أكراد العراق يحذرون من انفجار في خانقين
|
|
|
| تصاعد التوتر بين الجيش والبشمركة إثر دخول الوحدات العراقية المشاركة في عملية «بشائر الخير» الأمنية إلى خانقين. أ.ف.ب
يحذر مسؤولون اكراد في خانقين من تفجر الصراع في المدينة الواقعة في محافظة ديالى المضطربة (شمال شرق بغداد) اذا لم يتم الحاقها بحكومة اقليم كردستان العراق.
ويقول ملا بختيار عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ان «ما نريد قوله ببساطة هو ان على الحكومة تطبيق الدستور من خلال اجراء استفتاء في خانقين ليختار اهلها مستقبلهم».
ويضيف «اذا لم يقوموا بذلك، ستكون هناك مشكلة سياسية، وسيؤدي ذلك الى تفجير (اعمال) عنف».
وعلى الطريق بين بغداد وخانقين الممتد على طول 170 كلم، يمكن مشاهدة آثار لانفجارات تركت خلفها حطام سيارات وحفراً واثار دمار.
وعلى الرغم من انتشار نقاط تفتيش قوات الامن العراقية من الجيش والشرطة، لايزال تنظيم القاعدة الذي ينشط في ديالى يواصل هجماته.
وفي المدينة رفعت قوات البشمركة الكردية علم اقليم كردستان الاخضر والاحمر والابيض والذي تتوسطه شمس ساطعة الى جنب علم البلاد على المباني الحكومية، كما يرفرف العلم الكردي على عدد كبير من المنازل. ولا تنتشر قوات الامن العراقية داخل المدينة.
ويواصل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الشريك الرئيس في حكومة اقليم كردستان، مباحثات مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لوضع حد للتوتر الناجم من تواصل انتشار قوات البشمركة في خانقين، فيما تتمركز قوات تابعة لحكومة بغداد حول المدينة.
لكن بختيار يقول ان حزبه لا يتوقع انفراجا للازمة عبر المفاوضات التي تجري منذ الشهر الماضي، ويضيف «لا نؤيد اي خيار غير الانضمام الى كردستان».
ويوضح انه كان يتولى قيادة قوات البشمركة التي دخلت خانقين عندما سقط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام .2003 .
ويؤكد في مقره المحاط بحراسة مشددة «عندما وصلت قوات البشمركة (في مارس 2003)، لم تكن هنا قوات عراقية».
ويوضح «كان هناك 36 من جنود التحالف عندما وصلت برفقة نحو خمسة آلاف من قواتنا». ويشدد على ان الوضع الامني في خانقين افضل من المناطق التي يسيطر عليها العرب، وحتى من مناطق كثيرة في العراق.
وكما يؤكد بختيار ان «تنظيم القاعدة في العراق لم يستطع اتخاذ خانقين قاعدة له، بفضل قوات البشمركة خلافا لما حدث في معظم مناطق ديالى التي تعد اكبر معاقل القاعدة في العراق». وبعد ساعات من لقاء مراسل فرانس برس مع بختيار، ادى هجوم مسلح استهدف دورية للشرطة وعناصر الصحوة التي تقاتل القاعدة الى مقتل 27 شرطيا وثمانية من عناصر الصحوة في بلدة خان بني سعد جنوب ديالى.
وتساءل بختيار في المقابلة «اذا لم يكن هنا وجود للقاعدة وليس هناك اعمال عنف، فما الهدف من ارسال قوات عراقية؟». ويضيف«يقولون (الحكومة العراقية) نحن نعمل للتخلص من تنظيم القاعدة. أليس من الاحرى بهم اذاً ان يقولوا لنا شكرا بدلا من مطالبتنا بالرحيل عن خانقين».
وخانقين احدى المناطق المتنازع عليها التي يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم، لكنها تقع بعيدا عن حدوده الجنوبية في منطقة تضم خليطا قوميا وطائفيا متعددا.
وقد تصاعد التوتر بين الجيش والبشمركة اثر دخول الوحدات العراقية المشاركة في عملية «بشائر الخير» الامنية في ديالى الى مناطق تابعة لقضاء خانقين، حيث ينتشر عناصر البشمركة. ويشكل الاكراد الاكثرية في خانقين كما هو الحال في مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يطالبون ايضا بضمها لاقليمهم شبه المستقل.
ويتهم الاكراد صدام حسين بالقيام بتعريب خانقين وتغيير تركبيتها السكانية، من خلال استقدام العرب في مطلع سبعينات القرن الماضي اليها من مختلف مناطق البلاد لتوطينهم في خانقين، بينهما هجّر الاكراد منها حيث ذهب قسم منهم الى ايران المجاورة.
من جانبه، يقول قائمقام خانقين محمد الملا حسن (52 عاما) انه يجلس على بحر من النفط، لكنه غير قادر على استخراجه. ويضيف «لا املك المال من اجل ذلك».
ويرى حسن الذي يقود بنفسه شاحنته ويرافقه عناصر من قوات البشمركة المسلحين، ان «المنطقة قد تشهد اعمال عنف اذا اصرت السلطات العراقية على رفض الحاق خانقين باقليم كردستان». وكان اول حقل نفطي في العراق اكتشف في خانقين عام .1927 ويتابع حسن «لكننا لانملك مصفاة (حتى الان)، كان لدينا 35 بئرا للنفط قبل ان يغلقها صدام». وردا على سؤال حول طريقة سلمية لوقف تصاعد التوتر في خانقين واستغلال النفط فيها، يقول حسن ان «اجراء استفتاء هو الطريقة الوحيدة لذلك».
|