المدرسة متخصصة في تعليم ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة. تصوير: أحمد عرديتي

مالك مدرسة خاصة يهرب بأقساط الطلبة

فوجئ ذوو طلبة في المعهد البريطاني لتطوير مهارات الأطفال في دبي «بريتش إنستيتيوت فور ليرنينج ديفولبمنت»، برسالة تلقوها عبر البريد الإلكتروني من إدارة المعهد، تفيدهم بعدم قدرة المدرسة على فتح أبوابها للعام الدراسي الجديد، الذي كان مقرراً البدء به أمس، وذلك نظراً لهروب مالك المدرسة (أسترالي)، بعدما استولى على أقساط العام الدراسي الجديد التي دفعها ذوو الطلبة خلال الأشهر والأسابيع الماضية، ويتعدى مجموعها المليون درهم، وطالبتهم بمراجعة وزارة الشؤون الاجتماعية لتقديم شكوى وبحث الحلول الملائمة، إذ إن المدرسة متخصصة في تعليم ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.

وذكر (أبومحمد)، الذي تحدث لـ«الإمارات اليوم» باسم عدد من الآباء، أن «هروب مالك المدرسة أوقعهم في إرباك شديد، خصوصاً أن العام الدراسي الجديد بدأ، ويتعذر نقل أبنائهم إلى مدرسة أخرى، لاسيما أن المدارس التي تقدم تعليماً خاصاً إلى هذه الفئة من الطلبة قليلة العدد، وغالباً ما تكون مقاعدها محجوزة بالكامل».

وبعدما طالب بحل، أكد أن عدداً من ذوي الطلبة قدموا، أمس، بلاغاً بحق مالك المدرسة الهارب إلى مركز شرطة بر دبـي فور علمهم بالواقعة، لكنهم توقعوا ألا تُحسم المشكلة سريعاً، لأن الإجراءات القانونية تتطلب وقتاً، في حين أن مشكلتهم تحتاج إلى حلول عاجلة، خصوصاً أن العام الدراسي بدأ ولا ذنب لأبنائهم في ما حدث، مطالباً الجهات المعنية بالعمل على إعادته إلى الدولة، وإعادة الأموال التي استولى عليها.

إلى ذلك، أفاد وكيل الخدمات المسؤول عن المدرسة، المواطن الذي طلب الإشارة إلى اسمه بـ(هـ . م)، بأن المشكلة بدأت حين تلقى بريداً إلكترونياً قبل يومين من مالك المعهد، يبلغه فيه بأنه هرب وأخذ قيمة الأقساط الدراسية التي دفعها ذوو الطلبة، مدعياً أنه أصبح مثقلاً بالديون، ومطلوباً للجهات القضائية في قضايا عدة، بينها واحدة رفعتها زوجته بحقه.

وأشار إلى أنه اضطر إلى استدانة مبالغ كبيرة من البنوك، وأعلن أنه «قرر الاختفاء هرباً من مشكلاته».

وأضاف الوكيل أنه «ضحية مثل بقية الأطراف، ولا دخل له في ما حدث، وأنه يحاول جاهداً التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والمؤسسات ذات الصلة بالمعهد والعاملين فيه»، مشيراً إلى أنه فوجئ بأن المعلمين في المعهد لم يحصلوا على راتبهم منذ شهرين، وأنه يحاول بذل كل جهد ممكن لتوفير راتب شهر واحد لهم على الأقل، لكنه قال إنه «يجد من الصعوبة بمكان إعادة الأموال التي استولى عليها المالك الهارب».

وتابع أنه «وجد نفسه في ورطة كبيرة فجأة ولا دخل له في الأمر، وأنه المسؤول الوحيد أمام الهيئة الإدارية والتدريسية في المدرسة، وكذلك ذوي الطلبة»، وطالب بتدخل الجهات المعنية في الأمر، لضمان بدء العام الدراسي، من دون تضرر الطلبة الذين لا ذنب لهم.

ويبلغ إجمالي الطلبة في المعهد نحو 53 طالباً، من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، يتلقون تدريباً على مهارات القراءة والكتابة، ويوجد في المعهد تسعة صفوف دراسية، ويعمل فيها نحو 30 موظفاً بين معلمين وإداريين ومعالجين، ويصل إجمالي الرسوم السنوية للطالب الواحد نحو 80 ألف درهم.

يشار إلى أن عدداً من ذوي الطلبة دفعوا أقساط العام الدراسي كاملة، وآخرين دفعوا أكثر من قسط، فيما تبلغ قيمة القسط الواحد 20 ألف درهم.

الأكثر مشاركة