عائلات تدمن على المخدّرات
كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، لـ«الإمارات اليوم»، أن عدوى الإدمان تصيب أسراً بالكامل نتيجة تعاطي أحد أفرادها المخدرات، وعدم اتخاذ إجراءات سريعة لعلاجه أو إبعاده عن بقية أشقائه وأقاربه.
ولاحظ العسماوي أن «عائلات أدمن فيها الأب والأم والجد والأبناء، نتيجة تعاطي الأب المخدرات أمام أطفاله حتى تحولوا إلى مدمنين».
وأفاد مدمن متعافٍ على قائمة الفحص الدوري بأنه «قرر الإقلاع كلياً عن الإدمان بعد أن لمس تأثيره المدمر في عائلات، ومنها عائلة يعرفها دخل الأب السجن، وتوفيت الأم نتيجة جرعة زائدة، ولحق الابن بوالده في السجن، وتورطت الابنة كذلك في الإدمان».
وتفصيلاً، ذكر العسماوي أن «الإدمان عدوى تنتشر بسرعة بالغة إذا لم تتم السيطرة عليها مبكراً، خصوصاً في داخل الأسرة الواحدة»، لافتاً إلى أن «هناك حالات لأشقاء أدمنوا جميعاً بسبب تقليدهم شقيقهم الأكبر».
وأضاف أن «أحد أبرز أسباب هذه الإشكالية، هو تعاطي الأب المخدرات أمام أبنائه، ما يدفعهم إلى تقليده، بل إن بعضهم يترك المخدرات في أماكن مكشوفة، ما يدفع أبناءهم إلى تجربتها على سبيل الفضول».
ولفت إلى أن «أحد أسباب انتقال الإدمان بين أفراد الأسرة الواحدة استخدام الأب أو الأم عقاقير مدرجة في جدول المخدرات علاجاً لمرض ما، مثل أم كانت تعاني مرض السرطان وتعالج بـ(الترامادول)، واكتشفت لاحقاً أن ابنها يسرق منه، وبدأ في الإدمان عليه».
وذكر أن «أحد الآباء دخل السجن وحين لحق به ابنه تعرف إليه بصعوبة وسأله عن عمره»، مؤكداً أن «انخراط أكثر من شقيق في الإدمان يزيد من احتمالات إقبال بقية الأشقاء على التعاطي»، مشيراً إلى أن «كثيراً من متعاطي المخدرات حصلوا على جرعتهم الأولى من أشقاء أو أقارب لهم، ولجأت امرأة، أخيراً، إلى شرطة دبي لضبط شقيقها، خوفاً من أن يعدي أبناء أشقائها الآخرين ويحولهم إلى مدمنين».
إلى ذلك، قال مدمن متعافٍ نهائياً يدعى (ع.أ) لـ«الإمارات اليوم»، إنه «عرف المخدرات عن طريق شقيقه الأكبر الذي كان مروجاً ودخل السجن مرات عدة، لكنه أقلع نهائياً عنها». وأضاف أنه «يعرف أسراً تدمرت بسبب هذه الآفة، منها عائلة يعرفها دخل الأب السجن بسبب التعاطي، وتوفيت الأم نتيجة جرعة زائدة، ولحق الابن بوالده في السجن، وتورطت الابنة كذلك في الإدمان».