«أمانة بغداد» تسعى لترميم النُصُب والجداريات
|
|
|
| إرث فني يحمل بصمات رواد الفن التشكيلي في العراق. رويترز
وضعت السلطات العراقية خطة لصيانة وترميم بعض النصب والتماثيل في شوارع بغداد، ضمن سعيها الى حماية هذا الارث الفني الذي يحمل بصمات رواد لامعين عرفهم الفن التشكيلي عبر تاريخه الحديث في بلاد الرافدين، بعدما تم تدمير عدد كبير منها اثناء الاحتلال الاميركي، علاوة على ما تعرضت له آثار عدة في المتاحف العراقية لعمليات نهب. وقال امين بغداد صابر العيساوي ان «خطتنا انطلقت باعادة نصب «ابو جعفر المنصور» في جانب الكرخ «غرب دجلة» وتأهيل تمثال «الام» للفنان خالد الرحال، كما سنقوم بصيانة جدارية الفنان فائق حسن، وتمثال عبدالمحسن الكاظمي في الكاظمية».
وابو جعفر المنصور هو باني بغداد وثاني خلفاء الحقبة العباسية «750-1258ميلادية»، وقد اعيد التمثال الى مكانه السابق بعد ان فجره مسلحون قبل نحو عامين.
وكان جزء من تمثال الشاعر عبدالمحسن الكاظمي للفنان الراحل اسماعيل فتاح الترك، وهو عصا بطول متر مصنوعة من البرونز، سرقت في وقت سابق. كما فقد تمثال شهرزاد احدى ذراعيه،وأعاد ترميمه مختصون بالتنسيق مع الامانة. وتستعد الامانة لصيانة نصب «الحرية» للفنان الراحل جواد سليم بالتنسيق مع وزارة الثقافة، فيما اعادت تأهيل نصب «الام» في حديقة الامة في وسط بغداد. ومن النصب التي تعرضت للسرقة جزء من تمثال «ابو نواس» للفنان الترك، وهو عبارة عن كأس من البرونز. يشار الى ان عددا كبيرا من التماثيل والنصب تعرضت للإزالة بقرار حكومي، بينها نصب «مسيرة البعث» الذي نفذه الرحال ابان ثمانينات القرن الماضي ويعتبره المسؤولون الحاليون تمجيدا لفترة الرئيس الراحل صدام حسين. ويستوحي الرحال «1926-1986» اعماله عادة من الآثار الاشورية والسومرية والبابلية. وهو من ابرز رواد الحركة الفنية، وقد شارك في تنفيذ بانوراما «القادسية»، المعركة الشهيرة بين العرب والفرس «736 ميلادية». واقيمت البانوراما في المدائن «جنوب بغداد»، وتعرضت للتخريب والسرقة كذلك.
ومن اعمال الرحال المهمة نصب الجندي المجهول وقوس النصر الذي صمم بشكل سيفين عملاقين يتلاقيان وتحتهما خوذ عسكرية متهاوية، في اشارة الى الحرب العراقية الايرانية «1980-1988» وكلاهما في ما يسمى المنطقة الخضراء، بعد الاحتلال. ويقول الناقد التشكيلي صلاح عباس ان «اكثر من 200 عمل فني فقدت في بغداد بعد اجتياحها ربيع عام 2003، في اعمال سلب ونهب وازالة ابرزها نصب «المسيرة» للرحال وهو بانوراما حول فصول سومرية تحمل تفاصيل مشاكسة ممزوجة برؤية حديثة تحاكي الحياة الشعبية».
ومن الاعمال التي تنوي الامانة صيانتها نصب «جدارية فائق حسن» في ساحة الطيران في وسط العاصمة وهي جدارية عملاقة ترمز الى السلام انجزها بعد ثورة 1958، كانت تعرضت الى فقدان اجزاء من الفسيفساء الملون. وينظر الفنانون العراقيون الى نصب «الحرية» لجواد سليم كرمز للنحت المعاصر وصاحب الرؤية الفنية الجمالية وكان اصيب العام الماضي بتصدع في احد اجزاء قاعدته المرمرية.
ومن النصب التي ازيلت بقرار حكومي نصب مدرسة «بلاط الشهداء» في منطقة الدورة من تنفيذ علاء بشير وهو مصنوع من البرونز ولم يعرف مصيره.
ويؤكد عباس ان «ما حدث للثقافة الفنية بعد الاجتياح مروع ورهيب، فمركز الفنون تعرض للسرقة، وبعض النصب التي نهبت وجدت مصهورة في مناطق تكتظ فيها ورش السباكة، حيث تقطع التماثيل وتصهر في قوالب لبيعها بسعر دولار واحد للكيلوغرام». ومن التماثيل التي تبيعها هذه الورش جدارية من البرونز للترك تتضمن اباريز ومنحوتات تحاكي الحياة البغدادية كانت منصوبة قرب امانة بغداد، واخرى لمحمد غني حكمت في المكان ذاته. من جهتها، اعتبرت الجمعية العراقية للتشكيليين خطوة الامانة مهمة، وقال نائب رئيس الجمعية قاسم سبتي ان «لجنة النحت في الجمعية على اتصال مستمر مع امانة بغداد، وقدمنا لهم سلسلة من الافكار والسبل العملية والفنية». واشار الى ان «اللجنة التي أسست قبل اشهر عدة تضم 50 نحاتا». |