تزايد غموض وفاة ناثان وتشيلسي
تواصل الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي البحث والتحري في واقعة وفاة الطفلين الشقيقين، ناثان وتشيلسي ديسوزا، التي وقعت خلال شهر يونيو الماضي، وفق مدير الإدارة العميد خليل إبراهيم المنصوري الذي كشف أن نتائج المختبر الألماني الذي أرسلت إليه شرطة دبي عينة من دماء الطفلين لتحليلها لم تجزم بوجود بكتيريا سامة في الدم.
وأجرت الشرطة تحليلات مختلفة في مختبرها الجنائي في إطار تحقيقاتها في القضية، فيما أفاد مدير عام بلدية دبي حسين لوتاه بأن نتائج فحوص البلدية للطعام الذي أكل منه الطفلان من مطعم صيني في منطقة القصيص أكدت سلامته من التلوث أو السموم.
وفي التفاصيل، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي العميد خليل ابراهيم المنصوري لـ”الإمارات اليوم” إن التحقيقات لاتزال جارية في الواقعة، بعد أن أخذت منحى جديداً عقب تسلم الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي نتائج المختبر الألماني لعينات دم الطفلين التي أرسلت لتحليلها هناك، ولم تجزم بوجود بكتيريا سامة في دمائهما.
وأضاف أن شرطة دبي اتخذت إجراءات احترازية في إطار تحقيقاتها في الواقعة، منها تحليل عينات من المادة الوراثية دي إن إيه لوالدي الطفلين، ومطابقتها بعينة من الأخيرين، للتأكد من صلة النسب بينهما وثبت فعليا أنهما والدا ناثان وتشيلسي مؤكدا أن الشرطة لا تستبعد في مثل هذه الوقائع أية احتمالات، وقد أحالت التقارير المتعلقة بنتائج الفحوص التي أجريت سواء لدماء الطفلين أو الطعام الذي يفترض أنهما أكلا منه إلى النيابة، فيما لاتزال الإدارة العامة للتحريات تواصل جمع استدلالاتها في الواقعة إلى حين فك غموضها.
وكان ناثان (5 سنوات) وتشيلسي( 7 سنوات) توفيا إثر تناولهما طعاما من مطعم صيني في منطقة القصيص، ومن ثم نقلا إلى مستشفى “ إن إم سي” التي أجرت لهما فحوصا سريعة، ثم سمحت لهما بالخروج من دون أمهما التي عانت من أعراض مماثلة . وفي الليلة نفسها، عاودت الآلام الطفلين، ومات ناثان في المستشفى نفسها، ثم لحقته شقيقته التي نقلت لاحقا إلى مستشفى دبي.
وصرح مدير عام بلدية دبي في على هامش أمسية خاصة عقدت مساء أول من أمس في نادي دبي للصحافة أن نتائج الفحوص التي أجرتها البلدية في مختبراتها للطعام الذي يفترض أن الطفلين أكلا منه أثبتت خلوه من التسمم، وأنها انتهت فقط إلى وجود تلوث لا يرقى إلى درجة التسبب في موت الطفلين، أو إصابتهما بتلك الأعراض، مشيرا إلى أن البلدية تسلمت بقايا الطعام في اليوم التالي لحدوث الواقعة، موضحا أن البلدية سلمت تقرير الفحص لشرطة دبي التي تحقق في ملابسات القضية. وأضاف لوتاه أن البلدية حرصت على الاتصال بعدد من الذين أكلوا من المطعم في التوقيت نفسه الذي أكلت منه العائلة وتأكدت من عدم تسجيل أية إصابات، مؤكدا أن نتائج مختبر البلدية والإجراءات التي اتخذتها تؤكد أن الطعام الذي أكل منه ناثان وتشيلسي ليس السبب في وفاتهما.
يشار إلى أن باتريك ديسوزا والد الطفلين ذكر في حوار خاص مع “الإمارات اليوم” أن “كل طرف يسعى إلى تبرئة ساحته وإخلاء مسؤوليته، وكأن طفليّ ماتا بإرادتهما “، موضحا أن ما حدث لا يحتاج إلى تفسير، لافتا إلى أنهما كغيرهما من الأطفال تناولا ذاك اليوم إفطار خفيفا عاديا، ثم تناولا الغذاء في الظهيرة، وكانا طبيعيين للغاية، وذهبا مع أمهما إلى مركز صحارى التجاري وأكلا آيس كريم ودونتس . وبعد عودتهما إلى المنزل، طلبت الأم وجبة من المطعم الصيني القريب، وتناولوا جميعا الطعام، وخلال ثلاث ساعات بدأ الطفلان يتقيآن بشدة ويتألمان للغاية ثم توفيا بعد ذلك.