«منشد الشارقة».. ستار أكاديمي شرعي

صفر يتوسط اللجنة المنظمة والمتسابقين الساعين للقب منشد الشارقة.الإمارات اليوم
    
في تلفزيوناتنا العربية ارتباط وثيق بين الشهور ومواسمها الدرامية، وما يمكن أن تحفل به الدورات البرامجية التلفزيونية، وتحديداً تلك الخاصة بشهر رمضان الفضيل، وعلى الرغم من أن هناك مواد إعلامية اعتاد المشاهد أن يطالعها بتكرار في تلك القنوات خلال رمضان، مثل برامج الفوازير ومسابقات المعلومات العامة واستضافات النجوم في برامج حوارية وغيرها من البرامج التي لا يُعرف سر ارتباطها المباشر برمضان، إلا أن هناك برامج أخرى في الوقت  نفسه سعت إلى استثمار الأجواء الروحية في هذا الشهر، مستفيدة أيضاً من تطور برامج الواقع ونجاحاتها الجماهيرية لتجد المعادلة فيما يمكن أن يسمى برامج واقع شرعية، إذا صح التعبير، أو «ستار أكاديمي» شرعياً إن صح ذلك أيضاً، مثل مسابقات الإنشاد التي خاضتها قناتان محليتان هما قناة سما دبي عبر برنامج «سما الإنشاد» قبل أن يغيب عن الخريطة البرامجية للقناة خلال العامين الماضيين، وبرنامج «منشد الشارقة» الذي يستمر للعام الثالث على التوالي في رمضان المقبل.

ويراهن تلفزيون الشارقة هذا العام على «منشده» الذي استقطب متسابقين من 15 دولة عربية، من بينها ثلاث دول تشارك للمرة الأولى هي فلسطين وليبيا وجزر القمر، حيث تم الكشف في مؤتمر صحافي عُقد في مقر التلفزيون عن تفاصيل المسابقة التي ستستضيف أمسياتها اليومية قناة القصباء في مقابل حفل أسبوعي تشهده المدينة الجامعية في الشارقة.

في هذا الإطار قال مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة خالد إسماعيل صفر إن «منشد الشارقة» حقق على مدار دورتيه السابقتين نجاحاً إعلامياً ملموساً، وهو ما حفز باتجاه استمراره للعام الثالث، مشدداً على أن انضمام متسابقين من دول تشارك في فعاليات المسابقة لأول مرة هو أحد دلالات الصدى الواسع الذي يحظى به البرنامج عربياً، خصوصا أن لجان اختيار الأصوات التي جابت عدداً كبيراً من الدول العربية كانت تجد إقبالاً استثنائياً من  أصحاب المواهب الإنشادية لاستعراض أصواتهم. 

فـرق
وحول السهرات الأسبوعية واليومية أوضح المشرف العام على المسابقة، المذيع محمد خلف أن السهرات اليومية لمنافسات هذا العام ستكون في الخيمة الرمضانية المقامة في القصباء، أما السهرات الأسبوعية «يوم الجمعة من كل أسبوع» فستقام في قاعة المدينة الجامعية في جامعة الشارقة. هذا إضافة إلى أن يوميات المنشدين سيتم بثها على الهواء مباشرة، وهو ما سيكون بمثابة جسور للتواصل بين المنشدين والجمهور المتابع لهم، ما سيؤثر بشكل إيجابي في عملية التصويت للمتسابقين. إضافة إلى تقارير يومية حول الزيارات التي يقوم بها المنشدون للأماكن السياحية والتاريخية والأثرية في إمارة الشارقة.

أما سهرة العيد والتي سيتم فيها إعلان الفائز بلقب «منشد الشارقة3» فستكون ثاني أيام عيد الفطر المبارك. وسوف تشارك العديد من الفرق الإنشادية في السهرات، منها  فرقة أمواج البحرين، وفرقة اليرموك، بالإضافة إلى فرقة إنشادية من الأطفال، أما الفرقة التي ستصاحب المنشدين فهي الدار الإماراتية. 

وكما الحال مع المنشدين الذين شاركوا في «منشد الشارقة 1 و2» من حيث إنتاج الألبوم الإنشادي لهم سيتم إنتاج ألبوم إنشادي لـ«منشد الشارقة3»، وقد تلقت اللجنة المنظمة للمسابقة بالفعل العديد من الطلبات من شركات ومؤسسات متخصصة في التوزيع لأخذ حقوق توزيع هذا الألبوم، على الرغم من عدم معرفة هوية صاحب اللقب.

بداية مبكرة
وبدأت لجان الاستماع والاختيار للمسابقة عملها مبكراً هذا العام، وبالتحديد في مطلع شهر أبريل الماضي لتجوب أرجاء الوطن العربي من أجل إجراء الاختبارات واختيار المنشدين الراغبين في المشاركة في المسابقة في نسختها الثالثة، حيث تم تقسيم هذه اللجان إلى ثماني لجان ضمت أعضاء لجنة التحكيم، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في إذاعة وتلفزيون الشارقة، واستمعت إلى جميع الراغبين في المشاركة، دون الالتزام بأبناء الدولة التي تجرى بها الاختبارات، وقد قامت هذه اللجان بتصوير وتسجيل الأصوات والاختبارات لتوثيقها، تمهيداً لعملية فرز هذه الأصوات لاختيار الأنسب من بينها للاشتراك والمنافسة على اللقب. 

مواهب
وعقب الانتهاء من الجولات تمت عملية فرز هذه الأصوات، وهو ما قامت به اللجنة التي انعقدت برئاسة خالد إسماعيل صفر مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، وضمت المشرف الإداري العام على المسابقة، المذيع محمد خلف، والمنشد السوري محمد منذر السرميني «أبو الجود»، والمنشد الإماراتي أحمد بو خاطر، والمنشد الأردني محمد زكي، والمنشد العراقي محمد العزاوي وعيسى قطامي مدير إدارة الأخبار في الإذاعة والتلفزيون، وأحمد سالم السلمان مشرف عام «قناة الشارقة2»، ووليد البريمي مدير إدارة البرامج في «قناة الشارقة2»، وإبراهيم الأميري رئيس قسم ترويج البرامج بالتلفزيون، والملحن وسيم فارس، لمشاهدة التسجيلات واختيار الأصوات المناسبة للمشاركة في المسابقة والمنافسة على اللقب.    

وأثنت اللجنة على المواهب والأصوات  المختارة، وتمكُن المنشدين من المقامات  الصوتية، لكنها كانت ملتزمة باختيار منشد واحد فقط من كل دولة، الأمر الذي حرم في بعض الحالات عدداً من أصحاب المواهب الإنشادية الجيدة من المشاركة بسبب تقيد المسابقة بسقف زمني محدد هو أيام الشهر الفضيل.

غياب «سما الإنشاد» 
للعام الثاني على التوالي تغيب مسابقة «سما الإنشاد» التي كانت تنظمها على الهواء مباشرة خلال رمضان قناة «سما دبي» الفضائية، من دون أن يتم الإفصاح  عما إذا كانت المسابقة قد تم إلغاؤها أم أنها مؤجلة فقط حتى إشعار آخر، وهو التساؤل الذي طرحه على «الإمارات اليوم» عدد من المتذوقين والموهوبين في فن الإنشاد، لاسيما أن المسابقة في نسختها الوحيدة شهدت مشاركة وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً.