أخطاء شائعة
| ترد كلمة «افتقد» في سياق مثل «تفتقد الوزارة لبعض العناصر»، وهذا خطأ، ففعل افتقد لا يليه حرف جرّ، بل يتعدى إلى مفعوله بنفسه. والصواب القول «تفتقد الوزارة بعض العناصر». فمعنى افتقد الشيءَ: فقده. وفي هذا يقول أبو فراس الحمداني: ½ سيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدلاهُم وفي الليلةِ الظلْماءِ يُفْتَقَدُ البَد ومثلها «افتقر» التي تحتاج إلى حرف جر فنقول «افتقر إلى الشيءِ: احتاج». ويمكن أن تكون فعلاً لازماً (لا يحتاج إلى مفعول ولا إلى حرف)،مثل: افتقر فلان: صار فقيراً. يُستخدم حرف الكاف في سياق عبارات في غير معناه، مثل «تسعى إلى فرض نفسها كطرف فاعل»، أو«نحن كعربٍ نقول..». حرف الكاف في اللغة يمكن أن يكون للجرّ، وله معان عدة: التشبيه، مثل «فلانة كالوردة». والتوكيد: }ليس كمثْلِهِ شيءٌ{أي ليس شيءٌ مثْلُهُ. ويكون ضميراً}ما وَدَّعَكَ ربلاكَ{. ويكون للخطاب: كالذي يلحق باسم الإشارة: ذلك وتلك وإياك. فأي معنى من هذه المعاني أدته الكاف في المثالين السابقين؟ الجواب: لا معنى. والصواب أن نقول «تسعى إلى فرض نفسها طرفاً فاعلاً» منصوبة على الحالية. وفي الثانية: «نحن العربَ» بالنصب على الاختصاص. أو «نحن بوصفنا عرباً».
طرائف النحويين
كان لأحد النحويين ابن يتقعّر في كلامه (يختار الصعب غير المستعمل من اللغة) فاعتلّ الأب علّة شديدة أشرف منها على الموت. فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: ندعو لك فلاناً أخانا! قال: لا، إن جاء قتلني.
فقالوا نحن نوصّيه ألا يتكلّم. فدعوه، فلما دخل عليه، قال: يا أبتِ، قل «لا إله إلا الله» تدخلْ بها الجنة، وتفُزْ من النار . يا أبتِ والله ما أشغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس، واستبذج واستكبج، وطهبج وأفرج ، ودجّج وأبصل، وأمضر ولزّج وافلوزج.. فصاح أبوه: غمّضوني، فقد سبق ملك الموت إلى قبض روحي. |