إنتاجية عمال المقاولات تتقلص 40% في رمضان
مقاولون طالبوا بتصاريح عمل مفتوحة حتى الساعات الأولى من الصباح.تصوير: كريغ سكار قدر مقاولون ومهندسون انخفاض إنتاجية العمالة في شركات المقاولات خلال شهر رمضان، ما بين 20 و40%، نتيجة التزام الشركات بمواعيد دوام محددة نهاراً، فضلاً عن عدم إمكانية استمرار العمل في بعض المواقع الإنشائية ليلاً بما يتجاوز الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ما اعتبروه عنصراً مؤثراً في خطط تنفيذ وسير العمل، وكذا مواعيد تسليم المواقع، لاسيما أن شهر رمضان أتى هذا العام بعد شهري يوليو وأغسطس، اللذين تلتزم فيهما شركات المقاولات بمنح العمالة لديها فترة راحة يومية لمدة ثلاث ساعات في منتصف النهار، امتثالاً لقرارات رسمية تحظر العمل تحت الشمس خلال هذه الفترة.
ورأى مقاولون أن «منح الجهات الرسمية لشركات المقاولات تصاريح عمل ليلية في المواقع، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، سيساعد كثيراً في حل إشكالية تعطل سير العمل في بعض المشروعات، إذ من المفترض أن تتساهل الجهات المعنية في منح هذه التصاريح، بدلاً من تحديدها بالساعة 12 عند منتصف الليل، وهو وقت لا تستطيع شركات المقاولات تحقيق إنجاز ملموس فيه، لاسيما أن العمل في رمضان غالباً ما يبدأ بعد الساعة التاسعة مساءً».
واعتبروا أن «شهر رمضان يلازمه تأخر في الإنتاج وفق الخطط الزمنية بنحو 15 يوماً عن الأشهر العادية من العام، بسبب قلة ساعات العمل المنفذة».
وتتقلص ساعات العمل خلال شهر رمضان، من ثماني ساعات عمل يومياً، إلى ست ساعات، «فيما لا يعطي العامل الصائم الإنتاجية نفسها للعامل المفطر»، وفق المقاولين أنفسهم.
تأخر في التنفيذ
وتفصيلاً، لاحظ مدير عام شركة «جسكوم للمقاولات»، المهندس أحمد عبدالعزيز، أن إنتاجية العامل تقل بنحو 30% خلال شهر رمضان عن معدله الطبيعي في الأيام العادية، بالصورة التي تجعل المقاول يتأخر في تنفيذ بعض المشروعات وفق الخطط المقررة لها.
ورأى عبدالعزيز أنه «على الجهات الرسمية أن تمنح تصاريح عمل مسائية لشركات المقاولات، يُسمح للأخيرة فيها بالعمل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، بالصورة التي ترفع من طاقة الشركات الإنتاجية».
وأشار إلى أن «تنفيذ عمليات صب الخرسانة في المواقع لا تتوقف ليلاً ونهاراً، من خلال تصاريح رسمية بذلك، إلا أن أعمالا أخرى لا يُسمح لها بالعمل بعد منتصف الليل، على الرغم من أن أعمال الخرسانة تصحبها ضوضاء عالية، مقارنة بأعمال الطابوق والبلاستر والسيراميك مثلاً، فلم لا تسمح الجهات الرسمية لبقية المهن بالعمل على مدار الساعة، خصوصاً في المشروعات ذات غرامات التأخير المرتفعة».
العمل ليلاً
وقال عضو مجلس إدارة جمعية المقاولين، العضو المنتدب في «هندسة الدرويش»، حمد جاسم الدرويش، إن «إنتاجية العامل تقل بنحو 40% خلال شهر رمضان»، معتبراً أن أشهر فصل الصيف وما تلاها من شهر رمضان، أثرت نسبياً في أداء العمالة، وكذا خطط سير العمل». لكن الدرويش رأى أن «العمل المسائي لاسيما للصائمين نهاراً، يعد أمراً مجدياً لسير العمل بالمشروعات وشركات المقاولات، فيما يمكن تعويض العمال بالراحة التامة طيلة نهار اليوم التالي».
مراجعات يومية
وفي الوقت الذي أكد فيه المدير التنفيذي لشركة «أرابكو للمقاولات»، رجب عوف، انخفاض معدلات إنتاجية العمالة في شهر رمضان ما بين 20 و30%، قلل عضو مجلس إدارة جمعية المقاولين، مدير عام مجموعة العارف، حمد العارف، من تأثير العمل ليلاً في سير العمل في المشروعات والالتزام بخطط ومواعيد التسليم، مشيراً إلى أن «العمل نهاراً أفضل بحكم تعود العمال على النوم والاستيقاظ مبكراً، ومن ثم فإن أي تغيير في ذلك، سينعكس سلباً على سير العمل وحجم الإنجاز فيه». وقال العارف إن «إنتاجية العمالة تقل بنسبة تتراوح ما بين 10 و20%، في حين وصولها إلى 40% لا يعد أمراً منطقياً بالنسبة للمقاولين».
وأشار إلى المراجعات اليومية التي تتم من خلال مهندسي المواقع، الذين يراجعون يومياً إنتاجية العمالة، فيما لا يسمحون بأن تقل بشكل متعمد، وكذا فهم يبحـثون دائماً عن بدائل لتقـلص الإنتاجية لأسـباب أخـرى.
وأرجع عوف تقلص إنتاجية العمالة خلال شهر رمضان، إلى «الانخفاض في ساعات العمل من ثماني ساعات إلى ست ساعات يومياً، فضلاً عن عدم قدرة العامل الصائم على الإنتاج مثل نظيره المفطر، فيما نعوض ذلك في ما بعد من خلال زيادة عدد ساعات العمل خلال الأشهر التالية لرمضان، بنظام (أوفر تايم)، في مقابل حوافز معينة».
لكنه أشار إلى «إمكانية سماح الجهات الرسمية باستخدام مولدات كهرباء والعمل ليلاً في المواقع الإنشائية، خصوصاً أن معظم المراحل لا يصدر عنها اي إزعاج للجيران، باستثناء الخرسانة وبعض المراحل المرتبطة من نجارة وحدادة، وتالياً على الجهات الرسمية أن تتساهل في إصدار تصاريح العمل ليلاً للمقاولين».