أبطال «شعبية الكرتون».. نجوم ثـلاثيو الأبعاد

فريق «شعبية الكرتون».. حقق تفوقاً كبيراً في الجزء الثالث من المسلسل

واقعهم لا يذهب بعيداً عن أدائهم التمثيلي، وهم ليسوا ممثلين محترفين أو مختصين في فنون الكرتون والأداء الصوتي، لكنهم مهمومون بالرغبة في تقديم منتج فني راق يرسم بسمة ممزوجة بأفكار يطرح في طياتها قضايا جادة، هؤلاء هم أبطال المسلسل الكرتوني المحلي «شعبية الكرتون» الذين التقتهم «الإمارات اليوم» في مقرها، ليكون المنتج مقابلة صحافية أشبه بالحلقة رقم 31 من «شعبية الكرتون» الذي يقف في جزئه هذا العام خلال العرض الرمضاني في مجموع حلقاته عند الرقم 30 .

لا يعرف كثير من متابعي الشعبية أن الموهبة الإماراتية محمد بن فاضل يؤدي بمفرده نحو نصف شخصيات العمل، حيث يقول عنه فنان الكاريكتير الزميل حيدرمحمد : بن فاضل مسكون بخمس جنيات هي «شامبيه»و «سبتوه» و «بوعنبر» و«كوتيه» و«سبيت»، ليلتقط بن فاضل خيط الحديث ويتلون صوتياً بالفعل بأصوات خمسة يمثل كل منها تبايناً شديداً في الخصائص اللغوية الصوتية، إلى الدرجة التي يصعب معها التصديق بالفعل أنها تعود إلى مؤدٍ واحد .

وبالسؤال عن المعنى الأصلي لمسمى الشخصية الرئيسة «شامبيه»، اتفق حيدر وبن فاضل على الأصل الإيراني للكلمة التي انتقلت إلى فئة كبيرة من الإماراتيين عن طريق الاحتكاك الثقافي، لكنهما اختلفا على معناها الحرفي،حيث قال صاحب الشخصية نفسه: «الناس يسمون أحياناً من يولد يوم الجمعة جمعة، ومن يولد يوم الخميس يسمونه خميساً، لكن سائر أيام الأسبوع محروم اصحابها من هذه الميزة، لذلك استعان البعض بلقب شامبيه التي تعني «سبت» للتغلب على هذه المعضلة»، لكن حيدر اعتبر أن «شامبيه» في معناها الأصلي تشير إلى يوم «الجمعة».

شهرة

الشهرة لدى فريق «الشعبية» لها معنى مختلف، فهم نجوم لا تسلط عليهم الأضواء التي تذهب كلها للمجسمات ذات الأبعاد الثلاثية التي يؤدون شخصياتها، وهي مواقف جديدة أفرزتها ثورة الإنتاج الكرتوني الحديثة واعتماد «شعبية الكرتون» على مؤدين لا ينتمون إلى الوسط الفني أو التمثيلي، وهو ما يعكسه محمد بن فاضل في كثير من المواقف الطريفة التي تعرض لها حيث يقول : «استوقفتي دورية شرطة أثناء قدومي في وقت متأخر من الليل بسبب تسجيل أحد حلقات «الشعبية»، وكانت ملامح جدية شديدة بادية على الشرطي استُبدلت في لحظة تعرفه إلى أنني صاحب الشخصية الكرتونية «شامبيه». ويضيف بن فاضل: «عندما يتأكد من أتعامل معه للمرة الأولى أنني «شامبيه» تسهل أمامي دائماً الأمور، وأختصر على الفور أي رتل، لأجد نفسي المراجع رقم واحد».

الحدث الأهم بالنسبة إلى صاحب «شامبيه» الذي يبلغ عمره 38 عاماً هو طلب صديقة ابنته التي لا يتعدى عمرها تسع سنوات، بإيعاز من والدتها توقيع تذكاري له، في الوقت الذي لم يعد ابنه حامد ست سنوات أن يلقبه بسوى «شامبيه» ملزماً اياه بلهجة البطل الكرتوني نفسها، ليجاريها الابن بلهجة الشخصية الضد «سبتوه».

وحول استعداده لقبول أدوار تمثيلية كوميدية سواء تلفزيونية أو مسرحية قال بن فاضل «أين أنا من نجوم الدراما والمسرح والتلفزيون؟ فأنا مؤد خلف الكواليس كما يطلقون علينا، اسعى إلى إيصال الأفكار وإدخال البهجة على نفوس المشاهدين، وما دام الأمر يتحقق عبر «الشعبية»، ومن خلال مسلسل كرتوني، لا أجد داعياً لطرق محاولات أخرى».

خيط العمل المسرحي يلتقطه إبراهيم شقيق محمد بن فاضل الذي يؤدي دور «بو سليمان» وأدى على مدار الجزأين الماضيين أيضاً دور الشخصية السودانية ليقول: «بالنسبة إلي عرض أحد الأدوار التمثيلية عليَّ في مسرحية توعوية لمصلحة بلدية دبي عن «القصاب المتجول»، لكنني وجدت واقع المسرح شديد الاختلاف عما تصورته، فانسحبت بعد أن شاركت في خمسة تمارين مسرحية، لأسباب عدة أهمها إلغاء التمارين أكثر من مرة، بعد أن نكون قد فرغنا أنفسنا وقصدنا المسرح، فضلاً عن عدم وجود مكان مناسب لأداء تلك التمارين التي كنا نقوم بها في مكاتب وساحات مفتوحة».إبراهيم الذي انضم إلى أبطال الشعبية بدافع من شغفه بموهبة تقليد بعض الشخصيات المشهورة، وكذلك أصدقائه وأقربائه، سوف يعود من العام المقبل لأداء دور الشخصية السودانية «عثمان»، بعدما كان توقف هذا العام عن أدائها والتي أسندت إلى مؤدٍ سوداني ، لكن للمفارقة تلقت أسرة الشعبية مطالبات جماهيرية بعودة أداء إبراهيم بن فاضل لهذه الشخصية، وهو ما علق عليه حيدر محمد بقوله «الأداء الصوتي في الأعمال الكرتونية لا يرتبط دائماً بالمحاكاة التامة للشخصيات الحقيقية، بدليل أن معظم الأدوار النسائية الكرتونية هي بالأساس لمؤدين شباب، وهو ما يؤكده أيضاً نجاح دور أحدث المنضمات إلى أسرة الشعبية مريم المنصوري التي تؤدي دور «عفاري» الطفلة التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، في حين أن مريم في الـ24».

مصادفة

المصادفة قادت علي أهلي إلى الشعبية، حينما كان يداعب خادمه الفلبيني الذي دخل لحمل بعض الأغراض من المجلس الذي كان يستضيف فيه نجوم «الشعبية»، في موقف التقطه حيدر وسعى إلى إنضاجه فنياً، لتتبلور ملامحه في شخصية «عتوقة». أهلي الذي يتمتع بخفة ظل عفوية يبدو غير منسجم مع ذاته، وهو في حال من القلق الدائم بسبب خوفه من فشله في أداء الشخصية الكرتونية، وهو هم أصبح شاغل أسرة «شعبية الكرتون» التي تحول أعضاؤها إلى معالجين نفسيين لصاحب شخصية «عتوقة» الذي يقول «لست مقتنعاً بنجاح شخصية «عتوقة»،لكنني رغم ذلك سأواصل تقديم الدور نفسه في الأعوام المقبلة».

ويبحر أهلي في شخصيته الكرتونية مضيفا « رغم أنني لست شديد العصبية مثل «عتوقة»، فإن هناك الكثير من الصفات المشتركة بيننا، أبرزها هوسي بالسيارات وسباقاتها وأنواعها، وهو هوس يلازمني منذ 14 عاماً، ويمثل في الوقت ذاته ملمحاً أساسياً من جوانب «عتوقة».

بات أبطال المسلسل الكرتوني المحلي «شعبية الكرتون» نجوماً مطلوبين بشدة لدى جهات الإنتاج والرعاية وشركات الدعاية أيضاً، بعد أن حققوا جماهيرية كبيرة خلال الجزء الثالث من المسلسل الذي يُعرض حالياً على فضائيتي «دبي» و«سما دبي». و قال حيدر محمد مبتكر شخصيات «الشعبية»: تلقيت خلال شهر رمضان الجاري أربعة عروض من قنوات فضائية محلية وأخرى تبث من داخل الدولة، من أجل توقيع عقود تتيح لها عرض الجزء الرابع من شعبية الكرتون، رغم أننا لم ننته حتى الآن من تسليم أربع حلقات لمؤسسة دبي للإعلام، تشكل تتمة حلقات الجزء الثالث الذي يجري عرضه حاليا».

في الوقت ذاته اصبحت دمى أبطال «شعبية الكرتون» أيضاً مرشحة لمنافسة نظيرتها العالمية في السوق المحلية، بعدما حصلت إحدى شركات العاب الأطفال على حق إنتاج دمى تحاكي الشكل الكاركاتيري الذي أبدعه حيدر في المسلسل، في الوقت الذي أسرعت فيه واحدة من كبريات المطابع المتخصصة في صناعة القرطاسية، للاستحواذ على عقد حصري لطباعة صور أبطال الشعبية على غلاف الدفاتر المدرسية.

بطل و5 شخصيات

بطل واحد يؤدي أدوار خمس شخصيات مجتمعة، هو الموهبة الإماراتية محمد بن فاضل «شامبيه» الذي لم يسبق له المشاركة في أي عمل فني من قبل، بخلاف محاولة شبابية لتسجيل أصوات كوميدية من خلال الرسائل النصية القصيرة مدفوعة الأجر في عام 2002، وقت أن كان حيدر ورفاقه يقرعون أبواب شركات الإنتاج دون أن يبادر أي من اصحابها بفتحها لهم، وهو ما يلقبونه بسخرية الفنان «زمان الغوص»، في الوقت الذي اصطلحوا على إطلاق مسمى «مرحلة ما بعد النفط» على الفترة الحالية التي تشهد إجماعاً على تألقهم . ويؤدي بن فاضل الشخصيات الآتية التي أحياناً ما يجمع بينها في حلقة واحدة، وهي :

شامبيه : هي الشخصية الرئيسة في العمل، وتتسم بقدرة كبيرة على التنوع الدرامي، ورغم أنها تحوي الكثير من الصفات السلبية كالتعالي والأنانية، فإن المشاهد لا يملك سوى التعاطف معها، بسبب ما تتمتع به من خفة ظل فائقة، ويتخذ بن فاضل أثناء تسجيل صوتها وضعاً حركياً معيناً لا يكرره مع غيرها من الشخصيات، عبر انحناءة بسيطة إلى الأمام، وإسدال كلتا يديه .

سبتوه : شخصية امرأة عجوز متصابية تعشق الأناقة والشعر، لكنها تشكو دائماً من المرض .

كوتي: شخصية هندية لا تتقن من العربية إلا القليل، ما يجعل لهجتها التي تشكل خليطاً بين المفردات الهندية الشائعة وبعض الألفاظ العربية مماثلة لمحاولات الكثير من أبناء الجاليات الآسيوية من المقيمين في الدولة، لكنها تتمتع أيضاً بقدر كبير من الطيبة والعفوية .

بوعنبر : زوج سبتوه، ولخص شامبيه شخصيته بقوله : «هو كارته محروق أمام مراته»، مشيراً إلى شخصيته الضعيفة أمام تسلط سبتوه في شؤون المنزل. أم سيد : إحدى الشخصيات التي أجاد فيها أيضاً محمد بن فاضل، لكنها أسندت أخيراً إلى عدنان الحميد.

الأكثر مشاركة