آباء: لوائح «وهميّة» للرسـوم في مدارس خاصة

وصف آباء طلاب لوائح رسوم دراسية تعلن عنها مدارس خاصة، عبر الموقع الرسمي لمنطقة أبوظبي التعليمية، الذي يتضمن البيانات المتعلقة بالمدارس كافة ووسائل الاتصال بها والرسوم المدرسية التي تتلقاها والمناهج المعتمدة، بأنها «وهمية»، مشيرين إلى أنهم فوجئوا عند تسجيل أبنائهم في مراحل التعليم المختلفة باختلاف رسوم القبول المعلن عنها عن الرسوم الحقيقية التي تحصلها المدارس بنسب كبيرة تصل إلى الضعف في بعض الأحيان.

وطالبوا بتدخل المنطقة التعليمية لوقف هذه المخالفات التي تكلفهم مبالغ مالية كبيرة.

في المقابل، أكد مصدر مسؤول في منطقة أبوظبي التعليمية، أن البيانات الواردة عبر الموقع الإلكتروني للمنطقة التعليمية هي المعلومات الرسمية الصحيحة المعتمدة من جانبها بحسب آخر مراجعة دورية لهذه البيانات، موضحة أن «رسوم هذه المدارس لم يطرأ عليها أي تعديل حتى تغيرها المدارس»، معتبرة أن ما تنتهجه هذه المدارس مخالف للقانون، يستوجب تدخلها لإرغام المدرسة على إعادة المبالغ الزائدة إلى الآباء.

وأضافت أنها لم تتلق شكاوى بهذا الصدد، وطالبت الآباء المتضررين الذين يلاحظون اختلافا بين الرسوم الرسمية المعلن عنها من المنطقة، والرسوم التي تحصلها المـدارس بـضرورة التـقدم بشـكاوى للإدارة المختـصة في المـنطقة التعليمية، وإرفاق إيصـالات الدفـع الخـاصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المدرسة.

وأفاد مسؤولو مدارس بأن الاختلاف بين ما تعلن عنه المنطقة والمدارس يرجع إلى عدم تحديث موقعها، فضلاً عن إضافة المدارس رسوماً أخرى من بينها رسوم المواصلات والكتب والزي المدرسي والتسجيل.

وتفصيلاً، شكا آباء طلاب إلى «الإمارات اليوم» من إعلان مدارس خاصة عن لوائح وهمية، إحداها للاستخدام الرسمي عن طريق منطقة أبوظبي التعليمية وأخرى للآباء، وقالت نهى عبدالكريم، موظفة في شركة أمنية كبرى، إنها حاولت إلحاق ابنتها (خمس سنوات) بمدرسة البستان الخاصة نظرا لأنها الأقرب لسكنها، وبدأت في البحث على الموقع الرسمي لمنطقة أبوظبي التعليمية عن بيانات المدرسة ومعرفة المنهاج الذي تدرسه والرسوم التي تحصلها، وبعد توجهها للمدرسة لتسجيل ابنتها ودفع الرسوم فوجئت بزيادتها من 7000 إلى نحو 10 آلاف و500 درهم.

وأيدتها أمينة عبدالمحسن، موظفة في شركة إعلامية، قائلة إنها لاحظت عند تصفّحها موقع المنطقة التعليمية، أن مدرسة الفجر الخاصة تحصل رسوما دراسية أعلى من الرسوم المصرح بها على موقع المنطقة، إلا أنها لم تتقدم بشكوى للمنطقة التعليمية خوفا على طفليها اللذين يدرسان في المدرسة، موضحة أن «الزيادة التي يتم تحصيلها تتراوح بين 2000 و3000 درهم»، إذ ذكر موقع المنطقة التعليمية أن رسوم الروضة لا تتعدى الـ5600 درهم شاملة الكتب والمواصلات وغيرها، أما الرسوم الفعلية التي تحصلها المدرسة فهي نحو 7600 درهم، وبالنسبة للصفين الأول والثاني فتبلغ الرسوم الفعلية التي تحصلها المدرسة نحو 9900 درهم، فيما الرسوم المسجلة عبر الموقع الالكتروني 7200 درهم.

وذكر أب أحد طلاب مدرسة أشبال القدس (فضل عدم ذكر اسمه) أن الرسوم التي تعلن عنها المنطقة التعليمية للصفوف من الأول إلى الثالث 5800 درهم في حين تحصّل المدرسة فعليا 10 آلاف درهم، مضيفاً أنه قرر نقل دراسة ابنه منها إلى مدرسة أخرى، بعد انتقال المدرسة من مقرها الحالي في أبوظبي إلى مدينة خليفة (ب) لكنه فوجئ بأن العديد من المدارس الخاصة تعلن عبر الموقع الالكتروني للمنطقة التعليمية عن رسوم وهمية لا تمت بصلة للواقع، وعند مناقشتهم يتذرعون بأسباب مختلفة، مشيرا إلى أن «مدرسة أكاديمية الورود الخاصة على سبيل المثال تعلن عن رسوم من 11 ألف درهم إلى 15 ألف درهم لمرحلتي الروضة والابتدائية إلا أنها تضيف رسوماً أخرى مبالغاً فيها من بينها 5000 درهم رسوم مواصلات فقط عن الطالب الواحد».

وذكر المواطن حمد عبد الله، أنه فوجئ بمدرسة الإمارات الخاصة تطلب رسوماً أكبر من المعلن عنها بنسب مختلفة، مؤكّداً أنه عندما سأل مسؤولة التسجيل عن سبب اختلاف الرسوم التي تعلن عنها الجهات الرسمية في الدولة، عن الرسوم التي تحصلها المدرسة، أخبرته بأن هذه الرسوم ربما كانت قديمة ولم يتم تحديثها.

من جانبها، أرجعت المدارس المشار إليها هذا الاختلاف لأسباب مختلفة، إذ قال مسؤول التسجيل في مدرسة أشبال القدس الخاصة، أحمد صمادي، إن الرسوم التي تعلن عنها المنطقة التعليمية قديمة لم تتم زيادتها منذ سنوات طويلة، مضيفاً أن العام الجاري شهد انتقال مبنى المدرسة إلى موقع آخر خارج مدينة أبوظبي مجهز بأحدث الأساليب والتجهيزات التي ستساعد الطلبة، ولهذا تم اعتماد لائحة رسوم جديدة تتناسب مع تكاليف تشغيل المدرسة، والخدمات التي ستقدمها.

وأكّد أن منطقة أبوظبي التعليمية وافقت على لائحة الرسوم الجديدة، وستطلع على المباني المدرسية الجديدة خلال الأسبوع المقبل، وستعلن عن الرسوم الجديدة عبر موقعها الإلكتروني.

وقالت مسؤولة التسجيل في مدرسة الفجر الإنجليزية الخاصة إن الرسوم الدراسية لم تتغير منذ العام الماضي، وكانت آخر زيادة في يونيو من عام 2008 ،ورفضت المنطقة التعليمية طلبا تقدمت به المدرسة لزيادة الرسوم المدرسية خلال العام الجاري، موضحة أن الزيادة التي لاحظها بعض الآباء تتعلق برسوم المواصلات، إذ تعاقدت المدرسة مع شركة نقليات لتأجير نحو 51 حافلة جديدة، وتصل تكلفة الطالب إلى نحو 3000 درهم سنويا، في حين كانت المدرسة تحصّل 1450 درهماً فقط، وهو ما كان يعرض المدرسة لخسائر تفوق المليوني درهم.

ونفى وكيل مدرسة الإمارات الخاصة محمد إسماعيل، أن يكون هناك اختلاف بين الرسوم التي تحصلها المدرسة والتي تعلن عنها عن طريق المنطقة التعليمية، مؤكدا أن الرسوم المذكورة عبر الموقع الصحيحة، لكن الاختلاف يحدث نتيجة رسوم المواصلات والكتب والزي المدرسي والتسجيل.

وألقى بالمسؤولية على موظفي الموقع في المنطقة التعليمية الذين لم ينشروا تفاصيل الرسوم كافة، مؤكداً أن التكلفة التشغيلية للمـدرسة تعد كبيرة للغاية مقارنة بالمـدارس الأخرى، لوجـود العـديد من الخـدمات والمـرافق التي تتميز بها عن غيرها مثل صالة الألعاب والملاعب المفتوحة والمعامل المتكاملة والمكتبات.

وأشار إلى أن المدرسة تقدم دعما لبعض الحالات الإنسانية والأيتام.

وطلب مدير مدرسة البستان مهلة للاطلاع على الرسوم والرد على استفسارات «الإمارات اليوم» إلا أنه لم يرد، فيما رفض مدير مدرسة البستان الخاصة الرد على استفسارات «الإمارات اليوم» بداعي غياب الشخص المسؤول في إجازة.