الكاميرا الخفية المحلية «مستنســـــخة»
«المتحركش» أول برنامج كاميرا خفية يقدمه طفل. الإمارات اليوم
شهدت القنوات المحلية في شهر رمضان لهذا العام، تركيزاً لافتاً على صناعة برامج الكاميرا الخفية، التي تعتمد عنصري المفاجأة وردة الفعل لدى المتلقي في قالب توخى ان يكون كوميدياً وبعيداً عن الاحراج، وفيما لقي «خليك كوول» مع مقدمه ميشال عشي الذي يبث على قناة «ابوظبي» اعجاباً متفاوتاً من قبل المشاهدين، اتهم البعض برنامج «وراك وراك» بطولة غزلان على قناة «سما دبي» بالتقليد الاعمى لبرامج اميركية، ونال «المتحركش»، اداء عبدالله سالم على قناة «نور دبي»، إعجاب الكثيرين بسبب فكرته الجديدة واعتماده على طفل لأداء المهمة، أما بالنسبة لـ«أندوك انت» الذي يقدمه كل من ناجي خميس ومحسن صالح على قناة «دبي» فقد وصف بخفة الظل غير الجارحة من قبل الشريحة التي استطلعت «الامارات اليوم» آراءهم حول برامج الكاميرا الخفية المحلية وإذا ما استطاعت تحقيق هدفها في اضحاكهم، وإقناعهم بمتابعتها.
تقليد أعمى
وجد اكرم حيدر، اماراتي، ان «برامج الكاميرا الخفية المحلية دون المستوى ولم ترتق لمستوى الكاميرا الخفية الغربية»، وأضاف «لا يوجد اي جديد ولا ابتكار بل هي عملية استنساخ لا اكثر»، مشيراً الى ان «الفكرة الجديدة التي من الموضوعية الحديث عنها هي برنامج «المتحركش» على قناة «نور دبي»؛ لأنه يعتمد على الاطفال في صنع المقالب على الناس».
وبدوره قال منصور عبدالله، اماراتي، «أنا لا استطيع القول إن الكاميرا الخفية المحلية لا تخلو من العيوب»، موضحاً «لا جديد في الافكار التي يتم طرحها ولا تطور في الاداء ولا يوجد شيء لافت، بل هو اشبه يتضييع الوقت».
في المقابل قالت مرام العدوان، اردنية، «انا اعيش في الامارات منذ اكثر من 20 عاماً، وبما انني متابعة للمستجدات الفنية على الساحة الاماراتية فقد لمست فيما يختص ببرامج الكاميرا الخفية نوعاً من التماسك، على الرغم من التقليد الاعمى لافكار برامج خفية اجنبية»، وأضافت «أعجبت كثيراً بـ«المتحركش»؛ لأنه يقدم شيئاً جديداً بالنسبة لثقافة المجتمع الاماراتي».
أما مها الهادي، عمانية، فوجدت في الكاميرا الخفية الاماراتية على وجه التحديد، والعربية بشكل عام، «استنساخاً مقصوداً للكاميرا الخفية الاميركية»، وأضافت «وكأن وطننا العربي لا توجد فيه فسحة من الضحك او الشخصيات التي قد تلهم كتاب السيناريوهات والافكار»، مشيرة الى ان «(المتحركش) على «نور دبي» مختلف قليلاً، ولكنه غير معصوم من التقليد ايضاً، أما «وراك وراك» فهو استنساخ لبرنامج (ستوب ستوب) الاميركي».
ضدّ العادات
واشتكى محمد محمد، اماراتي، من الافكار التي يحتويها فريق عمل برنامج «خليك كوول» الذي يعرض على قناة «ابوظبي»، «من انه لا يتناسب وتقاليد المجتمع الاماراتي المحافظ»، وأضاف «فالممثل لبناني ويعتقد أنه لبنان المفتوحة اعلامياً وثقافياً أكثر من باقي الدول العربية»، مبدياً اعجابه «بأندوك انت» الذي يتميز بالخفة والجرأة المحببة.
في المقابل وجد حسن حميد، اماراتي، «أن «وراك وراك» جميل جداً ومحبوك بطريقة مسلية تسعد كل من يشاهده»، وأضاف «أما «خليك كوول» فهو لا يتناسب وثقافة المجتمع الاماراتي؛ لأن جرأته في بعض الاحيان تخدش الحياء العام».
ورأت سامية منور، مغربية، ان (المتحركش) «جميل بكل شيء الا باسمه»، موضحة «التحركش كلمة مرتبطة اجتماعياً بالتحرش وهي مرفوضة نفسياً»، وأضافت «سوى ذلك فهو رائع وأحيي الطفل عبدالله على جرأته وخفة ظله».
ووافقها الرأي زوجها ياسر المنهالي، اماراتي، «أنا اتابع كلاً من (وراك وراك) و(المتحركش) و(خليك كول)»، وأضاف «(خليك كوول) يستفزني كثيراً؛ لأن مواقـفه لا تنم عن خفة ظل بقدر ما هي محرجة للمتــلقي، و(المتحركش) رائع الا باسمه، اما بالنســبة لـ(وراك وراك) فهو يكرر نفسه في كل عام ولا يقدم اي جديد».
جرأة وارتقاء
وقال سالم الظاهري، اماراتي، ان «برنامج (اندوك انت) و(وراك وراك) فيهما حركات جديدة وجريئة، ويضحك احياناً ويمقت احياناً اخرى»، وأضاف «وجدت ونتيجة متابعتي للأعمال المحلية انها من الممكن ان تثبت نفسها فقط في برامج التسلية والكارتون»، وأضاف «هذا شيء ليس بجميل مع وجود امكانات مادية هائلة تستطيع ان تنتج اعمالاً عملاقة مثل بعض الاعمال السورية التي نجحت بفضل الانتاج الضخم». ويرى خالد عبدالله، اماراتي، «أن (خليك كول) هو المفضل لدي مع انه ضد تقاليد المجتمع»، معللاً «ان البرامج الخفية الاماراتية الاداء لا تبث معنى جيداً للمتلقي، ولا تشبهنا، اما (خليك كووك) وعلى الرغم من انه انتاج ابوظبي الا ان القائمين عليه من جنسيات عربية اخرى ويبث افكارهم وثقافتهم البعيدة عن ثقافتنا»، مبدياً استغرابه «من قبول تلفزيون ابوظبي ببث بعض الحلقات من (خليك كوول) التي كانت تخدش الحياء العام للمتفرج العربي بشكل عام». وفي المقابل قال عبدالله محمد، اماراتي، «إن برنامج المتحركش اعطى اسلوباً جديداً لمسار الكاميرا الخفية الاماراتية»، وأضاف «حيث اعتمد على الاطفال في اعداد المقالب ما اضفى نوعاً من البراءة والجرأة الجميلة على تفاصيل المقلب»، مؤكداً «أن الجرأة اذا كانت لا تخدش الحياء ولا تؤذي احداً فهي مقبولة وهذا ما يعتمده (المتحركش) بعكس (خليك كوول)»، وأبدى محمد اعجابه بـ(أندوك انت)؛ «لأنه خفيف الظل كثيراً».
افتقار للابتكار
رأت سمر علام، فلسطينية، ان «ما يميز نجاح برنامج عن اخر هو تكلفته المادية»، موضحة «برامج الكاميرا الخفية في الغرب يصرف عليها مبالغ طائلة وتحفز لها جميع الامكانات من فريق عمل وظيفته ابتكار الافكار وبلورتها»، وأضافت «اما البرامج الخفية في الامارات والوطن العربي فهي تصنع بأبخس الاسعار لذلك نجد في افكارها تقليداً لأفكار غربية لا تتناسب وطبيعة المجتمع العربي وهذا ما يسبب سقوطها»، مشيرة الى ان «(اندوك انت) وهو الافضل بالنسبة لي رائع، ولكنه يفتقر لعنصر الابتكار والتطور الذي نأمل ان نشاهدهما العام المقبل».