برامج جديدة في مهرجان أبوظبي السينمائي

نشوة الرويني ومحمّد المزروعي في المؤتمر الصحافي.   تصوير: جوزيف كابيلان- محمد حكيم

 

كشف المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، نائب رئيس «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي» محمد خلف المزروعي عن ان «الدورة المقبلة من المهرجان، والتي ستقام من 10 لغاية 19 أكتوبر المقبل في قصر الامارات، ستشهد تحقيق المزيد من التطورات عبر استقطابها مجموعة من أهم الأفلام المنتجة لعام 2008، سواء الروائية أو القصيرة أو الوثائقية». و«ان من أبرز الفعاليات في مهرجان هذا العام برنامج خاص لأفلام البيئة، يهدف إلى جذب صانعي السينما وتحفيزهم، لتوظيف لغة الفن السابع ضمن استراتيجيات الحفاظ على البيئة، وتأكيد  خطط التنمية المستدامة. كما تقام، وللمرة الأولى، ضمن فعاليات المهرجان دورة جديدة من مسابقة أفلام من الإمارات التي أفرزت العديد من المواهب الإماراتية الشابة».

 

وقال المزروعي في مؤتمر صحافي عقد، أمس، في المجمّع الثقافي «ان المهرجان يعدّ خطوة مهمة في المشروع السينمائي الثقافي المتكامل لأبوظبي، وقد تميّز منذ دورته الأولى، بكونه يضم مقوّمات السينما الناجحة من النواحي الفنية والتمويلية والتسويقية، خاصة مع تنظيم مؤتمر «ذا سيركل»، المبادرة الوحيدة والأولى من نوعها في المنطقة، والتي تهتم بإنتاج  الأفلام وتمويلها، وتشجيع المواهب السينمائية في الشرق الأوسط، لافتا الى حرص الهيئة على توفير جميع العناصر التنظيمية والسينمائية التي تستقطب صناع الفيلم والمنتجين من أنحاء العالم كافة، إلى جانب حرصها على مشاركة العديد من الفنانين الإماراتيين المتميزين في المهرجان، بهدف توفير الخبرة اللازمة لهم .

 
يوسف شاهين

فعاليات متعددة
وقالت مديرة المهرجان نشوة الرويني انه وقع الاختيار على فيلم «الإخوة بلوم» للمخرج ريان جونسون ليكون فيلم الافتتاح، وفيلم «جسد مملوء بالاكاذيب» للمخرج ريدلي سكوت لحفل الختام، إلى جانب عدد من الافلام المميّزة من بينها «فيكي كريستينا برشلونة»، و«معجزة في سانت آنا»، و«المحظوظون» و«الفضيلة السهلة» وفيلم الرسوم المتحركة «إيغور».

 

وأوضحت الرويني أن المهرجان سيكرّم الممثلة القديرة جين فوندا، بالتعاون مع مؤسسة «سينما الواقع»، ويستضيف الفنانة سوزان ساندرون. وسيتضمن اطلاق مبادرتي «موست»، او المسلمين على شاشة السينما والتلفزيون، بالتعاون مع مركز الصبان للدراسات الشرق اوسطية، ودائرة ابحاث الافلام العربية، والتي تغطي الوضع الراهن للسينما العربية في الشام ومصر والخليج وشمال افريقيا، بالإضافة إلى تنظيم ندوة عن قدرة وتأثير النساء في صناعة السينما، وتنظيم معرض باريسي، بالتعاون مع مؤسسة سينما الواقع يخصص للموضوعات الاجتماعية والانسانية. 

 

واستعرضت الرويني ابرز معالم الدورة الثانية من المهرجان الذي اصبح يقام  لمدة 10 ايام، مثل المهرجانات الدولية الكبرى، وتبلغ قيمة جوائزه مليون دولار اميركي، وهي الأكبر بين كل مهرجانات العالم، إلى جانب انفراده بتخصيص جوائز لكل أجناس  الأفلام وأطوالها. مشيرة إلى ان المهرجان يتميّز بعدم وجود جائزة لأحسن اخراج، ربما لأول مرة في مسابقات السينما، «فوز الفيلم باللؤلؤة السوداء يعني تلقائيا فوز مخرجه ومنتجه معا، والقيمة المالية لجوائز الافلام تقسم بالتساوي بين المخرج والمنتج».

 

آفاق عربية
وقالت الرويني إن الافق العربي لمهرجان الشرق الاوسط الدولي يتجسد في كمية  الافلام المختارة ونوعيتها من كل الدول العربية المنتجة للسينما داخل المسابقات وخارجها، وفي تكريم المخرج التونسي الكبير ناصر خمير، وإصدار كتاب عن تجربته من تأليفه، وإصدار اول كتاب محاورات مع صناع السينما في الخليج، من تأليف الباحث عماد عبدالمحسن، إلى جانب اقامة اول معرض عن المخرج الراحل يوسف شاهين تعده الخبيرة منى غويبة، ويصمم لوحاته الـ100 الفنان ناجي شاكر، وذكرت إلى انه للعام التالي ينظم المهرجان برنامج «مخرجات من العالم العربي»، من اعداد الناقدة ريما المسمار، ويهدي دورته إلى اسم المخرجة اللبنانية رندة الشهال، حيث يعرض فيلمها الأخير «طيارة من ورق» في افتتاح البرنامج، بينما يتناول البرنامج التاريخي موضوع «60 سنة على تقسيم فلسطين».

 

واختار افلامه هذا العام الباحث قيس الزبيدي مؤلف موسوعة السينما الفلسطينية، ليتم خلاله عرض افلام تسجيلية قصيرة وطويلة لمخرجين من غير العرب والاسرائيليين، ويهدي البرنامج دورته لاسم الشاعر الراحل محمود درويش. وأضافت أن المهرجان ينظم لأول مرة حلقة بحث عن «صناعة السينما في الوطن العربي» مهداة لاسم رائد السينما السودانية جاد الله جبارة.  

 

أفلام من الإمارات
وقال مدير مسابقة «افلام من الامارات» عبدالله بستكي أن دورة هذا العام ـ وهي الثامنة في عمر المسابقة ـ تشهد عرض ما لا يزيد على 30 فيلمًا تشارك فيها أفضل المواهب في المنطقة، وتتسابق للفوز بقلوب  المشاهدين وعقولهم». وأضاف أنه «سيتم في هذه الدورة عرض أفلام طويلة، تسجيلية وقصيرة من الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي.

 

والأهم أنه سيتضح جَلِيًا في هذه الدورة بأن المنافسة أصبحت أكثر انتقائية وبدرجة كبيرة، ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى أننا أصبحنا جزءًا من مهرجان سينمائي دولي أكبر، كما حققنا خطوة أخرى على الطريق من أجل إتاحة الفرص لمن يؤمنون بمواهبهم. فقد أزلنا الخط الفاصل بين الهواة، طلاب المدارس والجامعات، والمحترفين، وجعلنا العمل وحده الذي يتحدث».

 

وأشار بستكي إلى انه تم تكوين فريق يضم العديد من العاملين في المجال السينمائي، والمشجعين للحركة السينمائية ومنهم صالح كرامة، وسمير فريد، وجون فيتزجيرالد، و تتمثل مهمة الفريق في العمل على رفع مستوى الأفلام السينمائية على المستوى الإقليمي ورعاية البراعم الناشئة وتشجيعها، بالإضافة إلى اقامة ما يسمى بـ«المجلس»  والذي يقام  من خلاله استعراض  إبداعات المخرجين ونقدها من ستة من نقاد السينما أصحاب الشهرة الواسعة على المستويين الإقليمي والدولي.

 

موضحا انه سيتم تشكيل لجنة تحكيم تتألف من أربعة خبراء في صناعة السينما، احدهم من الإمارات، والثاني من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، وآخر من إحدى الجنسيات العربية الأخرى، والأخير أجنبي، حيث تقوم هذه اللجنة بتحكيم كلتا المسابقتين: «أفلام من الإمارات»، و«الإمارات للإنتاج السينمائي»، وقد تم تمديد قبول السيناريوهات لغاية 30 سبتمبر الجاري.
 
من «جسد مملوء بالأكاذيب» فيلم الختام.أرشيفية

الأكثر مشاركة