زوجة العبدولي تكشـف ملابسات اختـفائه فـي الهند
نفت (امتياز) زوجة المواطن صالح راشد علي العبدولي، الهندية الجنسية، الاتهامات الموجهة اليها بوقوفها وراء اختفاء زوجها، فيما كشفت لـ«الإمارات اليوم» أسباب سفر الاسرة إلى الهند وظروف الاختفاء الغامض لزوجها منذ 29 يوليو الماضي، في الوقت الذي أبدى خالد العبدولي، ابن شقيق المفقود انزعاجه من استمرار غموض اختفاء عمه حتى الآن، مستبعداً في الوقت نفسه احتمال تعرضه للاختطاف، لعدم ورود أي اتصال من أي شخص للمساومة على اطلاقه أو يطلب مبلغاً من المال.
وكان العبدولي البالغ من العمر 46 عاماً، من أهالي منطقة القرية التابعة لإمارة الفجيرة، متقاعد ومتزوج منذ 20 عاماً، اختفى في مدينة حيدر آباد الهندية، منذ 29 يوليو الماضي، ولم يعد إلى منزله حتى اليوم، ووفق أسرته، فإن العبدولي لم يسافر الى الهند من قبل، وكان برفقة زوجته وأبنائه السبعة، حين وصل إلى حيدر آباد في الثامن من يوليو الماضي.
وتفصيلاً، نفت (امتياز) زوجة العبدولي في اتصال هاتفي أجرته معها «الإمارات اليوم» في الهند الاتهامات التي وجهتها اليها الشرطة الهندية بوقوفها وأسرتها في الهند وراء اختفاء العبدولي، مؤكدة أن أسرتها حريصة على حياته أكثر من أي شخص آخر، لافتة إلى أن بينها وبين العبدولي حياة ممتدة نحو 20 عاماً، وأنجبت منه سبعة ابناء، وشاركته ظروف الحياة حلوها ومرها، متسائلة «لو كنت أرغب في أذيته أو خطفه، فلماذا أنتظر 20 عاماً لأفعل ذلك؟».
وتابعت «صالح زوجي ووالد أبنائي، تحملت معه ظروف الحياة الصعبة، ووقفت إلى جانبه في ظروفه الصحية، ومن غير المنطقي ان أخطط لإيذائه بعد كل هذه السنوات».
وأوضحت (امتياز) ان زوجها تعرض في الفترة الاخيرة لظروف صحية ونفسية صعبة أعقبت وفاة شقيقته قبل أسابيع من السفر، فاقترحت عليه مرافقتها وأبنائها في زيارة إلى الهند، لإجراء فحوص طبية والاطمئنان إلى وضعه الصحي، مشيرة إلى أنه كان يرغب في التخلص من حالة الكآبة المسيطرة عليه.
وتابعت أن الاسرة غادرت مطار الشارقة في السابع من يوليو الماضي، ووصلت الى الهند في اليوم التالي، وكانت الاسرة تخطط للعودة الى الشارقة في السابع من الشهر الجاري، قبل ان تنقلب الامور رأساً على عقب بسبب اختفاء زوجها الغامض.
وأوضحت أنها رافقت زوجها في 10 يوليو إلى مستشفى «ترولاي» في مدينة حيدر آباد لإجراء الفحوص الطبية اللازمة له، وطلب الطبيب منه تغيير نمط حياته الصحي والابتعاد عن التدخين، إذ بدت رئته متعبة، وغادرا المستشفى في ذلك اليوم بعد صرف الأدوية والحقن ليأخذها أسبوعياً، ووعدها بترك كل ما يؤثر في صحته، وأخذ الحقن في مواعيدها، الامر الذي جعل الزوجة تتفاءل بإمكانية تعافيه من ظروفه الصحية والنفسية.
وأضافت «عدنا الى منزل أهلي الذي نقيم فيه، وكان صالح يبدو سعيداً بنتائج زيارته للطبيب وبالتعامل الودود من أسرتي، خصوصاً أنها لم تره منذ 20 عاماً».
وتابعت أن اختفاء زوجها في الـ29 من يوليو الماضي كان مفاجئاً ودون أية مقدمات، موضحة أنه «استيقظ صبيحة ذلك اليوم وشرب الشاي وطلب مني أن اجلس معه فترة من الوقت»، لافتة إلى أن العلاج الذي يأخذه صالح يتطلب منه الافطار في رمضان.
وأضافت (امتياز) أن الزوج خرج بعد ذلك كعادته الى السوق للتنزه في المنطقة، وعندما تأخر عن العودة اتصلت به لكنه لم يرد على هاتفه النقال، فدخلت الى حجرته وفتحت خزانته لتجد هاتفه النقال وكل ما يتعلق به من أوراق في مكانه، الامر الذي أثار استغرابها وخشيتها من الامر، فاستعانت بأخيها ليخرج معها للبحث عنه، واستمرا في البحث إلى ساعة متأخرة من الليل، لكنهما لم يجداه، ما دعاهما الى إبلاغ الشرطة الهندية التي لم تهتم بالأمر، وفق قولها.
وذكرت أنها فكرت في التواصل مع السفارة الاماراتية في الهند، وعلمت ان لها مكتبا في حيدر آباد، فتوجهت اليه وأبلغت المسؤولين هناك عن اختفاء صالح، وأبدوا اهتماما كبيرا بالامر، واتصلوا بالشرطة الهندية، لمواكبة التحقيقات معها أولاً بأول، ولم تبد الشرطة اهتماماً بالأمر الا بعد تواصل السفارة معها، فحضر مجموعة من أفرادها وفتشوا المنزل، وتبين ان هناك 22 ألف روبية هندية كانت بحوزة شقيقها غير موجودة في خزانته.
وأكملت ان الشرطة حققت مع شقيقها لاحقاً واتهمته بخطف زوجها، كما اتهمتها بأنها متآمرة معه، وتابعت «هذا لم يحصل، وانا أدعو الله ليل نهار أن يعود صالح الى أبنائه سالماً».
وذكرت أنها تنتظر أي تطورات في التحقيق، متمنية أن يتم ذلك قريبا قبل ان يبدأ دوام المدراس، إذ يتعين عليها العودة بأبنائها إلى الدولة؟
وقال خالد العبدولي، ابن شقيق المفقود، إنه تواصل مع السفارة الاماراتية في الهند، وإن المسؤولين فيها أبدوا اهتماما لافتا بالأمر، ويتواصلون مع الجهات المحلية في ذلك البلد لكشف غموض وملابسات اختفائه.
وأشار إلى ان العبدولي لم يكن حاملاً هاتفه النقال حين غادر المنزل، ولا حتى جواز سفره، فيما كان بحوزته 25 ألف روبية هندية، أي ما يعادل 1653 درهماً، مضيفاً انه تواصل مع زوجته وأبنائه في الهند منذ ان علم بالاختفاء، وكان يسألهم باستمرار عن مجريات الامور وما انتهت اليه التحقيقات، مشيراً الى ان الاسرة توقفت عن الرد على مكالماته لاحقاً، ما أثار قلق والدته المسنة التي تعيش ظروفاً نفسية صعبة منذ حادث الاختفاء.
وأبدى خالد دهشته من استمرار غموض اختفاء عمه حتى الآن، مستبعداً في الوقت نفسه احتمال تعرضه للاختطاف، لعدم ورود أي اتصال من أي شخص للمساومة على إطلاقه او طلب مبلغ من المال. متابعاً «لا نعلم ما الذي حدث، ربما ضل طريقه، خصوصاً أنه يسافر للمرة الأولى».
ولفت إلى أنه تكلم مع عمه قبل سفره بنحو أسبوع، وبدا له أن صالح قلق وغير مرتاح، وعزا السبب في حينها الى أنه يسافر الى مكان لا يعرفه للمرة الاولى، مضيفاً ان خروجه من المنزل من دون هاتفه النقال يثير غموضاً اضافياً إلى حادث الاختفاء.
وأعرب ابن شقيق صالح عن امل الأسرة في التحرك سريعاً والبحث عن عمه بشتى الطرق، ليعود الى ذويه وأسرته ووطنه سالماً معافى، وقال إنه على الرغم من غموض الاختفاء إلا ان الامل يحدو جميع أقاربه في أن يعود سالماً.
وحاولت «الإمارات اليوم» الحصول على معلومات إضافية عن ملابسات اختفاء صالح من القنصلية الإماراتية في حيدر آباد، لكن تعذر ذلك بعد اتصالات هاتفية عدة أجرتها بهذا الشأن.