قطوف

 

-- صعد المنبر عمر بن عبدالعزيز، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن هؤلاء القوم قد كانوا أعطونا عطايا والله ما كان لهم أن يعطوناها، وما كان لنا أن نقبلها، وإن ذلك قد صار إلي ليس علي فيه دون الله محاسب، ألا وإني قد رددتها وبدأت بنفسي وأهل بيتي. اقرأ يا مزاحم -وكان مولاه- وقد جيء قبل ذلك بسفط فيه تلك الكتب، فقرأ مزاحم كتاباً منها، ثم ناوله  عمر وهو قاعد على المنبر، واستأنف مزاحم كتاباً آخر فقرأه، ثم دفعه إلى عمر فقصه فمازال حتى نودي لصلاة الظهر.    

 

-- لما قدم عبادة على أهل حمص قام في الناس خطيباً، فحمد الله، وصلى على النبي، ثم قال: أما بعد، ألا إن الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر، ألا وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك قادر، ألا وإنكم معروضون على أعـــمالكم؛ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، ألا وإن للدنيا بنين وللآخرة بنين، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن كل أم يتبعها بنوها يوم القيامة.

 

الأكثر مشاركة