراً من المتطلبات المنزلية، وكانت أمي تقوم بتلك الأشياء بدلاً منها، وكلما كانت تطلب نقوداً كانت أمي تعطيها، وكانت ترسل الراتب لأهلها في إثيوبيا».

وذكرت الأم أن ابنتيها أصيبتا بتشوهات بليغة في أجزاء عدة من الجسم بسبب المياه المغلية، وحالتهما سيئة، وتعالجان الآن في قسم الحروق في مستشفى راشد في دبي.

وأضاف الطفل المجني عليه: « كنت نائماً على الأرض، وفوجئت بالخادمة تدخل علينا وهي تهذي بكلام غير مفهوم بلغة بلدها، وألقت على شقيقتي ماء مغلياً من الجهاز الكهربائي المخصص لتسخين مياه الشاي، ثم انهالت علينا ضرباً بساطور كبير، وأصابتني بجرح في الرأس ممتد إلى الخد الأيسر، وعندما حاولت تفادي الضربات بذراعي، أصبت بجروح في اليدين».

وتابع: «تمكنا من الفرار منها ودخلنا الحمام، واتصلنا بالشرطة بينما كانت هي تدمر في المنزل وتصرخ بجنون، إذ كسرت التلفزيون والكمبيوتر والآي باد».

وذكر الطفل أنهم ظلوا حبيسي الحمام إلى حين وصول رجال الشرطة الذين كسروا باب الشقة عندما حضروا، وأخرجوهم من الحمام، وألقوا القبض على الخادمة.

والتقطت الأم خيط الحديث، قائلة: «أعتقد أن الخادمة كانت مصابة بهياج عصبي، وربما تكون قد تناولت مادة تسبب الهلوسة أو الهياج العصبي، لأن حالتها قبل الحادث كانت طبيعية جداً، ولم تكن هناك أي مقدمات تدفعها لارتكاب الجريمة».

وأضافت: «أعتقد أن الخادمة تعرضت للتحريض من قبل خادمة الجيران، خصوصاً أن الساطور المستخدم ليس من أدوات المنزل، وأحضرته من الخارج بطريقة غير معلومة لنا».

وأكملت: «لن أتنازل عن حق أبنائي، ولن أرضى إلا بتقديم هذه المجرمة للمحاكمة حتى تأخذ جزاءها».

وعن معاملتها للخادمة، قالت الأم: «كانت مسؤولة فقط عن تنظيف المنزل وغسل وكي الملابس، ولم نطلب منها طبخ الطعام، كما أن الأبناء ليسوا في سن صغيرة، ما يعني أن مطالبهم لا تتطلب جهداً منها».

وأوضحت أن «الخادمة تعمل لديها في المنزل منذ ما يقرب من عامين، ولم تشكُ من تكليفها بأي أعباء إضافية، كما كانت تنزل من البيت هي والأبناء صباحاً، ويعودون وقت العصر، ما يعني أنها كانت تحصل على قسط كبير من الراحة».

ونفت ما تردد حول أن الخادمة ارتكبت جريمتها لمنعها من السفر، أو عدم حصولها على راتبها. وقالت: «كانت تحصل على راتبها بانتظام، وكنت أرسل المبلغ من مكتب تحويلات إلى أهلها في إثيوبيا، وهو أمر مسجل إلكترونياً في نظام التحويل المالي».

وواصلت الأم: «كنت حريصة على أن تتواصل الخادمة مع أهلها، وقبل الحادث بأيام اشتريت لها بطاقة اتصال بـ70 درهماً، لتتحدث إلى والدتها وشقيقاتها».

وقالت: «طلبت مني المتهمة السماح لها بالسفر لأهلها، فاستجبت، وبحثت عن جواز سفرها فلم أجده، فتواصلت مع الشرطة لإبلاغهم بفقد الجواز، وجاءت دورية شرطة وبحثت عنه في متعلقاتها لكنها لم تجده، لذا بقيت الفتاة في المنزل إلى حين العثور على جواز سفرها».

وأضافت: «ذهبت إلى مقر إدارة الجنسية والإقامة في منطقة العوير لإبلاغهم بضياع جواز سفر المتهمة، وطلبت اتخاذ الإجراء القانوني معها، لكن لم يتسلمها مني أحد».

وتساءلت الأم: «ماذا أفعل في الخادمة وجواز سفرها ضائع، هل أتركها تعيش في الشارع؟»، مضيفة: «لقد ذهبت الى مكتب سفريات وعلمت بالإجراءات والمبالغ المطلوبة لسفرها، لكن ضياع الجواز كان عائقاً أمام سفرها».

وأشارت إلى أنه تبين بعد الحادث أن الخادمة هي التي سرقت الجواز، وخبأته أسفل ثلاجة المنزل، وأخرجته حين وصلت الشرطة إلى المنزل يوم الجريمة، لافتة إلى أن «الخادمة كانت تتصرف بعقلية طفلة، إذ إنها حين ترى ابنتي ترتدي حلقاً جديداً، كانت تريد أن تقتني حلقاً مثلها، كما أنها كانت تريد تسريحة شعر أو فستان مثل ابنتي، وكانت دوماً تريد تقليد الغير».

وقالت الأم: «منذ أن تعرفت المتهمة إلى خادمة الجيران، وهي من بلدها، بدأت تطلب زيادة الراتب والسفر، وقد اتصلت بي خادمة الجيران منذ فترة، وكنت وقتها في مقر عملي ولم أستطع الرد عليها، فعاودت الاتصال بي مراراً في أوقات متأخرة من الليل ولم أرد عليها، وقبل أسبوعين فوجئت بها تتصل بي وتسبني بأقذع الألفاظ، وتهددني بأني سأتعرض للإيذاء، ثم حدثت الجريمة».

وأضافت: «لقد التزمت بالقانون ولم أترك الخادمة تترك المنزل، لحين العثور على جواز سفرها، أو أي وثيقة قانونية تسمح لها بالسفر، وقد أبلغت الشرطة بذلك، ويا ليتني تركتها تغادر المنزل، وقتها لم يكن أبنائي تعرضوا لهذه الجريمة الوحشية».

الأكثر مشاركة