حقائب سفر وأكياس تحوي الكمية المضبوطة. من المصدر

شرطة دبي تضبط 4.6 ملايين حبة «كبتاجون»

أحبطت شرطة دبي، تهريب وترويج أكبر كمية من مخدر «كبتاجون» ضبطت في الدولة، ومن أضخم الكميات على مستوى العالم، وفق إحصاءات المكتب الإقليمي للأمم المتحدة، ويبلغ حجمها أربعة ملايين و600 ألف حبة كبتاجون.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إن قيمة المخدرات المضبوطة تقدر بنحو 115 مليون درهم، وتورط في تهريبها ومحاولة ترويجها خمسة متهمين من جنسيات دول عربية، قبض على ثلاثة منهم في أكتوبر الماضي.

وأضاف أن معلومات موثوقة وردت إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، حول شخص موجود بمنطقة العوير، يخزن كمية ضخمة من مخدر «كبتاجون»، بقصد تهريبها إلى دولة عربية مجاورة، وترويج كمية منها في الدولة، وهو يبحث عن مشترٍ.

وأشار إلى تشكيل فريق عمل، برئاسة مدير إدارة المعلومات المركزية، وإعداد خطة محكمة لمراقبة أفراد العصابة، وتنفيذ عمليات البحث والتحري، للقبض عليهم وضبط ما بحوزتهم من المخدرات.

وأوضح أن فريق العمل في القضية توصل إلى معلومات، تفيد بأن اثنين من أفراد العصابة يقيمان في دولتين عربيتين مجاورتين، أحدهما يدعى (أ.س)، وهو صاحب المخدرات التي هربت إلى الدولة والممول الرئيس لأفراد العصابة، إذ كان يدفع إيجار المستودع، الذي تم تخزين المخدرات فيه، والمتهم الآخر يقيم في دولة مجاورة، أيضا، ويدعى (س.س)، وهو يلعب دور الوساطة بين صاحب المخدرات وبقية أفراد العصابة.

وأشار المزينة إلى أن هناك ثلاثة متهمين آخرين قبض عليهم في الدولة، الأول يدعى (أ.ج.ت)، وهو مدير في إحدى الجهات بإمارة الشارقة، وتولى عملية تهريب المخدرات من خلال ثلاث شحنات برية، والثاني يدعى (أ.ع.ع)، ويعمل تاجرا في إمارة رأس الخيمة، فيما يدعى المتهم الثالث (م.أ.ر)، ويعمل سائقا في الشارقة.

وقال إن المتهمين الثلاثة اعترفوا تفصيلياً بدورهم في العملية، التي أطلقت عليها شرطة دبي اسم «Nine Ball»، لافتا إلى أن المتهم المقبوض عليه (أ.ع.ع) اعترف بتسلم المخدرات من المتهم الأول في يوليو الماضي، بعد تهريبها إلى الدولة في ثلاث شحنات برية، أشرف عليها زعيم العصابة الذي يقيم خارج الدولة.

وأفاد المتهم بأنه خزن الكمية المضبوطة لمصلحة المتهم الأول، مقابل 5000 درهم لكل حقيبة، علما بأن عدد حقائب السفر التي خزنها يبلغ 14 حقيبة، إضافة إلى عدد من الأكياس البلاستيكية، وخمس صفائح حديدية، احتوت على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، وخمسة موازين متنوعة الأحجام، وأدوات وأوعية تفريغ وتعبئة للمخدرات، صودرت مع المضبوطات.

وأضاف المزينة أنه قبض على المتهمين الثاني والثالث في سيارة مرسيدس، بعد تحميلها بالمخدرات داخل المستودع، تحت أنظار أفراد الكمين من رجال المكافحة، ثم توجها بالسيارة إلى المكان المتفق عليه مع المشتري، الذي زرعته شرطة دبي لهما في العملية.

وأشار إلى أن فريق العمل أعد كمينا للمتهمين في المكان المتفق عليه، واعترضهما في اللحظة الحاسمة، وقبض عليهما بمنطقة القصيص قرب شارع دمشق، في عملية محكمة، قبض فيها على المتهم الأول أيضا في التوقيت نفسه، خلال وجوده بأحد المباني في شارع بورسعيد.

وأوضح أنه تم إسناد تهمة حيازة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بقصد الاتجار والترويج للمتهمين الثلاثة، كما أسندت للمتهم الأولى تهمة تعاطي المخدرات، بعد فحصه والتأكد من ذلك.

وأكد أن فريق العمل نفذ الخطة بإحكام ودقة شديدين، لضمان ضبط الكمية كاملة، وتلقى تعاونا مثمرا من إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة، أثناء عمليات دهم وتفتيش شقق المتهمين الثلاثة في الشارقة، لافتا إلى أن التعاون بين أجهزة المكافحة في الدولة، تحت مظلة وزارة الداخلية، أسهم في إحباط عمليات كثيرة.

وشرح المزينة أن «كبتاجون» يسبب هلاوس واضطرابات عصبية واكتئابا، ويضعف المناعة، ما يؤدي إلى الوفاة في حالات متكررة، مشيرا إلى أنه ليس من المخدرات الشائعة في الدولة، لكنّ كثيرا من العصابات تحاول تهريبه عبر الإمارات، مستغلة سمعتها الاقتصادية، وكونها دولة غير منتجة للمخدرات، وتحظى بثقة كبيرة لدى الدول الأخرى.

ولفت إلى أن المخدرات غير التقليدية، مثل «كبتاجون»، و«ترامادول»، باتت أكثر انتشارا من نظيرتها التقليدية لسهولة تهريبها وتعاطيها، على الرغم من أنها لا تقلّ خطورة عن المخدرات المعتادة، مشيراً إلى أن العصابات تتعمد تغيير تركيبات تلك العقاقير للتحايل على القوانين، ما فرض على شرطة دبي استخدام تقنية حديثة ومتطورة، لضبط العناصر الأساسية التي تحول الحبوب الطبية إلى مخدرات.

وأوضح أن الدولة بادرت في الفترة الأخيرة بإدراج عقاقير جديدة في جدول المخدرات، بعد التأكد من استخدامها من جانب المدمنين، كما طبقت النظام الإلكتروني لمراقبة صرف الأدوية، لإغلاق كل الثغرات التي تؤدي إلى منحها بشكل غير شرعي للمتعاطين.

وتابع أن بعض الطلبة دأبوا على استخدام عقار «كبتاجون» خصوصاً في فترة الامتحانات، لمنحهم طاقة مضاعفة وزيادة تركيزهم، غير مدركين أنهم يدمرون صحتهم بهذه الطريقة، لأن كل العقاقير تتحول إلى مواد قاتلة، إذا أسيء استخدامها».

الأكثر مشاركة